طريقة الدراسة الحقيقية

طريقة الدراسة الحقيقية

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about طريقة الدراسة الحقيقية

العنصر الأول: الفهم العميق للمواد

هذه نقطة حساسة؛ لأن الكثيرين سيرفضون الدراسة بهذه الطريقة، خصوصًا الذين يعتبرون متأخرين ومضغوطين من تراكم الدروس. إنك لا تكتفي بالحفظ المتكرر، بل تفهم ما تدرس بعمق شديد. الفهم العميق للمواد هو أسلوب نادر جدًّا ما تجد أحدًا يستعمله. المقصود به أنك عليك أن تفهم ما الشيء الذي تدرسه تحديدًا، ولماذا تدرسه، ولمَ هو مقرر عليك أصلًا، وإلى ماذا يهدف تحديدًا، بدلًا من الحفظ والفهم السطحي المتكرر. لا تُسِئ الفهم، لا بأس أن تفهم كيف تدرس الدالة، ولا بأس أن تحفظ أحداثًا تاريخية، فهذه عناصر أساسية، ولكن عليك أن تفهم لماذا تدرسها.

لكي أوضح الصورة أكثر، لنقل إنك تدرس قاعدة رياضية أو فيزيائية معينة، بدلًا من أن تحفظها وتطبقها على التمارين مباشرة، اسأل: لماذا هذه القاعدة؟ على أي أساس تم وضعها؟ وما الذي تساعدنا فيه تحديدًا؟

الكثير سيرى ذلك مضيعة للوقت لا أكثر، ولكن صدقني، إنك ستشكر نفسك إذا قرّبت الدراسة بعمق أكثر. قد تواجه صعوبة في البداية، ولكن مع الوقت ستفهم النمط وسيصبح الأمر أسهل، والمواد بحد ذاتها ستصبح أسهل، ولن تبقَ عقيمة وضبابية.

ذات مرة، خضع طلاب أدبيون في الثانوية لاختبار رياضيات، وفي الاختبار تم تغيير رمز الدالة من (f(x إلى (g(x، وأغلبيتهم لم يتمكنوا من حلها وفرّوا من السؤال، لم يعلموا أن هذه الحروف لترميز الدالة فقط، ومهما تغيرت لم تؤثر نهائيًّا؛ لأنها رمز في النهاية. كانوا يظنونها أمورًا ثابتة مثل الأرقام، ولهذا فإن الفهم السطحي سيؤثر عليك سلبًا. وعلى العكس، فالفهم العميق يمكنه أن يساعدك في ابتكار حلول حتى للأسئلة التي لم تتعرض لها من قبل.

فنحن في النهاية لسنا مجرد أرقام في مصفوفة تعليمية نحفظ ونتعلم دون وعي، علينا أن نفهم ما الذي ندرس، ونعرف موقعنا جيدًا.

العنصر الثاني: استغلال نقاط القوة

جميعنا سمع المقولة: "ادرس بذكاء وليس بجهد". عليك أن تدرس بذكاء وبجهد في نفس الوقت. عندما أقول لك استغل نقاط قوتك، فالمعنى هو أن تستغل محيطك والوسائل المتاحة لك بأفضل شكل ممكن.

لنوّضح الصورة أكثر: بما أنك تشاهد هذا المقال، فهذا يدل على أن لديك نعمة الإنترنت، والتي باستغلالها بأفضل شكل ممكن، تحصل على نتائج مذهلة وتطور لم تحلم به يومًا.

هل هناك أستاذ معروف في اليوتيوب يدرّس مادة معينة باحترافية؟ ادرس عنده.

هل لديك القدرة المالية لتشترك عند أستاذ جيد لتدرس عنده بشكل مباشر؟ اشترك عنده.

هل تعرف طالبًا يفهم إحدى المواد بعمق؟ اطلب مساعدته.

أو ربما مشكلتك هي الضجيج في المنزل الذي لا يسمح لك بالتركيز، فهل عندك مكتبة قريبة يمكنك الدراسة فيها؟ توجه إليها.

أو ربما مشكلتك هي أنك لا تملك وقتًا، إذًا أنت تفتقر إلى مهارة إدارة الوقت، فلتتعلمها، وإياك أن تظن أن الأمر لن يفلح معك.

عندما قلت سابقًا إن عليك أن تفهم المواد بعمق، قد تتساءل: كيف لي أن أحصل على المعلومات العميقة؟ فالأساتذة غالبًا سيرفضون الرد على شيء يظنونه خارج الدرس. كما قلت لك، لديك الإنترنت ولديك الذكاء الاصطناعي، اسأله أي سؤال في بالك وسيجيبك حتى تفهم.

دائمًا حاول أن تستغل نقاط القوة التي من حولك، فإذا واجهتك مشكلة ففكر في نقاط القوة التي يمكن أن تحلها. بما أنك تستطيع أن تدرس بذكاء وبجهد في نفس الوقت، فافعل ذلك لكي تحصل على أفضل النتائج. كما في حالتك الآن، فإذا أكملت المقال، فستكون قد حصلت على أفضل نتيجة ممكنة، على عكس ما إذا خرجت باكرًا.

عليك أن تؤمن بالعبارة التي تقول: "توقف عن التفكير فيما ينقصك، فأنت بالفعل تملك أكثر مما تحتاج".

العنصر الثالث: استغلال نقاط الضعف

هنا لن تستغل نقاط ضعفك بطبيعة الحال، بل ستستغل نقاط الضعف في الاختبارات نفسها. لن تدرس المواد فحسب، بل والامتحانات أيضًا.

كيف سيكون الامتحان؟ من سيكون الأستاذ الذي سيصممه؟ أيّ ثغرات ستكون في الاختبار نفسه ستستغلها.

لا أعني بذلك الغش، فمثلًا: إن لديك اختبارًا يعتمد على نمط أسئلة مستقلة وليست مترابطة، أي لست مضطرًا أن تجيب عليها بالترتيب، بل يمكنك الإجابة على كل سؤال بشكل مستقل. يمكنك استغلال هذه النقطة لتجيب على الأسئلة السهلة أولًا دون أن تضيع وقتًا في الصعبة.

لا بأس إن كانت ورقة إجابتك تبدأ بالسؤال الرابع ثم الخامس ثم الأول فجأة، لا بأس بذلك، فهذه نقطة ضعف في الاختبار ويمكنك استغلالها لكسب الوقت.

أو لنقل إن هناك أستاذًا معينًا سيصمم الاختبار لوحده، يمكنك أن تبحث عن الاختبارات القديمة لهذا الأستاذ وتحلها وتفهم الأنماط المتكررة في اختباراته.

أو معرفة كمية الوقت المتاحة قبل الخضوع للاختبار يساعدك على معرفة إذا كان استعمال ورقة محاولة سيضيع الوقت أم لا.

أو إذا كان المصحح يميل لمن يكتب إجابات منظمة ونظيفة، فتنظيم إجابتك يكسبك درجات إضافية حتى لو لم تكن الإجابة كاملة.

أتمنى أن تكون قد فهمت كيف تستغل نقاط الضعف، فهذا المبدأ ينبع من الذكاء.

وشيء آخر: توقف عن أخذ ملاحظات أثناء الفصل. على عكس ما تظنه، هذا لن يساعدك. عليك أن تركز مع الأستاذ تركيزًا كاملًا لتحصل على أفضل معلومات تستطيع الحصول عليها.

العنصر الرابع: الهدوء تحت الضغط

هذه هي النقطة النفسية التي لا يتعامل معها الطلاب بجدية. الهدوء حتى في أسوأ الظروف الممكنة هو أكثر خطوة مثالية لأجل تدارك الوضع والتماشي معه.

أفضل خطوة لتمكنك من استرجاع ما تعلمت والتفكير بسلاسة أكثر، هي أن تكون باردًا وبلا عواطف أبدًا حتى عندما تفشل أو تسلك خطتك منحًى ثانيًا لم يكن متوقعًا.

لا يعني هذا أنك لا تهتم بالنتيجة أو أنك بلا مشاعر، بل عليك أن تعرف أن التعثر والخسارة جزء من النمو والتطور، ولذلك لا معنى للخوف أو القلق.

فعليك أن تتفنن في اللامبالاة. فكيف يمكن الحفاظ على الهدوء تحت الضغط؟ ببساطة، عليك أن تتخيل أسوأ سيناريو ممكن وتستعد لتقبله.

هل تخاف أن تسأل عن موضوع لم تراجعه قبل الامتحان؟ اعتبر أنه مطروح من الآن، كم ستضيع عليك من درجات، فتقبل الأمر، فهذا هو الواقع.

هل بدأت تدرس ولا تفهم؟ ما أسوأ ما قد يحصل؟ أن لا تفهم الدرس أبدًا؟ لنعتبر أنك لن تفهمه، فالهدوء هو أفضل شيء يمكنك أن تفعله لكي تفهم نمط الدرس العقيم.

هل وضعت الورقة أمامك ووجدت أسئلة غير مفهومة؟ ما أسوأ ما قد يحصل؟ سترسب؟ فلترسب إذًا، فهذه ليست النهاية، فالنهاية هي عندما تقرر أن تبقى خائفًا ضعيفًا بدلًا من أن تحضر هذه الأسئلة الغريبة وتحاول فهم الفكرة منها بعد الامتحان لكي لا تقع في نفس الخطأ.

يعني حتى إذا رسبت، فالهدوء سيساعدك على التعلم من أخطائك وتداركها بدلًا من الاستسلام.

والهادئ هو الذي يدخل الملعب مستعدًا لأسوأ الاحتمالات. التفكير الإيجابي جيد، ولكن للتخلص من عقدة التردد والخوف لابد أن تغيّر تلك العقلية الساذجة.

حاضرك اليوم هو مستقبل الذي كنت تقلق عليه بالأمس، وهو ليس بذلك السوء كما ترى.

أيضًا لدينا التنفس، فعندما نتوتر تضيق أنفاسنا، وذلك يصعّب التفكير. فعليك أن تتحكم بأنفاسك مهما كان الوضع، ويمكنك ذلك أيضًا إذا لجأت إلى التأمل والتنفس العميق، اللذين يمنحان الجسم المزيد من الأكسجين والهدوء. ليس بالضرورة أن تمارسه عندما تكون متوترًا، بل أن تمارس ضبط التنفس قبل الاختبارات أصلًا.

هناك الكثير من الفيديوهات على اليوتيوب التي تساعد على ضبط التنفس حتى تحت الضغط. فكما ترى، لديك كل شيء يمكنه مساعدتك، وكما قلت لك سابقًا: استغل نقاط قوتك.

الخلاصة:

باختصار، هذا الأسلوب الفريد يعتمد على التفكير العميق واستغلال الظروف والبرود حتى في أسوأ المواقف.

هو أسلوب ينبع من الذكاء أكثر من الجهد، فإذا استخدمته جيدًا ستجد قفزة ملحوظة في مستواك، ولو استغرق الأمر وقتًا طويلًا.

وشكرًا لكم على متابعتكم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

12

متابعهم

1

متابعهم

12

مقالات مشابة
-