
أغرب مشهد في قلب القاهرة… حكاية الإسورة الفرعونية اللي اختفت
أغرب مشهد في قلب القاهرة… حكاية الإسورة الفرعونية اللي اختفت
صباح وسط البلد… البداية العادية
يا صاحبي، اسمع الحكاية من أولها عشان تحس باللي أنا حسيته.
النهارده الصبح، الجو كان متقلّب زي مزاج القاهرة نفسها. شمس بتطلّ خجولة من بين سحاب خفيف، نسمة هوا تيجي فجأة وتختفي.
كنت ماشي في شارع قصر النيل، شارعين من ميدان التحرير، أصوات العربيات تعزف سيمفونية فوضى: كلاكس من هنا، فرامل من هناك، باص قديم بيطلع دخان خفيف.
ريحة قهوة طازة جايه من كشك صغير على الناصية خلتني أبطأ خطوتي. قدامي بائع فول بينادي: “سخن يا فول!” وصوت بائع جرائد يصيح بأسماء العناوين.
المدينة كانت بتتنفس صباحها المعتاد… لحد ما القاهرة قررت تقلب القصة.
أول شرارة
وأنا قربت من المتحف المصري، سمعت دوشة مش طبيعية. مش دوشة زحمة، لأ، همهمات متقطعة كأن السر بيمشي من فم لفم.
واحد بيقول: “الإسورة اختفت!”
واحدة ترد: “إيه؟ إسورة مين؟”
والكلمة تتكرر: “الإسورة الفرعونية… الإسورة الفرعونية.”
اتسمرت. يا نهار أبيض، أي إسورة دي؟
الزحمة تكبر… والفضول يولع
في لحظات، الشارع اتحوّل لساحة.
موظفين لابسين زي المتحف طالعين وداخلين بسرعة.
حارس أمن ماسك جهاز لاسلكي وصوته متوتر.
صحفيين بكاميراتهم جريوا على البوابة، والفلاشات بدأت تبرق.
واحد جنبي، شاب لابس تيشيرت أبيض وعليه بقعة قهوة، قال لي وهو بيبلع ريقه:
“بيقولوا الإسورة اللي عمرها ٣ آلاف سنة راحت! من جوه المتحف نفسه.”
حسيت بحرارة في دماغي.
إزاي أثر فرعوني يتبخر من أكتر مكان متأمن في القاهرة؟
تفاصيل من قلب المشهد
أقرب شوية، ريحة التراب السخن داخلة في مناخيري، ومعاها رائحة بنزين من الميكروباصات اللي وقفت تتفرج هي كمان.
الناس متجمعة: طلبة جامعة، سياح ماسكين موبايلات، ستات كبار لابسين إسود وبيهمسوا بأدعية.
واحد من عمال المتحف بيحكي بصوت واطي:
“فتحنا الصبح… الخزنة زي ما هي، مقفولة. لما اتفتحت، الإسورة مش موجودة. ولا خدش، ولا كسر.”
الموضوع أكبر من سرقة عادية.
واحدة من الصحفيات صرخت:
“يعني ولا كاميرا جابت حاجة؟”
الحارس هز راسه: “ولا لقطة.”
القاهرة كلها بقيت فيلم
التليفونات شغّالة، هاشتاج #الإسورة_المفقودة ولّع على تويتر وفيسبوك في نص ساعة.
المذيعين بينقلوا لايف، والناس في كل كافيه حوالين وسط البلد بتتكلم.
قهاوي شارع شامبليون مليانة نقاش:
“دي سرقة دولية.”
“لأ، ده شغل من جوه.”
“يمكن لعنة الفراعنة، يا جماعة.”
واحد ضحك وقال: “يا عم دي الإسورة رجعت لمالكها الأصلي.”
ضحكنا كلنا بس في قلوبنا رعشة.
أصوات وروائح تحفر في الذاكرة
حرارة الشمس بدأت تعلى، والهواء بقي خليط بين ريحة قهوة محروقة وتراب قديم.
من بعيد، بائع ذرة بيصيح، وصوت حمام بيطير فوقنا كأنه بيدوّر على أثر غامض.
أصوات الكاميرات تعمل زي الرعد الخفيف.
وسط البلد بقت مسرح كبير وإحنا الجمهور.
شهادات تزيد الحيرة
موظف ترميم، وشه شاحب:
“دي إسورة للفرعون أمينموب… قيمتها مش بس دهب وأحجار. دي تاريخ.”
سياح أجانب بيتكلموا بلغات مختلفة، كل واحد يترجم للثاني.
واحد طفل صغير، يمكن عشر سنين، قال لأمه:
“ممكن تكون الإسورة عند الإله رع دلوقتي؟”
الناس ضحكت، لكن الكلمة فضلت في وداني.
بحث بلا نتيجة
قوات الأمن بدأت تحيط بالمتحف.
سيارات الشرطة صفّت على طول الشارع.
سمعت واحد من الضباط بيقول:
“بلغوا الإنتربول فوراً. ممنوع خروج أي قطعة من البلد.”
كل ده وإحنا لسه مفيش عندنا أي إجابة: سرقة؟ خدعة؟ معجزة؟
الشارع يحكي القصة
وأنا ماشي أتنقل بين المجموعات، حسيت إن القاهرة نفسها بتحكي.
كل بلاطة في الرصيف، كل واجهة مبنى قديم، كأنها شاهد على السر.
المدينة اللي متعودة على الحكايات الغامضة لسه عندها حكايات أعمق.
لحظة انسحاب بطيء
قرب المغرب، الشمس بقت دهب على مباني وسط البلد.
الزحمة بدأت تفكّ، بس العيون لسه مليانة أسئلة.
وأنا خارج من شارع قصر النيل، سمعت آخر جملة من واحد عجوز بيشرب شاي:
“الحاجات اللي من زمن الفراعنة ما بتمشيش إلا بإذن… استنوا وشوفوا.”
لمسة الغموض
رجعت بيتي ولسه ريحة التراب والقهـوة في هدومي.
كتبت اللي شفته كده، يمكن بكرة نسمع عن ظهورها في حتة تانية، أو يمكن تفضل الحكاية لغز كبير.
بس اللي متأكد منه:
النهارده القاهرة كانت بتتنفس سر قديم… وأنا كنت شاهد.