
شرطة الجن والراعي
شرطة الجن (الجزء الأول): قتل ثعبانًا فاعتقلته شرطة الجن
البداية الملعونة
في أعماق قرية نائية، تغفو على حدود الصحراء وتحيطها الحكايات المخيفة، عاش رجل يُدعى *سالم*. لم يكن يؤمن بالخرافات، ولم يعر بالًا لقصص العجائز عن الجن الذين يتجولون في صورة حيوانات. بالنسبة له، كانت مجرد أساطير لتخويف الأطفال.
لكن في مساءٍ خانق، وبينما كان سالم يتفقد أرضه، لمح **ثعبانًا أسود ضخمًا** يزحف ببطء، عيناه تلمعان كالجمر. شعر بغضب ممزوج بالخوف، فأمسك عصًا غليظة وضربه ضربات متتالية حتى حطّم جسده. ابتسم ساخرًا وهو يقول: *"مجرد أفعى لا أكثر."* لكنه لم يكن يعلم أن ما قتله لم يكن مجرد ثعبان.
همسات الليل
مع حلول الليل، سمع سالم أصواتًا غريبة تتردد في جدران منزله: **صفير، همسات، ضحكات مكتومة**. كان يحاول إقناع نفسه أنها مجرد أوهام، لكن كلما أطفأ المصباح، شعر بأنفاس باردة تقترب من وجهه. فجأة، اهتزت الأرض من تحته، وظهر ظل طويل يزحف على الحائط، يقترب ببطء حتى توقّف أمام سريره.
الاعتقال المخيف
استيقظ سالم مذعورًا ليجد نفسه محاطًا بكائنات مظلمة لا ملامح لها سوى أعين متوهجة باللون الأحمر. أمسكوا به بقوة لا تُقاوَم، وسمع صوتًا جهوريًا يصرخ في أذنه:
*"أنت قاتل... قتلت واحدًا منّا... وستُحاكم أمام شرطة الجن."*
لم يستطع الصراخ أو المقاومة. شعر وكأن جسده أصبح بلا وزن، يُسحب عبر ممر مظلم بلا نهاية. كانت الجدران تُغطيها كتابات غريبة، والهواء يعبق برائحة كبريت خانقة.
مركز الشرطة الغامض

فجأة وجد نفسه في قاعة ضخمة مضاءة بنيران خضراء، جدرانها متحركة كأنها تتنفس. في وسط القاعة، ارتفعت منصة يجلس عليها **قضاة من الجن**، ملامحهم تتبدل كل ثانية بين بشر وحيوانات وزواحف. كانت العيون كلها موجهة نحوه، وأصواتهم تتداخل كعاصفة.
أدرك سالم أن ما حدث لم يكن مجرد كابوس، بل **بداية محاكمة لن يخرج منها بسهولة**.
نهاية الجزء الأول
عندما عاد وعيه، وجد نفسه في فراشه مع بزوغ الفجر. لكنه لم يكن كما كان بالأمس؛ على ذراعيه آثار تشبه القيود، وعلى صدره ندبة حمراء كأنها وُسِمت بكيّ النار. جلس مذهولًا، يلتقط أنفاسه، وهو يسمع همسة باردة تتردد في أذنه:
*"المحاكمة لم تنته بعد... الجزء القادم سيكون الحكم."*
مقدمة الجزء الثاني من رواية شرطة الجن
جلس سالم على سريره وهو يحدق في آثار القيود الغامضة على ذراعيه، بينما صدى الهمسة المخيفة لا يزال يتردد في أذنه: "المحاكمة لم تنته بعد...". شعر بأنفاس باردة تتسلل إلى غرفته، والظلال على الجدران تتحرك وحدها كأنها تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض.
لم يكن يعرف إن كان مستيقظًا أم ما زال أسير حلم مرعب، لكنه أيقن شيئًا واحدًا: أن شرطة الجن لم تفرج عنه بعد، بل أعادته فقط إلى واقعه مؤقتًا ليذوق طعم الرعب والانتظار. ومع اقتراب منتصف الليل، بدأت جدران الغرفة ترتجف من جديد، وظهر باب مظلم لم يكن موجودًا من قبل، ينفتح ببطء ليقوده إلى أعماق عالم آخر... حيث سيبدأ الجزء الأخطر من المحاكمة.