كيف تجعل المطالعة لك عادة✏✒
كيف تجعل المطالعة لك عادة
----------
بقلم : أ. محمد رميلات
سألني بعض السآئلين عن الطريقة التي تشدهم للكتاب حتى تغدوا القراءة لهم عادة ، والحقيقة أنه لا طريقة مثلى للمطالعة سوى إجبار النفس وإرغامها على النظر في الكتب ، وإكراهها على ملازمة الحرف ، بتدرج ينتقل بصاحبه من طور إلى الطور ، فالذي لم يعدو في حياته بضع أمتار كيف تطلب منه أن يجري بضعة كيلومترات؟ كذلك المطالعة يمكن لمن أراد أن يألف القراءة أن يُلزم نفسه خمس صفحات كل يوم لا يزيد عنها ، لمدة شهر أو شهرين فإذا استأنس من نفسه لذة وشوقا للكتاب زاد في الوتيرة قليلا إلى عشر صفحات ، فإذا اعتاد عليها صارت العشر قليلة في نظره فينتقل إلى طور آخر لعله يبلغ ربع كتاب أو ثلثه أو نصفه ، هذا بالنسبة للكتب التي تزيد صفحاتها عن الثلاث مائة ، أما مطالعة الكتيبات الصغيرة فتصبح عنده أسهل من عب الماء ، ولا يقولن أحد إني تخرجت من الجامعة والشهادة في جيبي والوظيفة والراتب سيّاران ولا حاجة لي بالقراءة ، فإن ذا خطيئة ترتكبها في حق نفسك وإذا كنت مدرسا في جامع أو جامعة فإن ذنبك أعظم وجرمك أكبر لأنك ترتكبه في حق من يستمعون إليك ويأخذون عنك ، ولا بد لمعارفك أن تتجدد و " القريحة مثل الضرع تدر بالإمتراء وتجف بالترك والإهمال " .
ولا يقولن أحد إن المطالعة عادة تُكتسب في الصغر ولا يمكن تحصيلها عند الكبر ، فهذه همة خائرة لا يمكن التغلب عليها إلا بتغيير هذا التفكير الواهن .
حارب الفكرة قبل أن تصبح خاطرة ، وحارب الخاطرة قبل أن تصبح فعلا ، فإنك إن فعلت تغلبت على نفسك التي تريد توهينك ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " اجتهد أن لا تكون دنيء الهمة ، فإني ما رأيت أسقط لقدم الإنسان من تداني همته " ، وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه : " المرء حيث وضع نفسه " يريد إن أعز نفسه علا أمره ، وإن أذلها ذل وهان قدره.
أما تعويد الأطفال على المطالعة فلا أرى له من سبب قوي كالإقتداء.
ينبغي أن يكون الوالدان الأب والأم قدوة لأبناءهم فإن ما يصلحه الإقتداء أكثر مما تصلحه الأقوال والنصائح ، وإذا كنت يائسا من نفسك عن ملازمة القراءة فلا تنقل يأسك لأبناءك.
اقتني لهم الكتب الصغيرة التي تناسب سنهم….
والقصص المصورة التي تلائم فهمهم والكتيبات ذات الأوراق الصقيلة والرسومات المحببة لهم .
واجعل لهم هدية عن كل كتيب يقرؤونه عساهم أن ينشأوا على حب المطالعة ، فإنه لا خوف على الجيل الذي ينام وعلى صدره كتاب.