مدرسة الديوان: يطلق هذا اللفظ على ثلاثة من الشعراء جمعتهم في شبابهم رابطة الأدب والصداقة.

مدرسة الديوان: يطلق هذا اللفظ على ثلاثة من الشعراء جمعتهم في شبابهم رابطة الأدب والصداقة.

0 reviews

يطلق هذا اللفظ على ثلاثة من الشعراء جمعتهم في شبابهم رابطة الأدب والصداقة والثورة على القديم والدعوة إلى الجديد في ميدان الأدب بعامة والشعر بخاصة وهؤلاء الشعراء هم (عبدالرحمن شكري وإبراهيم عبدالقادر المازني وعباس محمود العقاد).

والديوان لفظ أطلقه العقاد والمازني على كتاب أصدره بعد الحرب العالمية الأولى، ولم يشترك فيه الزعيم الفعلي للمدرسة (عبدالرحمن شكري) فالتسمية إذ ذاك غير دقيقة.

قد هاجم المازني شكرياً فيه وسماه صنم الالأعيب وكان ذلك بعد خلاف جرى بينهما كان منشئوه أن شكرياً كشف سرقات بعض الشعراء أشعاراً إنجليزية وادعائها بعد ترجمتها، وكان منهم المازني الذي ركز شكري على سرقاته، ويزعم بعض مريدي العقاد أنه لم يرض عن هجوم المازني وأنه كان عند صدور الديوان في أسوان.

وقد بدأ أول لقاء بين أعضاء هذه المدرسة بالتقاء شكري والمازني في أيام الدراسة، ثم التقى العقاد بالمازني إبان عملهما في التدريس فذكر إبراهيم عبدالقادر المازني شكريا لعباس محمود العقاد وأثنى عليه، وكان شكري إذ ذاك في لندن فلما عاد كانت الروابط قد قويت بين صاحبيه وشملته أول الأمر من طريق المراسلة. ويعترف المازني بأن شكريا سبقهم جميعا على هذا الإتجاه، وذلك فيما نقل عبدالحي دياب عن صحيفة السياسة حيث قال" أن شكري قد احتمل وحده في أول الأمر وعكة المعركة بين القديم والجديد وأنه رجل حساس رقيق الشعور سريع التأثر وميال بطبعه إلى اليأس فشق عليه أن يظل يدأب وليس له من يعني به، وأن يقضى خير عمره يرفع صوته بأعمق ما تضرب به النفس الملهمة الفياضة الحساسة وليس له من يستمع إليه أو يعيره لفتهة".

أما محمود عباس العقاد فإنه يقول" فمن عجب التوفيق أن يكون عبدالرحمن شكري في الإسكندرية وأن يكون إبراهيم عبدالقادر المازني في القاهرة وأن أكون أنا في أسوان ثم نلتقي على قدر وعلى اتفاق فيما قرأناه مع اختلاف في حواشي الموضوعات من غير اختلاف في جوهرها".

وعلى أي حال فإن الجفوة التي نشأت بين عبدالرحمن شكري وصاحبيه قد أوهنت عزم المدرسة وأفقدتها أقوى رجالها وهو عبدالرحمن شكري كما أن رفيقيه قد تجنيا عليه، لكن تلك الجفوة انتهت بلقاءات ومقالات مجاملة لم تستطع أن تعيد الجماعة إلى ما كانت عليه، لكن إبراهيم عبدالقادر المازني ومحمود عباس العقاد قدما اعتذارا لعبدالرحمن شكري بعد أن آلاماه أيما إيلام حتى قيل أنه بعد هجومها آثرا العزلة والانطواء.

وأظن أن الصراع الذي قام بين هؤلاء له حقيقة لم تظهر بعد وما أخالها ظاهرة لأن الذين يعلمون حقيقتها قدموا إلى ربهم رحمهم الله وإن صدق ظننا فإنها قامت لخدمة مذهبهم في الأدب من ناحية ومركزهم الأدبي من ناحية أخرى- والله أعلم.

ويسلب عبدالحي دياب من إبراهيم عبدالقادر المازني شخصيته في سبيل الرفع من قدر العقاد فيقول " فإن صاحب مكتبة (الأنجلو) يحدثنا عن المازني فيقول- كان رحمه الله يمر كل أسبوع على مكتبته ويسأل عن الكتب التي اشتراها العقاد طيلة الأسبوع فيشتريها بالتالي".

(ويبالغ دياب فيدعى أن شوقيا قد تأثر بالمدرسة ولم يؤثر فيها معتمدا في ذلك على قول العقاد وهو خصم لشوقي).

(وينفي تأثر مدرسة الديوان بمطران ويعلل ذلك بأنه لم يكن مجدداً التجديد المطلوب لأنه لم يخالف المورثات بما يثير الآخرين ضده).

المرجع:

كتاب الأدب الحديث تاريخ ودراسات للدكتور محمد بن سعد بن حسين (أستاذ ورئيس قسم الأدب بكلية اللغة العربية في الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى 1983م.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

258

followings

590

followings

6657

similar articles