آراء الشعراء في الشاعر محمود عباس العقاد رحمه الله

آراء الشعراء في الشاعر محمود عباس العقاد رحمه الله

0 reviews

   يرى كثيرون ومنهم العوضي الوكيل أن عباس محمود العقاد هو رئيس مدرسة الديوان بحجة أنه امتهن الصحافة قبل أن يصدر عبدالرحمن شكري وإبراهيم المازني ديوانيهما الأولين، وعلى أي حال فسواء أن كان  عباس محمود العقاد رئيس المدرسة أو شكري، فمن المسلم به أن شكرياً يتقدم الجماعة في الشعر، وأن العقاد يتقدمهم في النثر.

ومنه ما ورد في مقدمة الكاتب السعودي عبدالغفور عطار التي كتبها لكتاب (الشيوعية والإنسانية) حيث جرم بأن العقاد كان عميق التدين والإيمان.

فأما الإيمان فإنا نرجو أن يكون كذلك إذ لم يثبت عنه ما ينم عن إلحاد متيقن وإن كان في بعض شعره ما قد يومئ إلى شيء من ذلك مثل قصيدته (البحر والحياة)، أما التدين فمسألة فيها نظر، لما توحى به قصة (سارة) وما دار حولها من أحاديث وما أشبه تلك الأحاديث مما دار حول جوانب أخرى في حياة العقاد لا نرى فائدة من وراء نبشها متمثلين بالحديث الشريف – اذكروا محاسن موتاكم -.

أما زينب العمري فقد قالت " لقد كان العقاد ينتمي إلى الفكر الاشتراكي الإسلامي". وهذا تقليد خاطئ فلا اشتراكية في الإسلام وإنما عدالة والعدالة في الإسلام لا تشبه الاشتراكية من قريب أو بعيد ووصف العدالة في الإسلام بالاشتراكية قول باطل قال به بعض المعاصرين فلقد هم فيه كثيرون من غير العارفين ولسنا ندري كيف غفلت مؤلفاتنا عن هذا وهي الذكية.

وإذا كان الكاتب الكبير عباس محمود العقاد قد كتب في (خلاصة اليومية) حسب ما نقلته زينب العمري ص 107 قوله:" إذا مات رجل عن مائة ألف جنيه وخلف وراءه ابناً فكيف يحق لهذا الاستيلاء على جميع هذا المبلغ؟ وبأي مسوغ يستحق هذا الولد ذلك المقدار من ثروة الأمة ؟ نعم ... إن على الوالد أن يربي ولده وله أيضاً أن يعينه على إنشاء مستقبل له في الحياة فليكن الأمر كذلك فليس في هذا نزاع، فإذا مات هذا الأب فلتقم الحكومة مقامه فتتولى تربية ولده وتمده متى حان له أن يعمل لنفسه بما يبدأ به عملاً من الأعمال ولتتركه بعد ذلك يلاقي ما يستحقه بجدارته من نجاح أو فشل وتنفق الباقي في تحسين حال المجموع بما لا يمكن أن يأتي يد فرد من الأفراد.

فكيف يقال عن مثل هذا القول أنه من مبادئ الإسلام وعدالته ؟.

إنه قول يناقض ما أتى به الإسلام في نظام الإرث وشرعيته ولم يخول الإسلام الدولة حق الاستيلاء على ممتلكات الآخرين إلا في أحوال يستحق فيها الشخص شرعاً مصادر أمواله لجريمة جعل الإسلام من عقوباتها مصادرة الأموال.

أما رأى أديبنا الكبير عباس محمود العقاد في المرأة – فبلا شك فإنه رأى مستمد من طبيعتها كما خبرها في تاريخها وواقعها، (وما ذكرته زينب العمري من أن العقاد لو أبصر واقع المرأة لتغير رأيه) فقول لم تنظر فيه إلى واقع المرأة في أيام العقاد وبخاصة في مصر والشام، تلك البلاد التي لم يتغير وضع المرأة فيها من أيام الأديب الكبير عباس محمود العقاد رحمه الله.

أما حب عباس محمود العقاد (لمى زيادة) فإننا لا نسميه حباً وإنما هو إعجاب اشترك فيه جل الذين كانوا يحضرون ندوتها، فجاء الكاتبون وعدوا كل من ظهر في كتاباته هذا الإعجاب محبا لها حتى عباس محمود العقاد الذي كان سببه بالمرأة واهياً، والرافعي الذي وقف قلمه في سبيل الإسلام.

يجب علينا إذا أردنا أن نتحدث عن الحب أن نفرق بينه وبين الإعجاب.

المرجع:

الأدب الحديث تاريخ ودراسات للكتور محمد بن سعد بن حسين، الطبعة الأولى 1983م.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

258

followings

590

followings

6657

similar articles