"راديو صوت الزمالك".. ثورة إعلامية بيضاء تُطلق العنان لهوية النادي وجماهيريته العالمية
في خطوة تعبّر عن إدراك متزايد لقوة الإعلام الرياضي ودوره في بناء الوعي الجماهيري، أعلن نادي الزمالك عن قرب إطلاق إذاعته الرقمية الرسمية تحت اسم "راديو صوت الزمالك"، والذي سيبث محتواه بشكل مباشر عبر المنصات الرقمية المختلفة، في سابقة هي الأولى من نوعها بين الأندية المصرية.
القرار يأتي ضمن حزمة من الإصلاحات والتحديثات التي يقودها مجلس إدارة النادي برئاسة الكابتن حسين لبيب، الذي يولي ملف الإعلام أولوية قصوى في رؤيته لتطوير النادي، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل في إعادة تشكيل العلاقة بين الكيان الأبيض وجماهيره في الداخل والخارج.
الراديو الجديد لن يكون مجرد قناة صوتية تقليدية، بل يمثل منصة متكاملة للإعلام الرقمي، تستهدف تقديم محتوى متنوع يشمل البرامج الحوارية، والتغطيات الحصرية، والنقل الصوتي للمباريات، إلى جانب متابعة مستمرة لأخبار الفرق الرياضية داخل النادي.
واحدة من أبرز مميزات المشروع الجديد هي شموليته الرقمية؛ إذ سيتم بث البرامج والمحتوى عبر أشهر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، يوتيوب، تيك توك، وإنستجرام، ما يعزز من قدرة النادي على الوصول إلى جماهيره المنتشرة في مختلف القارات، وخصوصًا الجاليات المصرية والعربية المهتمة بالرياضة.
يؤكد القائمون على المشروع أن الراديو سيكون نافذة تفاعلية دائمة بين النادي وجمهوره، تتيح لهم المشاركة في النقاشات، التعبير عن الآراء، بل وربما التأثير في صناعة القرار الرياضي داخل الزمالك، في مشهد يضع "الجمهور" في قلب المعادلة الإعلامية.
من خلال هذه الخطوة، يسعى الزمالك إلى ترسيخ خطاب إعلامي جديد، يقوم على المهنية والانضباط والبعد عن الانفعالات، بما يليق بتاريخ النادي ومكانته كأحد أعرق أندية القارة الإفريقية وأكثرها تتويجًا.
وفي هذا السياق، أوضح بيان النادي أن إطلاق "صوت الزمالك" لا يُعد مجرد مشروع إذاعي، بل هو جزء من استراتيجية متكاملة لصياغة صورة ذهنية حديثة للنادي، تقوم على الاحتراف، والشفافية، والتفاعل الذكي مع قضايا الرأي العام الرياضي.
يمثل "راديو صوت الزمالك" نقلة نوعية في الإعلام الرياضي المحلي، إذ يُعد أول راديو رقمي رسمي مملوك لنادٍ مصري يُطلق بهذه الصورة المهنية والمنهجية، وهو ما قد يشجع باقي الأندية على السير في الاتجاه نفسه، نحو إعلام مؤسسي يُدار من داخل الأندية، ويعبّر عنها بدقة ومسؤولية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس، حيث تشتد المنافسة الإعلامية في الساحة الرياضية، وتتعاظم أدوار السوشيال ميديا في توجيه الرأي العام، مما يجعل من الضروري أن تمتلك الأندية صوتها الخاص وأدواتها الإعلامية المستقلة.
الإعلام كأداة للهوية والانتماء
لا يُخفي مسؤولو الزمالك أن المشروع يحمل بُعدًا رمزيًا كذلك، حيث يُعاد من خلاله التأكيد على هوية النادي، وتاريخه، ومكانته الجماهيرية. فـ"صوت الزمالك" ليس فقط منبرًا إعلاميًا، بل هو منبر انتماء، يُعيد وصل الجماهير بكينونتهم البيضاء، ويعزز شعورهم بالفخر والارتباط الدائم بالنادي.
