أحاديث الليل، منتصف الليل ، فضفضة الليل

أحاديث الليل، منتصف الليل ، فضفضة الليل

0 المراجعات

 الليل، عالم الجمال و الهدوء، فكم تحن له الأجساد المتعبة بل النفوس المنهكة تنتظر الليل الأسود لونه و المريح شكله الليل …، هذا الكائن العجيب الذي يتشاءم بلونه و يخاف الأطفال بل بعض الكبار من حلوله و وقت مجيئه، يستغله المجرم لإخفاء جريمته، و يرى كل حزين كئيب أنه يعيش في الليل و يقول لا بد لليل أن ينجلي، هذا المخلوق الذي يحمل كل كمية الرعب هذه، هو نفسه الذي تترقب موعده أنفس المتعبين و أرواح المشتاقين هو نفسه الذي حير الأدباء و العلماء و الشعراء و تاه في وصفه كل فصيح، الليل بكل ما يحمل من خوف و حزن هو نفسه القمر المنير و البدر المشرق المستنير، هو نفسه لآلئ النور المنثورة في أرجاء السماء نجوما مضيئة تزين الأرجاء هو نفسه هدير البحر و خرير الماء و رنة الطبيعة الساحرة الغناء هو نفسه الصمت الذي يجعلك تتأمل تعبك و تبكي ألمك و تقيل عثرتك و تصحح خطوتك 

الليل  و ما أدراك ما الليل، آية من آيات الله و عدها آية من آيات الجمال أو العظمة و الهيبة و السلطان. ففيه تسكن الجوارح و تخفت الأصوات كأنه ملك شديد السلطان ما إن يرخي سدوله آذنا بحلوله حتى يمتتثل الكل له، فتنتهي التجارة و المعاملات و توصد أبواب كل البيوت و المحلات، حتى الوحوش تأوي إلى أوكارها آذنة بحلول السلطان ، أو كأنه سحر أرخى أسداله فأسقط في قبضته كل شاعر و أديب و أحكم بجماله العقد  فلن أوفيه حقا إن وصفته بموجات الجمال بعضها فوق بعض، و لن أنصفه إن قلت فقط أنه عالم الدرر ينقلك من يوم مثقل بالتعب كثير الصخب، أضواءه مزعجة و همومه مهلكة إلى واحة استرخاء ذات أنوار خافتتة تكتفي برقصات خفيفة و تمسح بأناملها على قلبك برقة لتنفض عنك مشقة اليوم و عناء العمر 

الليل آية للتأمل، و نعمة للشكر، يرتب الأوراق و يهدئ القلوب و الأرواح، يسعد النفس و يرخي الأعصاب فيه أجمل موعد مع الرحمان لمن تاب و إلى ربه أناب.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة