ظبط الكلام في تجنب اللئام
« ظبط الكلام في تجنبِ اللئام»
إن من أكثر ما يوردُ الإنسان في المهالك ِ لسانهُ وما ينطِق بهِ .
يُقال : قلبُ العاقلِ أمام لسانهِ ، يفكر بالأمرِ قبلَ أن ينطقَ بهِ .
وقلبُ الأحمقِ خلفَ لسانهِ ينطقُ بالأمرِ قبل أن يفكرَ بهِ .
وقالوا أيضاً : إذا تمَ عقلُ الإنسانِ نقصَ كلامهُ، وعليهِ فيجبُ على المرءِ أن يُفكرَ في كلامهِ قبلَ أن يخرجَ من فمهِ ، والتفكير بالكلامِ يكونُ من عدةِ أوجهٍ :
- أن ينظر في الضرر المترتبِ على كلامه
- أن ينظر في النفعِ المترتبِ على كلامهِ
- أن ينظر إلى الوقتِ الذي يتكلم فيه، هل من المناسبِ أن يتكلمَ في هذا الوقتِ.
- أن ينظر إلى موضوع الحديث الذي سيتكلمَ فيه ، أي لا يتكلم بكلامٍ فارغٍ لا يسمنُ ولا يغني من جوع.
- أن ينظر إلى فصاحةِ الكلامِ وإلى وزنهِ حتى يخرجَ الكلامُ عذباً فيكون أكثرَ وقعاً في النفوسِ من غيرهِ .
- أن ينظرَ إلى تتابعِ الكلامِ وإلى سهولَتِهِ ، فلا تتكلم بكلامٍ متقطعٍ ، كلمةً من هنا . وكلمةً من هناك.
- أن ينظر إلى قليلهِ وكثيرهِ ، بأن يكونَ قليلاً لأهل الفضلِ وأصحابِ القدرِ ، وان يكونَ كثيراً لأهلِ الجهلِ ، والتوسط لأهل التوسطِ .
- أن ينظر إلى طبقة الصوت في الكلام ، وليكن بين الجهرِ والخفوتِ .
- أن ينظر إلى نوعيةِ الكلام ، وذلكَ بأن يهجرَ الكلامَ السوقيَّ الذي امتهنته العامة ، أو الغريب الوحشي الذي هو ثقيلٌ حتى على الذين في دائرة المثقفين .
- أن ينظر فيه فَيُحذرَ الحشو في الكلامِ ، الذي لا يفيد في شيءٍ، كأن يقول َ: اسمع ، حاشاك ، وافهم إلى ما هنالكَ من كلامِ الضعفاءِ والمنتَقصينِ .
- أن ينظر في أثناء الكلام ِ ، فلا يُكثرُ من السعالِ والبصاقِ والتثاؤب.
- أن ينظر في أثناء الكلام فلا تكثرمن القسم ، وإن كنتَ صادقاً ، فإن ذالكَ يطعن بفصاحتكَ وقدرتِكَ على الكلامِ ، ويُصبحَ في موضعِ المتهمِ .
- أن ينظر إلى طريقة الإجابة على السؤال، أي إذا سُئِلتَ ، فتكون الإجابةُ على قدر السؤال، ولا تخلط ما لم تسأل عنهُ بكلامكَ، وإذا سُئِلَ غيرك ، فلا تكن أنت مُجيباً ،وإن كنت أعلم من الشخص الذي وجهَ إليه السؤال، حتى وإن كان السؤال عاماً أي للجميعِ فلا تبادر بالإجابة عنهُ.