
رسالة إلي أم جديدة: اتركي الكمال جانباً، كوني حقيقية
من التردد إلى الطمأنينة… هذه رسالتي لكِ
إلى الأم التي ما زالت تتساءل إن كانت "تفعل ما يكفي"، وتُرهق قلبها بالسعي نحو صورة مثالية رُسمت في خيالها أو على شاشتها الصغيرة.
أنتِ لستِ وحدكِ، وهذه رسالة من أم مثلك، مرّت بكل شيء: التردد، البكاء، المحاولة، الفوضى، ثم شيئاً فشيئاً… السلام.
البداية ليست كما تخيلنا دائماً
قد تكوني قرأتِ عشرات الكتب، وتابعتِ مئات الحسابات، وجهزتِ غرفة طفلك بألوان مريحة، ولعبة ناعمة، ووسادة مملوءة بالقلق: “هل سأكون أماً جيدة؟”
لكن الحقيقة؟
لا أحد يخبرك أن الأيام الأولى قاسية، حتى وإن كانت مملوءة بالحب.
الرضاعة ليست دائماً سهلة، النوم المتقطع ليس بطولياً، وحتي مشاعرك المتضاربة لا تعني أنكِ فشلتِ.
لا يوجد أم مثالية… هناك أم تحاول
الصورة التي في ذهنك عن الأم المثالية؟
الغالب أنها غير واقعية، أو منزوعة من سياقها.
لستِ بحاجة أن تكوني أمّاً "لا تُخطئ"، بل أمّاً "تتعلم من خطئها".
ابنك لا يريد أمّاً كاملة، بل يريد أمّاً حقيقية، صادقة، قريبة، تنظر إليه بعين مليئة بالحب لا بالقلق.
لحظاتك الصغيرة هي الأعظم
حين تُمسكين بيده لأول مرة،
حين تُرضعينه رغم تعبك،
حين تبكين من الإرهاق ثم تضحكين بعدها بلحظة.
هذه اللحظات التي تظنينها عادية؛ هي التي ستُشكّل ذاكرة الأمان في قلبه.
من أم إلى أم…
لا تسمحي لصورة على انستجرام أن تُحبطك.
لا تقارني نفسك بصديقتك أو بأمك أو بأختك.
لا تعتذري لأنك تحتاجين وقتاً لنفسك.
لا تخافي من الشعور بالإرهاق… هو طبيعي ومفهوم.
قوتكِ لا تعني ألا تضعفي، بل أن تعترفي بضعفك وتنهضي مرة أخرى… حقيقية، مليئة بالحب، والأمل، والإيمان أنكِ "تكفين".
يكفي أنكِ تحاولين…
يكفي أنكِ تستيقظين كل صباح لتُطعمي صغيرك،
تضميه، وتطمئنيه، وتُخبئي دمعتك أحياناً خلف ابتسامة.
اتركي الكمال جانباً، يا صديقتي،
يكفي أن تكوني أمّاً "قلبها على طفلها".
امنحي نفسكِ نفس الحنان
كما تحتضنين صغيركِ، لا تنسي أن تحتضني نفسكِ أيضاً. كوني رحيمة بذاتك في الأيام التي تشعرين فيها بالضياع، وذكّريها أن هذه المرحلة بكل ما فيها من تعبٍ؛ ستمر.
لا بأس أن تطلبي المساعدة، أو تبكي، أو تتوقفي لتلتقطي أنفاسك. فأنتِ لستِ وحدكِ، وكل أم تمرّ برحلة تشبه رحلتكِ، وتخرج منها أقوى، وألطف، وأكثر فهماً لذاتها وصغيرها.
الأمومة ليست سباقاً، بل علاقة تنمو مع الأيام… خطوة بخطوة، ومحاولة بعد محاولة، واحتضاناً بعد احتضان.
✨ لو أعجبتكِ هذه الرسالة، شاركيها مع أم جديدة تبحث عن قليل من الطمأنينة…
ولكِ مني، كوب شاي دافئ، وابتسامة مليئة بالفخر بكِ 💛