لما تحس إنك مش كفاية… افتكر ده

في لحظة هدوء بعد يوم طويل… بعد ما الكل نام وسكتت الأصوات، بتقعدي لوحدك، يمكن على طرف السرير أو في المطبخ، وتبدأي تفكري…
"هو أنا فشلت؟ ليه ابني كان متنرفز؟ ليه بنتي بكت؟ هو أنا مقصّرة؟"

ووسط كل الأسئلة دي، بيبدأ الإحساس يزحف… الإحساس اللي بيهمس لك "انتي مش كفاية".

بس تعالى نفكر سوا…
فاكرة الصبح لما صحيتِ قبلهم عشان تلحقي تحضري الفطار؟
فاكرة لما خبيتِ تعبك وابتسمتي عشانه ميقلقش؟
فاكرة لما كنتي عايزة تبكي، لكن جريتي عليه أول ما قالك "بطني بتوجعني"؟
فاكرة كم مرة خفتِ عليهم أكتر ما خفتِ على نفسك؟

الأم مش بس حضن، دي أمان.
الأم مش بس أكل ونظافة، دي صبر بلا مقابل.
الأم مش بس تربية، دي مدرسة حياة كاملة.

إحساسك بالتقصير مش دليل فشل، ده علامة حب.
انك تسألي نفسك: "أنا بعمل الصح؟" دي لحالها بطولة… لأن في ناس كتير ماشية من غير ما تسأل نفسها أي حاجة.

أوقات كتير أولادنا مش بيعرفوا يعبروا… بس تصرفاتهم بتقول:
لما يجري يحكي لك أول حاجة حصلتله… هو بيقول "أنا بثق فيكي".
لما يزعقلك وهو متضايق… هو بيقول "أنا مش عارف أتحمل ده لوحدي".
لما يطلب حضنك… هو بيقول "أمانك هو الحل".

فما تخليش لحظة شك تهزك.
أنتي مش بس كفاية… إنتي المحور.
إنتي اللي بتشدي السفينة وسط العواصف، حتى لو حاسّة إنك بتغرقي.
كل لحظة ضعف بتمرّي بيها، بتبني جوّاهم صلابة.
وكل مرة بتقومي رغم التعب، هما بيتعلموا إن الحياة ممكن نواجهها.

فلو النهارده كان صعب… لو صوتك عليتيه… لو دموعك نزلت…
بكره في فرصة جديدة… حضن جديد… محاولة تانية…
وصدقيني: هما مش محتاجين أم مثالية… هما محتاجين “أنتِ”

اوعى فى يوم تحسي انك مهزومه او ضايقه انتى دايما قويه بكل تفاصيلك…

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لما ييجي عليكِ وقت تحسّي إنك مش قادرة… بصّي في عيون أولادك،
هتلاقي الدليل الوحيد اللي محتاجاه:
"أنتِ الكفاية… وأنتِ الحلم اللي اتحقق فيهم."

خلي عندك رحمة لنفسك زي ما عندك لأولادك.
مفيش أم كاملة… بس كل مرة بتحاولي، كل مرة بتكمّلي، انتي بتربّي أبطال وبتكوني بطلتهم الحقيقية.