"النجاة من الطقس الحار: الاحتياطات الصحية والتغذية الذكية في ظل الحرارة المرتفعة"

"النجاة من الطقس الحار: الاحتياطات الصحية والتغذية الذكية في ظل الحرارة المرتفعة"

0 reviews

الطقس الحار: مخاطره، احتياطاته، والتغذية المناسبة للتعامل معه

مقدمة

مع ازدياد درجات الحرارة في أغلب دول العالم، خاصة خلال فصل الصيف، أصبح من الضروري فهم التأثيرات الصحية والاجتماعية للطقس الحار، واتباع الاحتياطات الضرورية للوقاية من مخاطره. كما أن التغذية تلعب دوراً كبيراً في مساعدة الجسم على التكيف مع الحر، والحفاظ على الترطيب والطاقة.

 

أولاً: ما هو الطقس الحار؟

الطقس الحار يُقصد به ارتفاع درجات الحرارة بشكل يفوق المعدلات المعتادة، وقد يصاحبه ارتفاع في الرطوبة. عند تجاوز الحرارة عتبة معينة (غالبًا 35 إلى 40 درجة مئوية)، يبدأ الجسم في فقدان قدرته الطبيعية على التبريد عبر التعرق، مما يؤدي إلى اضطرابات صحية.

 

ثانيًا: آثار الطقس الحار على الجسم

1. الجفاف

يخسر الجسم الماء والأملاح من خلال العرق، مما يؤدي إلى جفاف قد يسبب دوخة، ضعف، أو حتى فقدان الوعي.

2. ضربة الشمس

وهي حالة طارئة تحدث عندما ترتفع حرارة الجسم إلى مستويات خطيرة (أكثر من 40°C)، وقد تهدد الحياة إن لم يُعالج الشخص بسرعة.

3. الإرهاق الحراري

يشعر الشخص بالإجهاد والتعب نتيجة فقدان السوائل والأملاح، وقد ترافقه تقلصات عضلية وصداع.

4. تفاقم الأمراض المزمنة

الحرارة المرتفعة تؤثر سلباً على مرضى القلب، السكري، ضغط الدم، والجهاز التنفسي.

 

ثالثًا: الفئات الأكثر عرضة للخطر

■ الأطفال الصغار.

■ كبار السن.

■ النساء الحوامل.

■ مرضى القلب والكلى والسكري.

■ العمال في الأماكن المكشوفة.

 

رابعًا: الاحتياطات الضرورية في الطقس الحار

1. شرب الماء بكثرة

لا تنتظر الشعور بالعطش.

يفضل شرب كميات صغيرة بشكل منتظم.

الابتعاد عن المشروبات الغازية والمنبهة (قهوة، شاي).

2. البقاء في الظل أو الأماكن المكيفة

تجنب الخروج من المنزل وقت الذروة (بين 12 ظهرًا و4 مساءً).

استخدم المراوح أو المكيفات إذا توفرت.

3. ارتداء ملابس مناسبة

خفيفة، قطنية، وذات ألوان فاتحة.

تغطية الرأس عند الخروج بقبعة أو مظلة.

4. الاستحمام بالماء الفاتر

يساعد على تبريد الجسم.

يُفضل تجنب الماء البارد جداً لأنه قد يسبب صدمة حرارية.

5. تهوية المنازل

فتح النوافذ ليلًا وإغلاقها نهارًا.

استخدام الستائر لتقليل دخول الشمس.

6. تجنب النشاط البدني المفرط

خاصة في أوقات الحر الشديد.

تأجيل التمارين إلى المساء أو الصباح الباكر.

 

خامسًا: الأطعمة التي تساعد على التكيف مع الطقس الحار

1. الفواكه الغنية بالماء

البطيخ، الشمام، الخيار، البرتقال، الفراولة: تساعد على ترطيب الجسم وتعويض السوائل.

2. الخضروات الطازجة

الخس، الطماطم، الكرفس، الجزر: خفيفة على المعدة وتساهم في التبريد الداخلي.

3. الأطعمة قليلة الدسم

يفضل تقليل الدهون لأنها تزيد من حرارة الجسم أثناء الهضم.

4. الزبادي الطبيعي

خفيف، غني بالبروبيوتيك، ويساعد على تهدئة حرارة الجسم وتحسين الهضم.

5. العصائر الطبيعية

مثل عصير الليمون، البرتقال، الرمان، بدون سكر مضاف.

تعوض الفيتامينات والمعادن المفقودة بالتعرق.

6. النعناع والريحان

يُضاف إلى المشروبات الباردة لتأثيره المبرد والمنعش.

 

سادسا: أطعمة يُنصح بتجنبها في الطقس الحار

▪︎ الأطعمة المالحة: مثل الشيبس والمعلبات، لأنها تزيد من فقدان السوائل.

▪︎ الوجبات السريعة والمقلية: ثقيلة على الجهاز الهضمي وتسبب شعوراً بالإرهاق.

▪︎ المشروبات السكرية والصودا: تزيد من الشعور بالعطش وترفع حرارة الجسم.

▪︎ الكافيين (القهوة والشاي): يساهم في الجفاف.

 

سابعًا: الإسعافات الأولية لضربات الشمس

إذا لاحظت شخصًا يعاني من ضربة شمس:

1. انقله إلى مكان مظلل أو مكيف.

2. قم بتبليل جسمه بالماء البارد أو وضع مناشف مبللة.

3. ارفع قدميه قليلاً.

4. لا تعطه مشروبات تحتوي على الكافيين أو الكحول.

5. اتصل بالإسعاف فورًا.

 

ثامنًا: دور الأهل والمدارس والمجتمع

● على المدارس تعديل توقيت الأنشطة الرياضية.

● على الآباء مراقبة شرب الأطفال للماء.

● على البلديات توفير أماكن ظل ومياه عامة في الشوارع.

● الإعلام يجب أن يرفع الوعي بالوقاية.

 

خاتمة

الطقس الحار ظاهرة طبيعية قد تكون خطيرة إن لم نتعامل معها بحذر. التزامنا بالإجراءات الوقائية، وتناول الأطعمة المناسبة، يمكن أن يساعدنا على تجاوز موجات الحر بسلام. فلنحمي أنفسنا ومن حولنا، ونحوّل فصل الصيف من تحدٍ إلى فرصة للراحة والاستمتاع، ولكن بوعي ومسؤولية.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles