
الآباء اليوم في حاجة إلى تربية شخصية تعينهم على أنفسهم
الآباء اليوم في حاجة إلى تربية شخصية تعينهم على أنفسهم فقد اختلطت المفاهيم، وغيرتنا العولمة، وظهرت نظريات تربوية لا تناسب بيئاتنا، وكل ذلك ساهم في سوء التربية، ومنه:
· تعليم الولد الخطأ وتكريس الصفات السيئة والآباء ينصرون أبناءهم ظالمين ومظلومين ويدعمونهم في كلا الحالين، ولا يأخذون على أيديهم، بل يوجه الطفل للعدوانية: " لا تسكت له، ليس هو أفضل منك "، ويعلم الولد على رد الصاع صاععين، وتعتبر بعض المخالفات شطارة، فمن راوغ وتحايل وأخذ دور غيره أثناء الانتظار في الدوائر الرسمية أو على موقف " الباص" كان شاطراً ذكياً.
· تقليل المربّي من شأن نفسه أمام أولاده كل ابن آدم خطاء، وأنت لست معصومة، فإن أخطأت اعترفي واعتذري .. على ألا تقللي من شأن نفسك، اعترفي بخطئك ولكن لا تقولي بأنك غبية أو لا تحسنين التصرف دائماً، أو تنقصك الحكمة، ولا تدعي زوجك يقلل من شأنك أمام أبنائك والعكس ... إذ كل ذلك سيقلل من هيبتك، وسينسف احترامك.
الأبناء يحبون تقمص شخصية الآباء وحين يحتفظ المربي بهيبته يسهل على نفسه وعلى ابنه: أما على نفسه فيكون قدوة في حركاته وسكناته مما يوفر عليه التوجيه المباشر، وأما على ابنه فالابن سيجد مرجعاً يستشهد به إذا استشكلت عليه الأمور، وسيجد نموذجاً يسير بمقتضاه فلا يحتار ولا يتعب في أمور الحياة.
· الهرب من أسئلة الصغار والمراوغة، وبعض الآباء يكذبون ويستخفون بعقول الصغار، فيبحثون عن المعرفة عند " النت" والأصدقاء، ويحصلون على أجوبة خاطئة . وأنصح الأمهات بالإجابة عن كل سؤال بقدر إدراك الطفل.
الصغير يسأل ببراءة وأنت ترتعدين وتستحين، مشاعره لم تتفتح بعد ولا يدرك ما تخشينه، فأسأليه ماذا يتوقع الجواب؟ واستوحي جوابا مناسبا، أو أجيبه عن أي سؤال بحقائق علمية، وبأقل شرح ممكن، وسيتقبل الجواب.
· نخفي عنهم همومنا الكبرى ولا نطلب مساندتهتم رأفة ورحمة بهم، فتشغلهم الأشياء الصغيرة التافهة، ما الضير لو عرف الصغير بمرض والده، أو إفلاس شركته ؟ دعيه يتحمل معكم فينضج، اسمعي الأخبار ودعيه يسمع معك، احكي له عن مصائب الجيران .. وأسردي عليه القصص الواقعية التي يسلم فيها الصادق وينجو التقي والتي يأتي فيها الفرج بعد الشدة.. تكبر مداركه ويترك العبث، ويتفاعل مع مشاعر الناس وأحوال الدنيا.