الغش في الامتحانات المدرسية

الغش في الامتحانات المدرسية

0 المراجعات

يعد الغش في الامتحانات المدرسية من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم في بلادنا، وأكثرها تأثيراً على الحياة المدرسية والاجتماعية.

ومن أجل تحليل الغش في الامتحانات المدرسية كظاهرة اجتماعية، يجب تحديدها من الناحية اللغوية، والتربوية، والاجتماعية، والأخلاقية القيمية، والنفسية، والعلائقية، والقانونية.

الغش لغة: الخيانة والخداع والتزوير والتدليس.

وفي معجم لسان العرب، الغش نقيض النصح، مأخوذ من الغشش المشرب الكدر.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من غشنا، أي ليس من أخلاقنا الغش.

وورد في معجم روبرت الفرنسي الفعل Tricher والذي يعني خرقاً لمجموعة من القواعد أو القوانين التي يجب تقيدها.

الغش في الامتحانات المدرسية تربوياً:

هو عبارة عن مجموع السلوكات والأنشطة الغير مسموح بها، والممنوع قانونياً وتربوياً، كالتحايل والغش والنقل ... التي يقوم بها المتعلم – الممتحن – قصد الحصول على نتائج وكفاءات وامتيازات.

ويتمثل الغش في الامتحانات وأداء الواجبات بحصول الطالب على الإجابة الجاهزة لسؤال أو واجب بطرق غير مشروعة، غير بناءة لتعلمه ونموه الشخصي.

الغش في الامتحانات المدرسية اجتماعيا:ً

هو عبارة عن واقعة اجتماعية، وهو ليس ظاهرة معزولة عنا، فالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد غارق في الغش وخرق القانون.

والغش في الاختبارات وأداء الواجبات هو كبقية العادات الاجتماعية الأخرى سلوك غير موروث، يكتسبه التلميذ أو الطفل عادة من البيئة المحلية أو المدرسية.

والغش في الامتحانات تكمن خطورته في أنه التجربة والبذرة الأولى لكل أنواع الغش والتدليس في أي مجتمع.

الغش في الامتحانات المدرسية من الناحية الأخلاقية القيمية:

هو عبارة عن ممارسة تتعارض مع القيم السائدة، وتؤدي بحسب الحديث الشريف" ليس منا من غشنا" إلى الإقصاء من الجماعة.

الغش في الامتحانات المدرسية من الناحية النفسية:

سنحاول أن نستقرئ التركيبة النفسية للغش في الامتحانات وذلك بقراءة طبيعة أطراف هذه العملية كالتالي:

-         طبيعة ودوافع من يغش: من يقوم بفعل الغش يمكن أن يندرج تحت الأنماط التالية:

-         الطماع: أن يأخذ أكثر مما يستحق.

-         اللصر: يسلب الآخرين ممتلكاتهم وحقوقهم الفكرية.

-         المغامر: يجد في الغش نوعا من المغامرة والمخاطرة يسعد بها لأنها خروج عن المألوف.

-         المتمرد: خروج على السلطة (المدرسية أو الاجتماعية أو السياسية).

-         السيكوباتي: لا يحترم نظم وقوانين المجتمع.

-         السلبي الاعتمادي: لا يحب أن يتعب في تحصيل العلم واعتماده على الآخرين.

-         الانتهازي: لا يمارس سلوك الغش طول الوقت ولكنه على استعداد في ظروف معينة.

إن الغش في الامتحانات كمعطى ثقافي، ليس محصوراً في عملية التقويم كعملية تربوية تعليمية تتم داخل المؤسسات التعليمية فقط، بل هو أحد عناصر النسق المجتمعي، وبالتالي فهو مرتبط بوظائف معينة تعتبر وظائف كامنة/ معوقة لتوازن واستقرار النسق العام، وبالتالي تعد من أسباب عدم التكيف مع هذا النسق، فهذه الوظائف تؤدي إلى توترات واختلالات في البنية الكل، وإضعاف الوظائف الواضحة والمقبولة والمعززة للتماسك البنيوي، والتي تنتج عن الجد والمثابرة والاجتهاد والإخلاص في العمل.

إن العمل على تصحيح التناقض الحاصل في المجال القيمي الأخلاقي والثقافي يستدعي تكريس العوامل المعززة للثقافة السليمة والإيجابية، بقيام كل من الأسرة والمدرسة كمؤسسات اجتماعية مهمة بوظائفها الأساسية المتمثلة في التنشئة الاجتماعية والتعليم عن طريق غرس قيم أخلاقية وسلوكية تدفع إلى الشرف والإخلاص في العمل، وتمكين الأطفال من تحصيل دراسي سليم، قوامه الفهم والإبداع، ويمكن الحد من تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات وفي السلوكات اليومية وإيقاف النزيف الذي يتجلى في العواقب المدمرة لهذه الظاهرة سواء على المستوى الاجتماعي أو التربوي أو الاقتصادي أو الثقافي أو النفسي أو العلائقي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

193

متابعهم

585

متابعهم

6653

مقالات مشابة