يعد صلاح الدين الصفدي من كبار أدباء عصره، وأكثرهم تأليفاً، وأغزرهم نتاج

يعد صلاح الدين الصفدي من كبار أدباء عصره، وأكثرهم تأليفاً، وأغزرهم نتاج

0 reviews

يعد صلاح الدين الصفدي من كبار أدباء عصره، وأكثرهم تأليفاً، وأغزرهم نتاجاً، في ميدان الأدب والنقد، وقد أشاد الكثير من معاصريه، بما حظي به من مكانة مرموقة ، بين أدباء عصره، فأثنى عليه أستاذه ابن سيد الناس، وأبدى إعجابه بشعره، وما يتميز به من جودة وعذوبة، فقال:" وشعره رقيق، سهل التركيب، منسجم الألفاظ، عذب النظم، وترسله جيد، وكان النظم عليه بلا كلفة، يكاد لا يتكلم إلا بالوزن".

ولا شك أن هذه الجودة هي التي جعلته، يسمح للصفدي بإجازة ما له من آثار أدبية، وهو مطمئن إلى قدراته الأدبية، فقال:" وأذنت لك في إصلاح ما تعثر عليه من الزلل والوهم ... ا لخ".

ففي هذه الأجازة، يعترف ابن سيد الناس لتلميذه بالمقدرة الأدبية، ويشهد بسلامة ذوقه النقدي، مما يؤهله لمثل هذه التعديلات في كتاباته، وقد جاء ذلك في عبارة دقيقة المعنى، محدودة القصد والغاية.

كما شهد له أيضا بذلك صديقه الحميم تاج الدين السبكي، فقال:" الإمام الأديب، الناظم الناثر، أديب عصره، برع في الأدب نظماً ونثراً، كتابة وجمعاً".

ووصفه ابن تغري بردي في أكثر من كتاب من كتبه، التي أرخ بها لهذا العصر، فقال في نجومه :" الإمام البارع المفتن، الشاعر المشهور، وكان إماماً بارعاً، وناظماً ناثراً وشاعراً، وديوان شعره مشهور بأيدي الناس، وهو من المكثرين".

كما يعرض له في كتابه"  المنهل الصافي" مرة أخرى، فيقول:" وشعر الهيثم صلاح الدين كثير، وفضله غزير، وهو شاعر مجيد".

ويذكره الحافظ الذهبي في مجمعه المختص، فيقول:" كان إماماً عالماً صادقاً ماهرا، رأسا في صناعة الإنشاء، قدوة في فن الأدب ... كتب وصنف التصانيف الكثيرة ، وله نظم رائق، ونثر فائق".

وغيرهم كثير، ممن ذكر الصفدي فأثنى عليه، وأشار إلى تفوقه في أدبه ونقده.

لقد تمتع الصفدي بمنزلة رفيعة، وحظى بمكانة أدبية مرموقة، بين أدباء ونقاد عصره، حيث كان له نشاط ملحوظ ، في ميدان الدراسات الأدبية والنقدية، فكتب العديد من المؤلفات الأدبية كالقيمة، من أمثال:" الغيث المسجم" و" نصرة الثائر" و" تمام المتون" وغيرها ... الخ، التي وصلت إلى أكثر من مائتي مؤلف ، مما جعل أصحاب المصنفات الأخرى في عصره، وما تلاه من عصور، يتحدثون عن مكانته الأدبية والنقدية، من أمثال: شمس الدين الذهبي، وابن حجة الحموي، والقلقشندي ، الذي يقدم لا صورة من صور النقد الأدبي، لبعض الأعمال الفنية والأدبية، ويكشف عن الأسلوب المتبع في ذلك العصر، فيقول:" قد جرت العادة أنه إذا صنف في فن من الفنون، أو نظم شاعر قصيدة، فأجاد فيها، أو نحو ذلك، أن يكتب له تلك الصناعة على كتابه أو قصيدته بالتقريظ والمدح، ويأتي كل منهم بما وسعه من البلاغة في ذلك.

من ذلك ما كتبه الشيخ صلاح الدين  الصفدي على مصنف، وضعه الشيخ تاج الدين علي بن الدرهم الموصلي الشافعي ، في الاستدلال على أن البسملة من أول الفاتحة، وجاء فيه:" وقفت على هذا التصنيف، الذي وضعه هذا العلامة، ونشر به المذهب الشافعي أعلامه، وأصبح ونسبته إليه أشهر من علم، وأبهر أعلامه، فأتم ما سام الروض حدائقه، ولا شام أبو شامة بوارقه".

وهكذا تعددت الآراء في وصف مكانة الصفدي، وبيان منزلته الأدبية والنقدية، واتفقت جميعها على أنه من كبار أدباء عصره، الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية، بالعديد من الكتب والمؤلفات، التي توضح إلى أي مدى وصل ذلك الرجل، بحيث صار شاعراً كبيرا، وناقدا أدبيا مجيداً، واصبح من المصنفين المكثرين.

لقد تعددت الجوانب العلمية والأدبية لشخصية ذلك الرجل، فهو عالم أديب، وناقد أدبي كبير، حملت مصنفاته، كما تضمنت كتبه، العديد من الآراء والنظرات النقدية المهمة،التي تحدد مذهبه الأدبي، كما تكشف عن مكانته بين أدباء ونقاد عصره.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

187

followings

585

followings

6653

similar articles