" الغَجَر" : قبائل البدو نشئوا في بلاد الهند.

" الغَجَر" : قبائل البدو نشئوا في بلاد الهند.

0 reviews

" الغَجَر" هم قبائل البدو نشئوا في بلاد الهند - على أصح الروايات - إلا أنهم انتشروا في كثير من بلاد العالم في العصر الحديث.

وتتميز بشرة الغجرة بلونها الداكن ، وشعرهم باللون الأسود . ويحب الغجر أن يحتفظوا دائما بعاداتهم القبلية التي توارثوها أحقاباً ودهوراً ! 

ويطلق على الغجر أكثر من اسم ، فهم يطلقون على الواحد منهم في لغتهم الخاصة لفظ " روم: rom " وهي تعني: الرجل. كما أطلقوا على أنفسهم اسم " Egyptian" - إجيبشان " وهي المعنى الإنجليزي لكلمة " مصري".

وقد أتت هذه التسمية من القصص والروايات الوهمية التي نسجوها حول أنفسهم ، وذلك في البلاد التي هاجروا إليها خصوصا بلاد أوروبا القريبة.

ويطلق على الغجري أيضا اسم " زيجيونر" في ألمانيا و" زينجارو" إيطاليا، وتسميات أخرى كثيرة.

أما اللغة الأصلية للغجر فهي " الهندو إيرانية" قريبة الشبه باللغة الهندية القديمة.

هجرة وانتشار الغجر:

البعض يعتقد أن هجرة الغجر بدأت من الهند الشمالية الغربية في حوالي القرن التاسع الميلادي وقد بنى هذا الفريق اعتقاده على أساسيات لغوية.

ولكن هناك أدلة تاريخية تقول إن الغجر ا ستوطنوا بلاد فارس في الأصل، ومنها انتشرت مجموعة من الاتجاه  الجنوبي يعتقد أنها أجداد غجر المصريين، وبلاد المشرق ومنطقة البحر المتوسط الشرقية.

أما المجموعة الأخرى المقيمة في أرمينيا فقد هاجرت إلى جنوب غرب اليونان البيزنطية ، وربما وصلت إلى بليونيسوس في اليونان الجنوبية في القرن الحادي عشر الميلادي، وخلال الثلاثمائة سنة التالية  أقام الغجر مجتمعا لهم في شبه جزيرة البلقان . وفي القرن الخامس عشر بدءوا عصرا جديدا في حياتهم وتاريخهم، حيث دفعت الإمبراطورية التركية حينئذ بالقافلة الرئيسية  من الغجر التي أدت إلى انتشارهم في أوروبا الغربية، ومنها دخل الغجر جميع الأقطار الأوروبية.

وقد اتم انتقالهم في مجموعات كبيرة، وكثيرا ما كانوا يحكون القصص عن مغامراتهم المزعومة..

وقد شهد القرن التاسع عشر أكبر توزيع داخل أوروبا بين الغجر حيث انتشرت عدة قبائل في ا لأقاليم التي كونت رومانيا الحالية.

أما العديد من الهجرات الإجبارية فقد تمت أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث اضطهدهم الألمان على أساس أنهم جنس دون المستوى !

ولقد لقى مئات الألوف من الغجر مصرعهم على يد الألمان في عام 1945م.

التوزيع الحالي والتعداد:

لقد انتشر الغجر في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وإفريقيا والأمريكيتين ، حتى إنهم وصلوا أستراليا .

ولا يعرف عدد الغجر على وجه التحديد نظرا لعدم دقة التعداد والحصر، بالإضافة للهجرات المستمرة.

ويصل عددهم في أوروبا إلى حوالي مليون غجري، ويتركز الغجر أساسا في تشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا بصفة خاصة .. وبلاد البلقان بصفة عامة.. أما في الولايات المتحدة فإنهم يصلون إلى حوالي مئة ألف .

أسلوب المعيشة:

يختلف نظام الحياة للغجر داخل الجماعة الواحدة وربما داخل نفس الأسرة !

والمجتمع الغجري مبنى على نظام معقد للعلاقات الأسرية.

فكل مجموعة من الأسر المتقاربة تشكل جماعة يرأسها رجل، وهو ليس ملكا، أما لقب ملك وملكة بين الغجر فإنه شيء مزعوم. وهو القائد المعترف به بين مجموعته يأتمرون بأمره ويعملون بتوجيهاته في عمليات التوزيع والهجرة وغير ذلك، كما أنه ممثلهم في التعاملات الخارجية.

وقد يقوم هذا القائد باستشارة كبار السن في الجماعة في الأحوال والأمور الهامة. كما أن هناك امرأة تتساوى مع هذا الزعيم في الأوامر وهي تكون أكبر أم أو أكبر جدة في الجماعة.

أما انتهاك قانون الأخلاق عندهم فإنه يرد إلى جمعية مختصة من الذكور تسمى " كريس" وهي تغطى نطاقا كبيرا من الجرائم وتحكم فيها وهي تشمل حوادث السرقة من غجري آخر، والتعدي على المحظورات الأخرى في الأكل والشرب والغسيل. والعقاب يتراوح بين الضرب والغرامة والجلد. 

وبالنسبة لعملية الزواج فإنهم يعتبرون الزواج من غير الغجري عارا كبيرا !

وتلعب الأسر دورا كبيرا في ارتباط العروسين ، حيث يتم ذلك عن طريق مناقشات مطولة بين الأهل ، ويقوم والد العريس بتقديم المهر لوالد العروس . وغالبا ما يكون الزواج تبعا للدين الذي تتبعه القبيلة الغجرية، فمنهم المسلم ومنهم الأرثوذوكسي ومنهم الكاثوليكي والبروتستانتي حسب الأقطار التي يعيشون فيها.

النشاط الاقتصادي:

يميل الغجر للأعمال التجارية لأنها تكفل لهم حريتهم واستقلالهم وعدم تبعيتهم لجهة بعينها.

كما يقومون ببعض الأعمال الأخرى مثل تربية وترويض الخيول ، والأعمال المعدنية، وتعليب الخضراوات والفاكهة أو تخليلها.

وعلى المستوى الفردي فإن عددا كبيرا منهم يعمل بائعين متجولين، البعض يبيع البضاعة التي يشتريها بثمن أقل والبعض الآخر يبيع البضاعة التي يصنعها بنفسه.

الطعام والكساء:

غالبا ما يتشابه طعام الغجر مع طعام البدو، فهم يأكلون في وعاء واحد، ويحبون أكل اللحوم، وهناك البعض الذي يأكل لحوم الخيل وخصوصا كبار السن، ويشربون الشاي بعد الطعام. أما بالنسبة للملبس فإنهم يتقلدون بزي البلد الذي يعيشون فيه إلى حد كبير والنساء مغرمات بلبس الحلى والجواهر.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

187

followings

585

followings

6653

similar articles