ما هو علم الآثار الإسلامية

مقدمة .

علم الآثار او الاركيولوجي “ Archaeology” هو العلم الذى يعني بدراسة الآثار والمخلفات المادية الباقية من عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة من الناحية الفنية والتاريخية ، وكلمة (اركيولوجي ) دخلت الي اللغات الاوروبيةالحديثة من اليونانية وهي كلمة مكونة من لفظين ( Archaios) او (Arkhaios) بمعنى قديم و ( Logos) بمعني بحث او موضوع او علم  ووفقا لهذا المصطلح يكون علم ( الاركيولوجي ) هو ذلك العلم الذي يختص بدراسة كل ما هو قديم او ما يتعلق بالازمنة والعصور القديمة  ، وبعبارة أخرى هو العلم الذي يدرس المخلفات الباقية من العصور السابقة من آثار معمارية وتحف تطبيقية وغيرها ،ويعني علم الآثار كذلك بدراسة المكتشفات الأثرية التي تخرجها الحفائر وإلقاء الضوء عليها ،اما عن موضوعات علم الآثار فهي كل الحضارات والآثار وما يتعلق بها .

 

علم الآثا الإسلامية .

نعني بالاثار الإسلامية كل ما وصل إلينا من آثار مادية وتحف تطبيقية من العصور الإسلامية المختلفة السابقة ، وهي متنوعة الاشكال فهناك العمائر والمنشأت   بأنواعها وطرزها المختلفة ،وهناك التحف التطبيقية مثل منتجات الخزف والزجاج والاخشاب والسجاد والنسيج وغير ذلك .ونظرا لان هذه الآثار والتحف تعود الي عصور إسلامية متنوعة يطلع عليها بوجة عام مصطلح الآثار الإسلامية،   اي انها تنسب الي العصر الاسلامي لأنها نتاج هذا العصر بهعوده او فتراته المتنوعة ، ولكن هناك ملحوظة جديرة بالاشارة وهي ان هذه الآثار الإسلامية ليست بطبيعة الحال آثار او عمائر دينية،ولكن هناك عمائر وآثار مدنية كالقصور والمنازل ، وآخرين عسكرية كالقلاع والاسوار والأبراج، وآثار او منشآت تجارية كالأسواق والفنادق والوكالات   ،ومنشآث خيرية كالأسبلة .

ايضا هناك التحف التطبيقية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالإنسان المسلم مثل تلك المستخدمة في حياته اليومية العادية مثل أدوات المائدة او المطبخ المصنوعة من الخزف والمعدن والزجاج ، والتحف الخشبية والسجاد والمنسوجات، والتحف المعدنية ،وهي أدوات مرتبطة بالاستخدام اليومي المدني ،وبمعني اخر ليست الآثار الإسلامية كلها آثار دينية إسلامية، ولكن لفظ إسلامية او إسلامي   يقصد به تلك الآثار والتحف التي تخلفت عن عصور إسلامية متنوعة ومن عمل الفنان المسلم .

وفي الحقيقة فإن الآثار الإسلامية تتميز بمكانة مهمة ومرموقة بين انواع وطرز الآثار الأخري ، وذلك لأن هذه الآثار تنتشر علي مساحة شاسعة من المعمورة ، وبعبارة أخرى فكل البلاد التي فتحها المسلمون او وصلت إليها الحضارة والدين الاسلامي زينت بمختلف انواع العمائر الإسلامية الدينية والمدنية،   وكما هو معروف فإن العالم الإسلامي يشغل موقعا هاما علي خارطة العالم حيث انه يمتد من بلاد التركستان وحدود الصين شرقا حتي بلاد المغرب المطلة علي المحيط الأطلسي غربا  ، ومن اسيا الصغري ووسط أوروبا شمالا حتي وسط أفريقيا جنوبا .

ايضا تغطي الآثار والحضارة الإسلامية فترة زمنية طويلة منذ بداية ظهور الاسلام وتكوين الدولة الإسلامية في منتصف القرن السادس الميلادي وحتي العصر الحديث حيث مثلت الدولة العثمانية وحضارتها اخر حلقات الآثار والحضارة الإسلامية وكانت منتشرة بدورها عبر قارات العالم القديم آسيا وأوروبا وأفريقيا .وبعبارة أخرى ان الحضارة الإسلامية حضارة ممتدة منذ ظهورها وحتي الان وليست حضارة قديمة او مندثرة كالرومانية والبيزنطية وغيرها ولا تزال الشعوب الإسلامية في العصر الحديث تساهم بدورها في مسيرة تلك الحضارة العظيمة (الإسلامية )علي الرغم مما أصابها من مظاهر الضعف، وكما ااهتمت الشعوب القديمة باثارها وفنونها اهتم المسلمون بالاثار والكتابة عنها خاصة تلك الآثار التي كانت مرتبطة بالأماكن المقدسة عند المسلمين مثل مكة المكرمة وما بها من آثار، وكذلك المدينة المنورة التي شيد بها الرسول الكريم مسجده الاول في الإسلام، ومن أمثلة كتاب المسلمين الأوائل في هذا المجال الازرقي ( ابو الوليد محمد بن عبدالله ) الذي كتب كتاب “ اخبار مكة وما جاء فيها من آثار ” .ايضا اهتم بعض الرحالة المسلمين في العصور الوسطي بوصف الآثار والعمائر الإسلامية التي شاهدتها خلال رحلاتهم في البلدان والتقاليم الإسلامية، ومن أشهر هؤلاء ابن بطوطة ،وكتابه الشهير المعروف برحلة ابن بطوطة .

ايضا اهتم بعض الكتاب والمستشرقين الاوربيين بدراسة الآثار والفنون الإسلامية وذلك في منتصف القرن ١٩ م .

 

المرجع: كتاب الآثار والفنون الإسلامية، دكتور عبدالله عطية عبد الحافظ ، ص٦،٥،٤،٣،١

مشكاة وهي تستخدم للانارة