فيلم السينما العربية

فيلم السينما العربية

0 reviews

ليس بين القراء الآن من يجهل أن الفيلم السينمائي العربي مدين لأبطال المسرح وفي الطليعة منهم نجيب الريحاني، ويوسف وهبي، والمرحوم سليمان نجيب وبشارة واكيم، وعبدالفتاح القصري وسراج منير، ومن السيدات، أمينة رزق، وفاطمة رشدي وعزيزة أمير، وماري منيب، كان هؤلاء هم الذي نهض على أكتافهم المسرح العربي بمفهومه المتطور، فلما تطلع الجمهور إلى أمل إنتاج الفيلم العربي، كان هؤلاء هم الذين اقتحموا الساحة واستطاعوا أن يضعوا اللبنات الأولى لبناء الفيلم السينمائي العربي.

وقد بدأت أول محاولة لإنتاج فيلم عربي في عام 1925م، حيث كانت المنتجة سيدة من الطبقات الراقية في ذلك الوقت اسمها (وداد عرفي) وقد استقدمت للإنتاج خبيرين من الولايات المتحدة الأمريكية وأنتجت أربعة أفلام في سنتين، نجح منها فيلم باسم (ليلى)..

وقد بلغت تكاليف هذا الفيلم ألف جنيه مصري.. وقد أخذت أكثر مناظره في شوارع القاهرة، وبالرغم من أنه كان بدائياً في التمثيل، وفي الموضوع، وفي الإخراج، فقد استطاع أن يجتذب الجمهور، لمدة ستة أسابيع .. وكانت بطلة الفيلم (عزيزة أمير).

وقد شجعت هذه الخطوة، على بدائيتها، أخوان (لاما).. والمعروف منهم (بدر لاما).. على أن يقوموا بإنتاج فيلم (صامت) بعنوان (قبلة في الصحراء).. استقبله الجمهور بحرارة وترحيب كبيرين..

وهنا دخل الحلبة الأستاذ يوسف وهبي، فأنتج فيلمه الأول من موضوع مسرحيته المشهورة (أولاد الذوات).. وامتاز بأنه فيلم ناطق، وموضوعه منتزع من البيئة المصرية، ومن المشاكل التي كانت تعيشها مصر في ذلك الزمن.

ولكن، فيلم (أبناء الذوات) وإن كان قد نجح إلى حد كبير، إلا أنه كلف يوسف وهبي مبلغا طائلا، إذ كان لا بد له أن يسجل الحوار فيه، في باريس، لافتقار مصر في ذلك العهد إلى وسائل التسجيل الذي يظهر الصوت، مع حركة الشفتين.

وبعد هذه المحاولات دخل طلعت حرب باشا ميدان الإنتاج السينمائي بتمويل بناء وتجهيز أول أستوديو للإنتاج السينمائي المتكامل نسبيا وهو (استوديو مصر) في عام 1934م، وأثار تأسيس استوديو مصر، روح المنافسة، فأخذت تتأسس شركات للسينما كما أخذت تنتشر دور العرض السينمائي، ليس في المدن الكبيرة فحسب وإنما في الصغيرة منها بحيث بلغ عدد دور العرض في القطر المصري وحده مئةوأربعة وتسعين دارا بلغ عدد مقاعدها مئة وأربعة وتسعين ألف مقعد .. وقفز هذا العدد في عام 1952م إلى مائتين وثلاثين دارا كان منها ثمانون دارا في القاهرة، وثلاثون في الإسكندرية.. وبلغ عدد مشاهدي الأفلام في عام 1946م، اثنين وأربعين مليون نسمة.. وقفز هذا العدد إلى اثنين وتسعين مليونا في سنة 1951م، ومع أن الجهود الفردية ثم جهود بنك مصر، قد عملت على إنعاش صناعة السينما المصرية فإن الحكومة في مصر قد أولت هذه الصناعة جانبا كبيرا من اهتمامها، وذلك لأن الشاشة في كل دار من دور العرض، لا بد أ، تستقبل الكثير مما تريد الحكومة تنبيه الجمهور إليه، وتوعيتها له من سياستها وأعمالها وإنجازاتها، وهذا إلى جانب ما يحققه بيع التذاكر في العالم العربي من دخل لا يستهان به بالنسبة للخزانة.. والأهم من ذلك ، ما يحققه تسويق هذه الأفلام في العالم العربي من دخل آخر من العملات الصعبة.

ولذلك، فإن صناعة السينما، قد حظيت باهتمام يتوالى ويتضخم يوما بعد يوم، صحيح أن دمج مختلف الشركات الكبرى والاستوديوهات الكبيرة، في مؤسسات تشرف عليها الدولة مباشرة قد أثر على نوعية الإنتاج، نتيجة لضمور الحافز الشخصي، وانعدام روح المنافسة.

وقد حققت الأفلام العربية نجاحا طيبا في مختلف بلدان العالم العربي، وعلى الأخص منها (لبنان).. حيث البلد التي يستقطب أنظار السائح العربي في كل صيف.

ومع أن دخول التليفزيون في مصر وفي العالم العربي، كان عاملا للانصراف نسبيا عن التهافت على دور السينما إلا أن هذا التأثير أخذ يتضاءل ، لأن العامل النفسي تغلب على غيره من العوامل التي تربط الأسرة بالمنزل وأمام شاشة التلفزيون .. والمقصود بالعامل النفسي، هو تطلع كل فرد في الأسرة، إلى التخلص – ولو مرة في الأسبوع من جو البيت – ورغبة كل منهم في أن يغشى مجتمع الجمهور الكبير، والجماعات الكثيفة وما يتاح معها من مشاهدة الكثير الذي لا يقل إثارة للاهتمام والملاحظة والفضول، عن مشاهدة الفيلم.

والنشاط الذي يمكن أن يقال إنه أصيب بضربة قاصمة، هو المسرح، الذي لا شك في أنه سيظل يتثاءب، إلى أن تتاح له خطوة تجديد تنقله من مجرد عرض لمسرحية، إلى عرض لنشاطات فنية تجمع بين المسرحية، وبين مواد ترفيهية أخرى، يعرفها الذين شهدوا تطور المسرح الأوروبي، في لندن وباريس وروما.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

179

followings

583

followings

6652

similar articles