مكة وفتاة الستارة الحمراء

مكة وفتاة الستارة الحمراء

0 reviews

 

مكة وفتاة الستارة الحمراء

ولأن للحديث دائما بقية، سأكمل ما تبقى من الحكايا عن أشياء لم تكن مفهومة، ولم أجد لها تفسيرا برغم مرور الزمن على حدوثها.

ولكن هي مواقف نأخذ منها العبرة لنهذب بها النفس ونعترف بأن للكون رب هو أعلم بما يخفيه، وأنه ملكوت ملك الملوك، يكشف للبعض ما شاء ويخفي ما يشاء.

والآن سأحكي لكم ما حدث معي بالفعل، وسبحان عالم الغيب والشهادة، ونسأله أن يمن علينا بزيارة بيته وأن يمتعنا بالطواف حول الكعبة.

كتبت/ إيمان أبوالليل

مكة المكرمة ، التي تطوق النفس شوقا  إلى نسائم عبقها، تلك البلدة التي تحكي أساطير وعجائب، والتي أنعم الله علي بالعيش بها وما أروع أن تعيش في حدود الحرم.

وذات يوم، ومثل كل يوم، أنظر من النافذة في الصباح الباكر لأطمئن أن بناتي دخلن باب مدرستهن والتي كانت بجوار البيت، ولا يفصل بين البيت والمدرسة سوى جدار.

وفي يوم خرجن  من باب الشقة وأنا سبقت إلى النافذة لأتابعهن حتى دخول باب المدرسة، وإذ بي أرى في المبنى المقابل لبيتي شباكا، أعتقد أنه كان مغلقا لفترة.

.فلفت إنتباهي الستارة الحمراء التي ترفرف في جو مكة الذي نادرا ما تجد به نسمات تتراقص لها ستائر البيت، ولكن العجيب والذي جعلني أقف في ذهول وكأنني في حلم أو في عالم أخر، هو ما رأيت.

فتاة الستارة الحمراء

رأيت فتاة تبدو في بداية سن العشرين، ومعروف أن مكة لا أحد يقف في النوافذ مثل مصر، خاصة النساء، وأنا عندما أتابع بناتي من النافذة أقف خلف الستارة وبحذر شديد.

.لكن هذه الفتاة التي أراها في نافذة البيت المقابل، تتراقص وتتمايل ويبدو أنها تقف على شئ عالي، لأن كل جسدها كان ظاهرا من النافذة.

تعجبت وأغلقت النافذة ودخلت في صمت، وعندما حكيت ما رأيت وأن هذا البيت يبدو أن به فتاة مريضة نفسيا، تفعل أشياء غريبة، ولابد من الحظر ولابد أيضا من تنبيه أهلها.

ولكن كانت المفاجأةبالحوار مع صاحب المبنى ونصيحتنا له بأن ينبه سكان هذه الشقة التي تقف البنت صباحا في نافذتها وتتراقص هكذا، كان الرد مزلزلا .رد صاحب المبنى وقال: أي شقة هذه؟!الشقة التي تقابلكم مغلقة ومهجورة ولا يوجد بها أحد.

 بالتالي لا يوجد بها أغراض ولا ستائر لا حمراء ولا غيرها.صدمةنعم كانت صدمة، وللتأكد توجهنا لنافذة بيتي لأعيد النظر إلى تلك النافذة، واقشعر جسدي، وتسمرت مكاني، وما استطعت التحرك لا بغلق النافذة ولا حتى بترك الستارة من يدي.

كانت بالفعل النافذة التي رأيت بها الفتاة مغلقة وعليها كم من التراب، وبالتالي لا توجد ستارة حمراء.وإلى الآن كلما مر ما حدث أمامي وسبحت في محاولات لتفسير ما حدث، لا أجد سوى أنه ملكوت الله، وتلك هي إعجازات غيبياته.


 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

2

followers

0

followings

18

similar articles