أين المعلم في زمن العجائب
نتساءل اليوم عن قيمة المعلم في زمن أصبح
العلم يباع على ارصفة الشوارع .
المعلم بكل ما تحويه الكلمة من شرف
و نبل و تضحية و اخصّ بالقول ذاك المعلم
الذي يمنح علما و يبني اجيالا بأخلاقه
و جهده و يؤسس لمجتمع متحضر
و ليس من يملك من المهنة سوى اللقب.
اليوم في زمن كثرت فيه البدع و احتضرت
فيه الأخلاق يقف المعلم بين سكتي قطار
الحياة ، سكة القهر و التعب و الإذلال و
سكة القيام بالواجب إزاء براعم تتفتح
لواقع الحياة.
"قف للمعلم و وفّه التبجيل كاد المعلم أن
يكون رسولا " قول تاهت منه معانيه
العميقة و لم يتبقى منه سوى قشرته
الخارجية و قد أصابها التلف.
كيف تنتظرون علما من من قضوا على
تفكيره و ابداعه و يتناحرون حول سلب
أخلاقه ، ليست حكومات فقط بل مجتمع
بأكمله و عوض ان يوفروا كل أساليب
العناية لمن تتأسس على كتفه المجتمعات
يقزمون عمله و يهتكون نفسيته و
يهددون وجوده ثم يرمون اللوم عليه
و يتهمونه بالتقصير في عمله.
اليوم أصبح المعلم و حتى الاستاذ في
أسفل درجات السلم الاجتماعي ، و لا
تقولوا ان المعلم تغير و أصبح ذليل المال
و المصالح بل هي مجموعة من الناس
الذين لايمثلون إلا انفسهم.
كم أتمنى أن تعود قيمة المعلم لتعود قيمة
المجتمع و لا يسعني الا التمني فالتغير لا
يكون إلا بالإجماع.
الأمر ليس هينا ففرض قوانين تحمي
المعلم من العنف و تغير بعض البرامج
الدراسية غير المجدية و تحديد عدد التلاميذ
في القسم أساليب هامة تغير واقع
التعلم و تريح المعلم و تعطيه الدافع
ليبتكر و ينتج أكثر و يقدر عاى مواجهة
التحديات الجديدة .أيضا لايمكن تجاهل
الحالات الاجتماعية و المرضية للتصاميم
التي أصبحت تجتاح المدارس دون أدنى
رعاية خاصة و المعلم أصبح يرهقه
التعامل مع هذه الحالات التي في
معظمها تتطلب اختصاصا نفسيا
و اختصاصا اجتماعيا و المعلم لا يمكنه
المساواة بين واجبه التعليمي و رعاية
التلاميذ ذوى الحالات الخاصة و لا بد من
توفير الحلول اللازمة لمجابهة هذه
المصاعب.
المعلم هو أساس من أساسيات بناء
المجتمع و سيبقى رائدا في تطويره،
فلفتة جدية لوضع التعليم و الرقي به
حتى نضمن مجتمعا متحررا من اللااخلاق.