ما هي نبوه اشعياء التي توعد نتنياهو بتحقيقها

ما هي نبوه اشعياء التي توعد نتنياهو بتحقيقها

1 المراجعات

في تصريح رسمي ظهر في أكتوبر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الأوضاع الجارية في المنطقة والصراع الحالي بين إسرائيل وفلسطين، وخاصة قطاع غزة. في نهاية التصريح، الذي استمر حوالي ست دقائق، أشار نتنياهو إلى تحقيق نبوءة من سفر إشعياء النبي. هذه النبوءة أثارت الكثير من التساؤلات حول مدى ارتباطها بالأحداث الجارية، وما إذا كانت تتحقق فعلاً على أرض الواقع. فما هي هذه النبوءة؟ وهل تتحقق الآن؟ وما هو الموقف المسيحي من هذا التفسير؟

ما هي النبوءة التي أشار إليها نتنياهو؟

النبوءة التي أشار إليها نتنياهو تأتي من سفر إشعياء، وتحديداً في الإصحاح 60، العدد 18. هذه النبوءة تتحدث عن وقت يعيش فيه أورشليم (القدس) في سلام تام، حيث لن يكون هناك خوف من ظلم أو خراب على أسوارها أو داخل حدودها. لفهم هذا السياق بشكل أفضل، يجب أن نتذكر أن إشعياء كان نبيًا يهوديًا عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد كتب سفره في العهد القديم، وهو مليء بالنبوءات التي تخص الشعب اليهودي وأحداث مستقبلية.

السياق التاريخي لنبوءة إشعياء

إشعياء تنبأ في وقت سابق عن سبي اليهود إلى بابل، وهي نبوءة تحققت بالفعل. كما تنبأ بوعد الله بإعادة اليهود إلى أرضهم بعد السبي، وهذا أيضًا تحقق. ولكن في العدد 18 من الإصحاح 60، يصف إشعياء أورشليم بأنها ستعيش في سلام دائم، وهذا الجزء من النبوءة لم يتحقق بشكل كامل. بعد رجوع اليهود من السبي، عاشوا فترات متقطعة من السلام، ولكن لم يتحقق السلام الكامل الذي وصفه النبي إشعياء.

ما هو موقف نتنياهو؟

نتنياهو يرى أن هذه النبوءة قد تتحقق جزئياً من خلال القوة العسكرية لإسرائيل. فإسرائيل تمتلك قدرات عسكرية هائلة تستطيع من خلالها السيطرة على التهديدات، وربما حتى "تصفية" حماس أو إيقاف الهجمات المستمرة على إسرائيل. لكن هل سيتحقق السلام الكامل الذي تنبأ به إشعياء بهذه الطريقة؟ هذا يبقى محل تساؤل. فالوضع في المنطقة منذ مئات السنين كان مليئًا بالنزاعات والانقسامات، ويبدو من الصعب أن يتم تحقيق السلام الكامل عن طريق الحرب.

الموقف المسيحي من النبوءة

من وجهة النظر المسيحية، يُنظر إلى نبوءة إشعياء في الإصحاح 60 على أنها تشير إلى السلام الذي سيأتي مع مجيء المسيح في المستقبل، وليس إلى أحداث زمنية حالية. المسيحيون يعتقدون أن هذا السلام الدائم سيتحقق في "الحكم الألفي" للمسيح، حيث سيعم السلام الحقيقي بفضل حكمه. بالتالي، لا يرى المسيحيون أن الأحداث الحالية، بما في ذلك الصراع بين إسرائيل وحماس، هي تحقيق للنبوءة. بدلاً من ذلك، يعتبرون ذلك وعدًا مستقبليًا يخص مجيء المسيح.

تساؤلات مفتوحة:

هل يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة عن طريق الصراع العسكري؟

ما مدى ارتباط النبوءة بالتطورات الحالية؟

كيف ترى الأطراف المختلفة، بما في ذلك اليهود والمسيحيون، هذه النبوءة في سياق الصراع الدائر؟


من الواضح أن هناك العديد من الآراء المختلفة حول تفسير النبوءات الكتابية، وخاصة في ظل الظروف المعقدة والمتغيرة في الشرق الأوسط. فهل سيكون للسلام الذي تنبأ به إشعياء وجه آخر غير الذي نتوقعه؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا للنقاش.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

34

متابعين

19

متابعهم

21

مقالات مشابة