مقتل حسن نصر الله: جدل لا ينتهي بين الفرح والحزن سؤال محير: نفرح أم نحزن؟
الفريق الأول: المحتفلون بقطع رأس الأفعى:
الفريق الأول رفعوا أكواب الشاي بفرحة مرددين "يا سلااام رأس الأفعى أخيراً قُطع!".
هؤلاء لم ينسوا ماضي نصر الله وحزب الله في سوريا حيث كان بطل المذبحة يوزع الموت كأنه هدايا عيد.
بالنسبة لهم موته هو "العدالة السماوية" لرجل لم يتوقف عن إراقة الدماء ورأوا فيه السبب وراء معاناة الأمة السنيه خاصة .
الفريق الثاني: الحزانى على البطل الخارق:
أما الفريق الثاني فهم يرون نصر الله كبطل خارق يقف في وجه إسرائيل بالنسبة لهم هو الرجل الذي لا ينام إذا كانت فلسطين في الأسر حتى لو كانت مساهماته مجرد خطب حماسية على الفضائيات، موته بالنسبة لهم كارثة وكأن العالم فقد خصمًا قويًا.
بين الفرح والحزن: لعبة الولاء والبراء:
في وسط هذا الجدل يتبين أن المسألة أكبر من مجرد موت شخص بل هي لعبة "الولاء والبراء"، أين تقف؟ هل تتعاطف مع ضحايا سوريا، أم تصفق لمن هدد إسرائيل على التلفاز؟
المضحك في الموضوع: بروباغاندا رقمية وشتم لا يتوقف:
المفارقة الساخرة تكمن في زمن "البروباغاندا الرقمية" حيث تتحول أي حادثة إلى ساحة للشتم والاتهامات، الكل يستعرض قدراته اللفظية ومن لا يتفق معهم يصبح عميلًا أو "مسكينًا لا يفهم.
الدرس الحقيقي: صناعة الانقسامات :
في ختام المطاف، يبقى السؤال حول حسن نصر الله معقدًا ومثيرًا للجدل وكأننا في مسلسل درامي لا نهاية له فبينما يرى البعض فيه بطلاً قوميًّا، ينظر إليه الآخرون كقاتل، لكن الأهم هو قدرتنا على تحويل أي حدث جلل إلى فرصة جديدة للانقسام يبدو أننا متخصصون في ذلك!
تاريخنا حافل بالأمثلة التي تُظهر كيف نستغل الأحداث الكبرى لتعزيز الانقسامات مع شخصيات مثيرة للجدل مثل نصر الله يظهر التنوع في الآراء كأنه عرض مسرحي البعض يعتبره رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما يراه آخرون سببًا في معاناة شعوب ودول هل هي مواهب طبيعية لنشر الخلافات أم ماذا؟
وعندما تتكرر هذه الأحداث يتعمق النقاش ليشمل قضايا الهوية والانتماء وكأننا في امتحان للولاء هل نحن مع المقاومة أم ضدها؟ الولاء للضحايا أم لزعيم يتبنى خطابًا معينًا؟ للأسف هذه التساؤلات تكشف عدم قدرتنا على رؤية الصورة الكاملة ونجد أنفسنا نغرق في الانقسامات بدلاً من التوحد.
المفارقة هنا هي أن الأحداث الكبرى بدلاً من أن تكون دروسًا تعزز وحدتنا تتحول إلى ساحة للجدل والخلاف بدلًا من التعلم من التجارب، نحن نغوص في معارك كلامية حيث يسعى كل طرف لإثبات وجهة نظره وإقصاء الآخر.
في النهاية، علينا أن نتساءل: كيف يمكننا كأمة تجاوز هذه الديناميكيات السلبية؟ إذا كان لدينا القدرة على تحويل كل شيء إلى جدل هل يمكننا أيضًا إعادة توجيه طاقاتنا نحو الحوار البناء؟ إن التعلم من هذه الأحداث قد يقودنا إلى مستقبل أكثر انسجامًا بدلاً من أن نكون أبطالًا في مسرحيات الخلاف.