كرة القدم المصرية الي اين ؟
منذ أن لعب الدوري المصري لكرة القدم موسم 1948 - 1949 جاء النادي الاهلي كاكثر الاندية تتويجا باللقب بواقع 42 بطولة فيما جاء نادي الزمالك ثانيا بواقع 14 بطولة وهنا يأتي السؤال لم هذا الفارق الشاسع بين صاحب المركز الاول والمركز الثاني ببساطة لسببين السبب الاول هو استحواذ الاهلي علي أول 9 ألقاب في المسابقة منذ عام 1948 حتي عام 1962 مما صنع شعبية كبيرة للنادي الاهلي وكذا في فترات متلاحقة كفترة التسعينيات وحتي في الألفية الجديدة والسبب الثاني هو التخبط الدائم في مجالس الادارة التي حلت علي نادي الزمالك وهذا الفارق الشاسع بالطبع أثر علي قوة المنافسة التي في أغلب الاحيان تكون محسومة للنادي الاهلي وهذا أول سبب لتراجع الكرة المصرية وهو شبه انعدام المنافسة في الدوري المصري مقارنة ببعض بلدان شمال افريقيا كتونس والجزائر والمغرب وحتي السعودية التي اصبحت تمتلك دوري قوي وهذا انعكس بالطبع علي قوة الكرة السعودية الذين تأهلو لكأس العالم ستة مرات .
السبب الثاني هو قلة عدد المحترفين المصريين بالخارج مقارنة مع بلدان افريقية اخري مثل نيجيريا والسنغال والكاميرون وغيرهم والفرق هنا ليس فقط في تمسك أندية الاهلي والزمالك باللاعبين المميزين ولكن ايضا في عقلية اللاعبين انفسهم الذين يفضلون اللعب في الاهلي والزمالك في احيانا كثيرة عن الاحتراف الخارجي باوروبا رغم وجود عروض احتراف جيدة جدا وهذا السبب الاهم لتراجع كرة القدم المصرية .
السبب الثالث عدم تطبيق نظام احترافي كامل في الدوري المصري لكرة القدم وعدم تشجيع الاستثمار الرياضي الذي أصبح ضرورة في هذا العصر لما له من جانب ايجابي علي الاندية والمنافسة واللاعبين انفسهم وبالطبع علي الاقتصاد الرياضي وهذا ايضا يشمل البث التلفزيوني الحديث والمنشات الرياضية الحديثة وجودة ارضيات الملاعب التي تحتاج في احيانا كثيرة للصيانة وبالطبع لاننكر وجود تحسن في هذا الملف ولكن نأمل في المزيد .
في النهاية يبقي المقياس لمدي تقدم كرة القدم في أي بلد هو عدد مرات التأهل لكأس العالم وتحقيق نتائج ايجابية فلا يمكن لبلد مثل مصر العريقة في كرة القدم الافريقية ان تتأهل فقط ثلاث مرات لكأس العالم علي فترات متباعدة جدا في حين نجاح بعض البلدان الافريقية الاخري في التاهل لكاس العالم ثماني مرات كالكاميرون مثلا .