سوريا تودع شبابها.. حشود المهاجرين تغزو أوروبا والضحايا بالعشرات

سوريا تودع شبابها.. حشود المهاجرين تغزو أوروبا والضحايا بالعشرات

0 المراجعات

 

أكثر من 11 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية في سوريا, ولا بوادر حلّ تلوح في الأفق حتى اللحظة, في ظل تعنت أطراف الصراع بمواقفهم، دون إبداء أيّ أهمية لواقع السوريين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية في بلدهم, الذي أصبح من أخطر بلدان العالم وأكثرها فقراً، ما ساهم بفتح باب الهجرة على مصراعيه.

دول الاتحاد الأوروبي كانت المقصد الأبرز بل والرئيس, للسوريين الراغبين بحياة أفضل، مثل ألمانيا والنمسا وهولندا والسويد، التي سجلت بشكل قانوني, دخول مئات آلاف المهاجرين من الجنسية السورية، استحوذت فيها فئة الشباب على نصيب الأسد.

ووفقاً لأحدث إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن نحو ستة ملايين لاجئ سوري توزعوا في القارة الأوروبية وأمريكا ومصر و الدول المجاورة لسوريا، بينهم ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ في تركيا وأكثر من مليون في أوروبا وأمريكا.

وتزايدت معدلات هجرة السوريين إلى أوروبا بشكل مخيف للغاية خلال السنوات القليلة الماضية، عبر "بوابة تركيا" التي تصل سوريا بحدود الاتحاد الأوروبي, وتحديداً اليونان وبلغاريا، والتي تعد بدورها, طريقاً للوصول إلى الدول الرئيسة بالنسبة للاجئين، مثل ألمانيا.

 

image about سوريا تودع شبابها.. حشود المهاجرين تغزو أوروبا والضحايا بالعشرات

 

وشهدت مختلف المناطق السورية وخاصة الشمالية الشرقية هذا العام، ارتفاعاً حاداً في معدلات الهجرة بين الشباب، في تطور رهيب، ينذر بمرحلة خطيرة على البلاد.

إحصائيات نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخراً، وهو منظمة حقوقية مقرها المملكة المتحدة، أظهرت بأن أكثر من 200 شخص سوري اجتازوا الحدود السورية - التركية من جهة ريف الحسكة، نحو الداخل التركي، خلال 48 ساعة فقط.

وذكر المرصد السوري أنه و بشكل يومي يغادر الأراضي السورية ما بين 1500 إلى 2000 شخص، غالبيتهم من المناطق الشمالية الشرقية، بما فيها المناطق المحتلة من قبل تركيا، وكامل الشريط الحدودي الممتد من ريف حلب وصولا إلى ريف اللاذقية، عبر شبكات تهريب مرتبطة مع قوى عسكرية تابعة لأطراف الصراع.

وبحسب المنظمة الحقوقية، فإن المواطنين  يغادرون البلاد عبر تلك الشبكات، لقاء مبالغ مالية كبيرة, تصل ما يقارب الـ 3500 دولار أمريكي للشخص الواحد، فيما يقع بعضهم ضحية لعمليات الاحتيال، في وقت  تكون حياتهم معرضة للخطر، جراء طرق التهريب.

وتزامنت حركة الهجرة هذه مع انخفاض سوق العقارات في معظم المناطق، بسبب كثرة العرض مقابل الطلب القليل، والتي نجمت عن حاجة المواطنين للأموال لتغطية نفقات الهجرة، التي تجاوزت في أغلب الأحيان أكثر من 10 آلاف دولار أمريكي.

ورغم عبور آلاف السوريين، الحدود السورية التركية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن الكثير منهم لم يستطع الوصول إلى القارة العجوز، فيما قضى العشرات إما بنيران حرس الحدود التركي والأوروبي أو جوعاً في غابات اليونان وبلغاريا أو غرقاً في البحر وغيرها من طرق الموت. 

من جانبها بدأت تركيا التي تحتل مناطق واسعة في الشمال السوري، بترحيل آلاف اللاجئين االسوريين ممن يتواجدون على أراضيها، بشكل قسري، تحت مسمى "العودة الطوعية"، فيما كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإعادة اللاجئين إلى مناطق بشمال سوريا، رغم تحذيرات أممية من خطورة الوضع الأمني هناك.

وأفادت منظمات حقوقية بقيام السلطات التركية باعتقال مئات السوريين داخل تركيا، بحجج تتعلق بـ "تجديد الإقامة، و انتهاء بطاقة الحماية (الكملك)"، وغيرها....، ليتم لاحقاً ترحيلهم إلى الشمال السوري، في وقت بلغ عدد اللاجئين المرحّلين حوالي 9 آلاف لاجئ منذ مطلع العام الجاري وحتى آب / أغسطس.

image about سوريا تودع شبابها.. حشود المهاجرين تغزو أوروبا والضحايا بالعشرات

 

وفي وقت تسارعت معدلات الهجرة من البلاد، عمدت الحكومة السورية إلى رفع رسوم الحصول على جواز السفر إلى 500 ألف ليرة سورية، في خطوة لاقت انتقادات كبيرة، كونها تهدف لـ"تحصيل المال على حساب أبناء الوطن"، وفق ما ذكره ناشطون معارضون.

دمشق من جانبها اعتبرت أنّ إجراءاتها جاءت "حرصاً من وزارة الداخلية على تلبية رغبة الإخوة المواطنين الذين هم بأمسّ الحاجة للحصول على خدمة جواز سفر"، لكن مراقبين للشأن السوري اعتبروا هذا القرار تسهيل للهجرة بطريقة أو بآخرى.

موجات لجوء ضخمة تتجه بشكل متسارع نحو أوروبا، ومزيد من الضحايا يسجله عداد الأزمة في سوريا.. هذا البلد العريق الذي بات (90% ) من سكانه يرزحون تحت خط الفقر، فيما يواجه (70% ) منهم نقصًا حادًا في الغذاء، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

0

followings

0

مقالات مشابة