اللغة والفكر، والتوافق بين اللغة والفكر في الفلسفة، أيهما أسبق اللغة أم الفكر؟

 الشكل التعبيري سواء الانفعالي منه أو الاصطلاحي والمرتبط بالوعي، بهدف إنشاء وإبداع القرن واستخدامها مما يجعل من اللغة أداة تواصل إنسانية خالصة.

اللغة المميزة للإنسانية:

ظاهرة وخاصية إنسانية عامة لأن الإنسان هو الوحيد القادر على ابتكار أفكاره ويغيرها عن طريق الألفاظ والعبارات أو عن طريق الكتابة والإرشاد مع وعي هذا الفعل وما يقصد إلية، وهذا ما يعطي الإنسان القدرة على اصطناع اللغة وابتكاراتها وشاراتها، وهذا ما سيحققه غسدروف الذي اعترف بأن اللغة هي الرمزية والمعبر الذي أدخل الطفل إلى العالم خبرة، وقد جرب بعض العلماء النفسيين معرفة هذا السر: فقاموا بتعلم التعامل مع شروط مماثلة حتى تكون نقطة الانطلاق واحدة، وقد لاحظوا أن الطفل والقرد يستعملان نفس الوساىى و التشابه أجابات، وتساوي القدرة على المنافسة (فيما بين شهر التاسع والشهر الثامن عشر) ولكن بعد هذا السن بدأ الفارق يظهر بعد ذلك والهواء ت9 إلى درجة استحالة الناشئة، حيث أن التأمين على القرد توقف تقدمه بينما انطلق الطفل قفزة جديدة عندما تعلمت اللغة فانتقل من عالم إلى عالم الإنسان، أم القرد فقد بقي حبيس التعبير الانفعالي الجريزي.

 من هنا كانت لغة الإنسانية لغة ذهنية وتنوع يوجهها القصد والإرادة المرئية في استخدامها بعيدا عن التقليدية المنعكسة، كما أن لغة الإنسانية تتحمل خاصية التراكم وقابلة للانتقال من جيل إلى جيل واضح تنظيم كلامي يمكن الإضافة إليه والتغيير والتعديل الشامل فيه مما يجعل منها ميراث ثقافي واجتماعي قابل للتغير والتطور بعكس لغة الحيوان كموروث بيولوجي سابق لأوانه.  

 ما هي أسس اللغة ؟

إن أي بحث عن طبيعة اللغة يقتضي بالضرورة البحث عن الأسس التي تقوم بها فهم العناصر التي عديدة لها وهذا لا يكون إلا من خلال :

  - كيف نميز بين مفهوم اللغة واللام والسان ؟

أ - اللغة : المستهلكة كظاهرة أو فئة اجتماعية عامة ، يتم بواسطتها التفاهم والتعبير عن الطوارئ ، فاللغة كيان عام تضم كل عناصر النشاط اللغوي إشارة الإنسان أو رمزا ، انفعال أو طلاح ، منطوق أو مكتوب ... فاللغة بهذا من السلوك الاجتماعي .

 ب - الكلام : ويتجلى فيما يصدر عن الفرد من ملفوظة أو مكتوبة، فالكلام نشاط شخصي ونوع من يريد، من هنا كان المدارس للكلام يؤثر على عامل الشخصية المميزة لكل فرد   

من هنا كان الكلام واللغة متقابلين ، فالكلام يمثل الجانب من السلوك اللغوي الديناميكي ، أما اللغة فتمثل السلوك الاجتماعي .

 ج-الخريف : هو النموذج الاجتماعي الذي تقترح عليه اللغة ، أو قل إنه النموذج الروحي في السلوك اللغوي لأغلبية الأغلبية من أبناء الأمة للتوافق ، كمجموعة لغة معينة ( بمفرادات ، وكلمات ، وقواعد نحو وصرفية ، ضابطة لهذه اللغة اللغوية وهذا ) .

من هنا يمكن القول أن الكلام واللغة كل سابق للسان من حيث النشوء، لأنه لا يستقر إلا بعد المضي أجيال ، فهو يحصل كل ما يصل إلى الأشخاص من أقوال ، يتوصل إلى مجموع السلوكات اللغوية 

 - طبيعة اللغة كدلالة رمزية : إذا كانت اللغة من حيث مفهومها تمثل نسقا من الكتابة والإشارات الاصطلاحية، وتتعدد التفاصيل أهم معالمها، مما دفعنا التساؤل عن طبيعة اللغة كدلالة رمزية ، فما هو الرمزية ؟ وما هي الدلالة ؟ وما طبيعة الارتباط بين الدال والمدلول أو بين الألفاظ والأشياء ؟

 

أ - إرشاد ثنائي : يرى هذا المرشد أن الفكر مستقل عن اللغة ومنفصل عنها، مما يجعل من الفكر ابتكارًا في اللغة وأوسع وأكثر فائدة، لأن استكشاف الإنسان بعقله قبل أن يسرق بلسانه، فقد تزاحم الأفكار والمعاناة في العقل، ولكن في كثير من الأحيان يعجز تم التعبير عنها بواسطة الإنسان. كما أن المفاهيم والمعاني شهدت تاريخاً من تجربة الألفاظ لأن المعاني وحيوية وواسعة، بينما الألفاظ تقييد جامدة، مع محدودة محدودة، زيادة على أن الفكرة أغني وأخصب من اللفظ لأنه يمكن التعبير عنها بألفاظ متعددة. وأبرز من يمثل هذا الفيلسوف الفرنسي هنري برانسون حيث قال : ((اللغة المميزة عن مسيرة ديمومة الفكر)) ، كما ذهب الشاعر الفرنسي فاليري : ((أجمل الأفكار التي لا تفضل التعبير عنها)) .

 وهذا يعني أن هناك فرق وعد تساوي بين القدرة على إدراك ( ) الفكر على التبليغ ( اللغة ) للعمل مع هذا ما يهدف إليه الإنسان يخترع الموسيقى والمسرح والسينما والتعبير عما تعجز عنه اللغة بل إن الصينيون قالوا : (( الصورة أفضل من ألف كلمة )) .

 إلا أن هذا الخطأ في أساسه لأنه يطلق عليها بالعجز والجمود، وبالمقابل مقابل الرفع من قيمة الفكر وجيده، ولكن هل يمكن أن يوجد فكر خالص عار من اللغة ؟ ثم كيف نميز بين النصوص والمعاني لم تدرج في لغة تعرفها وترسم حدودها ؟ وفوق هذا ألمرام الدراسة في علم النفس أن الصارمة المعاني لدى الأطفال يتم الحصول عليها وتعلم اللغة ؟

ب ـخطأ الوحيدي : يرى هذا الخطأ أن اللغة والفكر متصلان ومترابطان فلا فكر دون لغة ، ولا توجد لغة دون فكر ذكية منحالة الاستثناء عن بعضها ، لأن اللغة ليست هي الفكر ووعاءه الخارجي كما يدعي بعضه البعض بل هي جسده وميم وجوده ، فهي تبرز الفكر وتخرجه من مساحة الكتمان والذاتية إلى مساحة التصريح وتضفي عليه الصبغة الاجتماعية والموضوعية. وهذا ما عاد إلى أرسطو حين يقول : (( ليست ثمة رمز بدون رموز لغوية )) كما يقول هيغل : (( الكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى )) ، كما يضيف أيضا حيث يقول : (( نحن نفكر داخل الكلمات )) ، وإلى نفس ذهب غوسدروف حيث قال : (( التفكير ضاج بالكلمات )) ، كما عاد الفيلسوف الفرنسي ميرلوبونتي إلى الفكر أنه لا يوجد خارج العالم وبمعزل عن الكلمات حيث يقول : (( المقاومة من أخفى العقبة ما هي إلا الوجود الخارجي للفكرة )) .

 لكن هذا التوجيه الذي يعطي الاعتبار لـ ويساوي مهم مع الفكر لا يعني الخضوع للقوالب اللغوية لأن القيمة أي لغة إنما تقاس بثروتها حقوق النسخ ودققتها في التعبير، لذلك لا بد من الحاجة إلى استخدامها وخضاعها لتعديلات عميقة وشاملة، لأن اللغة يجب أن تكون من الخارج والمرونة ما وفعاليته فعالة في تتابع الفكر الحي في سيولته وحركته.

 في الحقيقة يجب القول أنه لا يوجد لغة بدون فكر ولا فكر بدون لغة، فالفكر متضمن داخل اللغة ولباس الفكر كما يقول دولاكروا : ((إن الفكر المستقل اللغة، وهي تتطوره)) ، كما أن الدراسات والأبحاث العلمية الأساسية هذه النسب التي تشبه النسب بين لا يوجد تأكيد مؤكد وظهرها حيث يقول دو سوسير : ((إن الفكر هو وجه الصفحة، بينما الصوت هو الصفحة، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر، وبالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر، أو فصل الفكر عن الصوت )) .

التبليغ والتواصل الاجتماعي : 

أ - مفهوم التواصل : إن التواصل في اللغة يريد من الاتصال ، والتواصل اصطلاحا : هو تبادل التفاعلات والأفكار والشاعر بين الأشخاص أكثر أو بسبب وسائل الاتصال وأخصها الكلام .

ب - مواصفات التواصل : حتى يتم التواصل بين الأشخاص لا بد من مكونات وعوامل مميزة لها : 

المرسل : وهو النهائي الشديد للرسالة (( عبارة عن تعب أو مجموعة أو جسم )) 

 المتلقي : وهو المرسل إليه أو المتلقي للرسالة (( يكون الإغاثة العاجلة أو الجماعة أو الهيئة )) 

  الرسالة : الخطاب الذي يوجهه المرسل إلى المتلقي 

 المرجع : وهو الموضوع الذي تتمحور حوله الرسالة وتسعى إلى تبليغه .

روابط الاتصال : أو ما يطلق عليه قنوات سواء كانت مادية أو نفسية 

الشيفرة : أي النظام الرمزي بين المرسل والمتلقي ، فقد يكون كلاما أو إشارات ضوئية أو إشارات بصرية أو لافتات .

وظيفة اللغة : إن وظيفة اللغة ولهذا السبب تعتبر و تتفهم و تتواصل فقط لا تحل 

  الوظيفة النفعية : القدرة على البدء بإتباع إجراءاته الأساسية الغريزية أو النفسية الانفعالية 

 الوظيفة الشخصية : اللغة وسيلة يستخدمها الشخص عن الحديثة ما يسمح للغير بمعرفته والتعرف على اهتماماته وتطلعاته 

 الوظيفة التفاعلية : اللغة تستخدم للتفاعل مع الآخرين في المحيط الاجتماعي ومن ثم يتم تبادل الآراء والأفكار .

وظيفة شبكة التواصل الاجتماعي: معلومات شبكة البث المباشر إلى الآخرين سواء كانت أحداثًا سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية وهذا ما تتعرف عليه اليوم من وسائل الإعلام.

الخاتمة :  

 إن الحديث عن اللغة هو في الحقيقة عن الإنسان فهي خاصة به والتي تميزه مما يبدو في عالم من إرهاصات الحيوان بدائية للتواصل، ليس فقط لكون هذه الإرهاصات غريزية بيولوجية، بل لخلوها من المصمم الفكري، الذي هو عند الإنسان من التعقيد بحيث يصعب فصله حديثا عن اللغة الناشئة ويبقى التواصل عن وظائفهم تدريجيًا والنفسية وأبرز ما تحققه اللغة كغاية الكبرى المحفوظة ـــ وما زالت تحفظـــ تراثها الثقافي والحضاري على مر العصور.