ما هو "جدري القردة" الذي أعلن كـ"حالة طارئة صحية عالمية"؟
جدري القردة (Monkeypox) :هو مرض فيروسي نادر ولكنه يثير قلقًا متزايدًا في السنوات الأخيرة. يشترك فيروسه في نفس العائلة مع فيروس الجدري المعروف، ويُعتبر أقل شدة من الجدري. على الرغم من تسميته بـ"جدري القردة"، فإن الفيروس يمكن أن يصيب البشر والحيوانات المختلفة، وكان يُكتشف في البداية في القردة في مختبرات البحث، مما أعطى المرض اسمه.
أعراض جدري القردة
تظهر الأعراض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 6 إلى 13 يومًا، ويمكن أن تمتد حتى 21 يومًا. تتشابه أعراض جدري القردة مع أعراض الجدري، ولكنها تكون عادة أقل حدة. تتضمن الأعراض الرئيسية:
- الحمى: غالبًا ما تكون العلامة الأولى، تتراوح بين خفيفة إلى حادة.
- الصداع: صداع شديد ومستمر.
- آلام العضلات وآلام الظهر: تشمل آلامًا في العضلات والمفاصل.
- التعب الشديد: يشعر المصابون بإرهاق وضعف شديد.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية: وهي سمة مميزة لجدري القردة، وغالبًا ما تحدث قبل الطفح الجلدي.
- الطفح الجلدي: يبدأ عادةً على الوجه وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. يتحول الطفح إلى بثور مليئة بالسوائل، ثم تتقرح وتتقشر قبل أن تسقط.
أسباب وطرق العدوى
جدري القردة يُعتبر مرضًا حيواني المنشأ، أي أنه ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
السبب الرئيسي للعدوى هو الاتصال المباشر مع دماء أو سوائل الجسم أو الجلد أو الأنسجة المصابة من الحيوانات البرية، مثل القردة أو القوارض. وفي بعض الحالات، يمكن أن ينتقل الفيروس بين البشر عبر:
- الاتصال المباشر: مع الجلد المصاب أو سوائل الجسم لشخص مريض.
- التعرض للرذاذ التنفسي: خلال السعال أو العطس من شخص مصاب، ولكن هذا يتطلب عادةً اتصالاً طويلًا.
- مشاركة أدوات ملوثة: مثل الفراش أو الملابس التي قد تكون لامست الجلد المصاب.
الدول التي انتشر فيها جدري القردة
في الماضي، كانت الحالات تقتصر على مناطق معينة من غرب ووسط إفريقيا، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا. ولكن خلال السنوات الأخيرة، شهدنا **انتشارًا غير مسبوق** للمرض في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك:
- المملكة المتحدة: حيث تم تسجيل حالات وافدة من أفريقيا.
- الولايات المتحدة: رُصدت حالات في بعض الولايات نتيجة العدوى من الحيوانات البرية.
- إسبانيا و البرتغال: تم تسجيل تفشي محدود في بعض المناطق.
- فرنسا و ألمانيا: تم الإبلاغ عن حالات متفرقة.
- كندا: شهدت بعض الحالات المماثلة.
العلاج
لا يوجد علاج محدد لجدري القردة حتى الآن، بل يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض والعناية بالمريض. ومع ذلك، يُعتبر لقاح الجدري التقليدي فعالاً بنسبة كبيرة في الوقاية من جدري القردة. ومن هنا، تُوصي بعض الدول بتلقي اللقاح للأشخاص الذين تعرضوا للإصابة أو للأشخاص الأكثر عرضة للعدوى، مثل العاملين في الرعاية الصحية.
الخلاصة
بينما يُعتبر جدري القردة مرضًا نادرًا نسبيًا، فإن انتشاره خارج أفريقيا وتحوله إلى مشكلة عالمية يتطلب اهتمامًا جديًا. من الضروري متابعة الوضع الوبائي للمرض واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحد من انتشاره.