روائع الشعر العربي
حكم ومواعظ شعرية
بسم الله الرحمن الرحيم
يقولون :" إن من البيان لَسحراً"، حقا فإن الشعر العربي مليء بألوان السحر النابعة من بلاغة الألفاظ ومتانة الأسلوب.
والشعر العربي به كثير من الأبيات الشعرية التي تصف العادات السامية والأخلاق الرفيعة، وهو مُكتظ بالأشعارالتي تصف الحياة الإجتماعية و الدينية وهذه الأبيات الشعرية برزت في انتقاء الشعراء للشعر المليء بالعبر والمواعظ والحكم والإشارات الحياتية في زمنهم، والتي أيضا ًتصلح لزماننا هذا.
وإليكم بعض من مقتطفات هذا النوع من الشعر....
ومع الجزء الثاني من شعر الحكم والمواعظ.
يقول الشاعر مبينا نتيجة الظلم:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم ترجع عُقباه إلى الندم
أترضى أن تكون رَفيق قومِ لهم زاد وأنت بــغير زاد
ويقول آخر:
أمُرّ على المقابــــركل حين ولا أدري بــأي الأرض قبــــري
وأفرح بالغِنى إن زاد مالي ولا أبــكي على نٌقصان عمـــري
ويقول أحدهم واعظاً:
أتيت القبــــور فناديتــــها فأين المُعظّــَم والمحـــتَقر
وأين المـــذل بسلطـانــه وأين المذكى إذا ما افتــخر
تساووا جميعا فما مٌخبــر وماتوا جميعا ومات الخبر
تروح وتغدوا بُنات الثّرى فتمحوا محاسن تلك الصور
فياساءِلي عن أُناس مَضوا أمَا لك فيما مَضى مُعتبــر
ويقول الشاعر ناصحًا بالرضى لنفسه وغيره على كل حال:
بصادر آمالي ووارد خاطري كلفت فيا نفسي الأبية خاطري
ولا تجزعي إن هال خطب فربما تدين الأماني لامرئ غير قادر
وكوني على حمل الأذى مستعدة فكم عادل أرخى العنان لجائر
ولا تشتكي الأيام إلا لمنصف فلا خير في الشكوى إلى غير ناصر
ومن لم يكن ذا هِمة هاشميـة أخافتــه في الهيــجا بروق البواتــر
ويقول أحد شعراء الإسلام المعاصرين في الحكم والمواعظ:
ترقب أيها الإنســــــان يومًا تشاهد فيه عاقبــة المطــــاف
فما الإنسان فوق الارض إلا حُباب فوق سطح الكأس طاف
سيصبح ذات يوم رهن رمس يمــــر عليه منتعــــل وحــاف
وتلك نهايـــــة لابــــد منــها وإن حُبي النـعيم بلا جفـــــاف
فما في هذه الدنيـــــا خلـــود ولا عيش من الأكــــدار صاف
وزرعك في الحياة له حصاد جحيم أو نعــيم الخـــلد صــاف
وقال أحدهم واعظًا ومُبينا حقيقة الناس المختلفة:
السبع سبع ولو كلّت مخالبه والكلب كلب ولو بَين السّباع رُبي
وهكذا الذهب الإبريز خَالطه صُفر النحاس فكان الفضل للذهب
لا تنظرن لأثوابٍ على أحـــدِ إن رُمت تعرفه فانظر إلى الأدب
فالعود لو لم تفُح منه روائحه لم يَفرق الناس بين العود والحطب
وقال الآخر:
الحــر يأبى أن يبيع ضميره بجميع ما في الأرض من أموال
ولَكَم ضمائر لو أردت شراؤها لملكت أغلاها بربع ريــــال
شتّان بين مُصرح عن رأيــــه حـُــــر وبيــن مُخادع شتــــان
إلى هنا ننتهى أعزائي القراء من هذا الجزء من الحكم والمواعظ الشعرية و إلى جزء آخر ان شاء الله.....