
نقاء الروح وروعتها
*"ليه يا دنيا ما سبتناش أنقياء"*:
---
في زحام الحياة، حيث تتلاطم الأمواج وتتعقد المسارات، يبقى السؤال يطرق أبواب القلوب: *ليه يا دنيا ما سبتناش أنقياء؟* في دنيا مليانة بالضغوط والتحديات، تظل الأرواح تبحث عن صفاءها المفقود، وعن نقاءٍ يبدو وكأنه حلم بعيد المنال. هنا، تتجلى حكاية شعرية عن صراع الإنسان مع رغبته في الاحتفاظ ببريق الروح، وسط دنيا تدفعنا أحيانًا لأن نتخلى عن أنقى ما فينا.
الدنيا بكل ما فيها من لحظات فرح وألم، من نجاحات وإخفاقات، تُدخلنا في دوامة من التغيرات. ومع كل خطوة نخطوها، نجد أنفسنا نواجه اختبارات تختبر مدى قدرتنا على الحفاظ على نقاء قلوبنا. السؤال يتردد في الأذهان: هل يمكننا أن نحافظ على أنفسنا بلا شوائب في عالم يموج بالتناقضات؟ هل نستطيع أن نبقى أنقياء في مواجهة ما يُحيط بنا من ضغوط وتحديات؟
في محاولة للإجابة، نجد أن الشعراء على مر العصور قد تغنوا بنقاء الروح وجمال القلب الصافي. كتبوا عن الأرواح التي ترفرف في فضاء من الطهر، عن النفوس التي تحتفظ ببريقها رغم الظروف. هؤلاء الذين يرون في النقاء قوة، وفي الصفاء عزاءً، هم من يصنعون من حياتهم قصصًا تُروى.
لكن في المقابل، تأتي الحياة بكل ما فيها من تعقيدات، فتُدخل في قلوبنا ما قد يبدو كالغبار على مرآة الروح. ومع الوقت، قد يبدو النقاء كحلم صعب المنال، خاصة حينما تُحاصرنا الأحداث وتُثقلنا التجارب. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا في أن نجد طريقنا نحو الصفاء، نحو النقاء الذي يميز الروح الإنسانية في أسمى تجلياتها.
في هذا السياق، يأتي الشعر ليكون مرآة تعكس هذا الصراع الداخلي، ليعبر عن حنين الإنسان إلى أنقى ما في نفسه، إلى ما يجعل الحياة تستحق أن تُعاش. *ليه يا دنيا ما سبتناش أنقياء؟* سؤال يرافقنا في مسيرتنا، يذكرنا بأن في داخل كل منا بقعة من النور، بقعة من الصفاء، مهما تعكرت مياه الحياة من حولنا.
نقاء الروح وروعتها
ليه يا دنيا ما سبتناش انقياء
كبرنا وكبرت همومنا وبقينا اوفياء
الكل بيخبط فينا وعنينا مش شايفه غير الاغبياء
قدرناو اتحملنا زي الاقوياء
ليه يا دنيا ما سبتناش انقياء
في يوم وليله عايزين نبقى اغنياء
منين نجيب وليه نبقى عندنا انحناء
لناس بتدوس علينا ونصبر ونتحمل الاعباء
ليه يا دنيا ما سبتناش انقياء
كل الناس عليك حتى الاشقاء
ما حدش حنين علينا غير الغرباء
ليه يا دنيا بتهد ى فينا وبتقولي بتحبنا وعامله نفسك حسناء
ربنا وحده شايف وعارف وهينجينا من البلاء
قدرتي تضحكي على الناس وتلهيهم
حتى عن اهاليهم العظماء
ليه يا دنيا مسبتناش انقياء
مؤلف: نهى فتحي
وفي النهاية، تبقى الدنيا تدور بنا ونحاول نحافظ على نقاء أرواحنا. السؤال يبقى: *ليه يا دنيا ما سبتناش أنقياء؟* لكن النقاء مش حالة ثابتة، دا رحلة. رحلة نحاول فيها نحافظ على بريق الروح وسط كل اللي بيعكر صفو الحياة. يبقى الأمل في التمسك بالنقاء رغم التحديات. في المحاولة، في الحفاظ على الجميل فينا. هكذا نكون لقينا جواب في استمرار السعي.
يبقى السؤال رفيقنا في الحياة. في كل لحظة، نقدر نحاول نكون أنقى. ننقي قلوبنا من شوائب الدنيا. نحافظ على صفاء الروح. ولو مش بقينا أنقياء تمامًا، نقدر نحاول نقرب من النقاء. في المحاولة نفسها حكمة و جمال.
يبقى النقاء هدف. والسعي ليه حياة. في الطهر جمال.
في الطهر سلام. وفي النقاء نور. يبقى الأمل باقي.
بقلم نهى فتحي
ليه يا دنيا مسبتناش انقياء كبرنا وكبرت همومنا وبقينا اوفياء