شرح قصيدة عنترة بن شداد حكم سيوفك في رقاب العذل
عنترة بن شداد هو شاعر وبطل في الجاهلية (قبل ظهور الإسلام )من قبيلة بني عبس وترك أثرًا لا يُنسى في التراث العربي بشعره وبطولاته.
تتميز قصيدة عنترة حكم سيوف في رقا ب العذ ل بالقوة والشجاعة وعزة النفس يستخدم اسلوب بلاغي مثير للإعجاب هذه القصيدة رمزًا للشجاعة والعزة وتعكس روح البطولة والفروسية والقيادة التي يتميز بها عنترة بن شداد كشاعر وبطل مغوار.
حُكْم سُيُوفِك فِي رِقَابِ الْعَذْلِ
وَإِذَا نَزَلَتْ بِدَارِ ذُلٍّ فارحلِ
وَإِذَا بُلِيتُ بِظَالِم كُنّ ظالماً
وَإِذَا لَقِيت ذَوِي الْجَهَالَةِ فاجهلِ
حكم عادل وحاسم سيفك في أعناق القوم الأشرار وإذا هبط أو انحدرت بأرض بها زل فذهب عنها هنا يندد بعزة النفس.
وإذا استهدفك ظالم عامله بالمثل كن ظالم معه وإذا تقابلت أو تسلط عليك أصحاب الجهل السفهاء (صاحب الأخلاق السيئة) (والأحمق قليل العقل) تجاهلهم ولا تكن مثلهم.
وَإِذَا الْجَبَّان نَهَاك يَوْمٍ كَرِيهَةً
خَوْفًا عَلَيْك مِنْ ازْدِحَامٍ الْجَحْفَلِ
فاعص مَقَالَتِه وَلَا تحفل بِهَا
وَأَقْدَم إذَا حَقّ اللِّقَا فِي الْأَوَّلِ
وإذا جاءك جبان ومنعك أو قلل من عزيمتك يوم القتال خوف من كثرة الأعداد لا تطاوع ما قال ولا تهتم بها وكن جرئ في وقت الحرب وفي الصفوف الاولى.
وَاخْتَرْ لِنَفْسِك مَنْزِلًا تَعْلُو بِه
أَو مِتّ كَرِيمًا تَحْتَ ظِلِّ القسطل
فَالْمَوْت لاينجيك مِنْ آفَاتِهِ
حصنٌ وَلَو شيّدتهُ بِالْجَنْدَلِ
وقم بالإصطفاء لنفسك مكانة عالية بين الناس بأفعالك وكلماتك المؤثرة أو تموت شريفا كريما تحت ظل الغبار اللامع الصاعد أثناء القتال الموت آت آت لا تستطيع النجاه منه ولو كنت في حصن مجمع بالصخور الكبيرة العظيمة
مَوْت الْفَتَى فِي عزةٍ خيرٌ لَه
مِنْ أَنَّ يَبِيتَ أسيرَ طرفٍ أَكْحَل
إنْ كُنْت فِي عَدَدِ الْعَبِيد فهمتي
فَوْق الثُّرَيَّا وَالسِّمَاك الْأَعْزَلِ
موت الشاب الذي يكون بين سن المراهقة والرجولة عزيز النفس حسن وأفضل من أن ينزل في بيت حسناء مكحله العين يكون عبدا بسبب جمالها إن كنت عبدا من بين كثير من العبيد فإن لي عزيمة وإرادة فوق النجوم
وَالسِّمَاك الْأَعْزَل نجم كان مشهور عند العرب
أَو أَنْكَرَت فَرَسَان عَبْس نسبتي
فسنان رُمْحِي والحسام يُقِرّ لِي
وبذابلي ومهندي نِلْت الْعُلَا
لَا بِالْقَرَابَة والعديد الأجزلِ
ولو نفت فرسان قبيلتي بأني منهم فإن عندي شهود نصل رمحي والسيف يثبت ذلك وبرمحي وسيفي حصلت علي المكانه بين العرب لم أحصل عليها بسبب قرابه ولا بالكثير من الرجال والتابعين حولي.
وَرُمِيَت مَهْرِي فِي الْعَجّاج فخاضه
وَالنَّار تَقْدَح مِن شَفَّار الأنصل
خَاض الْعَجّاج محجلا حَتَّى إذَا
شَهِد الْوَقِيعَة عَاد غَيْر مُحَجَّلِ
والقيت خيلي وانا علي ظهره في غبار الحرب المتصاعد عند القتال فاجتازه وأخترقه والنار تشتعل من الحديد الذي يكون أعلي الرمح خاض غبار الحرب وبه بياض في قدمه حتي اذا شهد المعركة عاد منها وهو علي غير الذي كان عليه من أثر الدماء.
وَلَقَد نكبت بَنِي حَرِيقَة نَكْبَة
لِمَا طَعَنَت صَمِيم قَلْب الْأَخْيَل
وَقَتَلْت فارسهم رَبِيعَة عَنْوَة
والهيذبان وَجَابِرُ بْنُ مُهَلْهَلٍ
وَابْنَي رَبِيعَة وَالْحَرِيش ومالكاً
والزبرقانُ غَدًا طَرِيح الْجَنْدَلِ
ولقد الحقت الأذي والضرر الكبير ببني حريقة الأخيل المختال بنفسه وقتلت اشجعهم ربيعة وابنه قهرا وقسرا
والهيذبان وَجَابِرُ بْنُ مُهَلْهَلٍ وَابْنَي رَبِيعَة وَالْحَرِيش ومالكاً
اسماء فرسان أقوياء من بني حريقة والزبرقان أصبح جثة هامده علي الصخور الكبيرة .
وَأَنَا ابنُ سوداءِ الجبينِ كأنَّها
ضَبُع تَرَعْرَع فِي رُسُومِ الْمَنْزِل
السَّاق مِنْهَا مِثْلُ سَاق نَعَامَة
وَالشَّعْر مِنْهَا مِثْلُ حَبِّ الْفِلْفِل
وَالثَّغْر مِنْ تَحْتِ اللِّثَام كأنَّه
بَرَق تَلَأْلأَ فِي الظَّلَامِ المسدلِ
وانا ابن المرأه السوداء كضبع نشأ في بقايا الأماكن أو المكان المهجور مثل ساق نعامة هزيل لكن سريعة وشعرها مجعد والفم إذا ابتسمت من تحت النقاب كأنه برق لمع في ظلام واسع.
يانازلين عَلَى الْحُمَّى وديارِهِ
هلاّ رَأَيْتُمْ فِي الدِّيَارِ تقَلقُلي
قَدْ طَالَ عِزّكُم وَذُلِّي فِي الْهَوَى
وَمِنْ الْعَجَائِبْ عِزّكُم وتذَلّلي
لَا تَسْقِنِي مَاءُ الْحَيَاةِ بَذْلُه بَل
فاسقني بِالْعِز كَأْس الْحَنْظَل
مَاءُ الْحَيَاةِ بَذْلُه كجهنمٍ
وجهنمٌ بِالْعِز أَطْيَب مَنْزِلِ
يا ذاهبين علي بني عبس هلا رأيتم تحركي قد طال عزكم وذلي من محبتي وعشقي إليكم ومن العجائب انتم يكون لكم العزة وانا الذل يقول لذاته أو للزمان لا تعطني الحياة بذل اسقني وانا عزيز كريم الحنظل المر والعسير الحياة بذل كجهنم مهانة وجهنم بالعز أجمل مكان.