نزار قباني واشعاره
نزار قباني دبلوماسى و شاعر سورى ، ولد فى مدينة دمشق ، درس الحقوق فى جامعة دمشق ،عمل فى السلك الدبلوماسى السورى ،بينما تبقى اعماله الشعرية هى البصمة الأهم فى تاريخ الأدب العربى والعالمى وله العديد من الدواوين الشعرية والقصائد ، وتوفى فى لندن عام ١٩٩٨ ودفن فى دمشق.
تعتبر قصيدة رسالة من تحت الماء، وقصيدة قارئة الفنجان من أروع القصائد التى قام بغنائهم المغنى المصرى عبد الحليم حافظ و قام بالتلحين محمد الموجى .
رسالة من تحت الماء
إن كنت حبيبى ساعدنى كى ارحل عنك
أو كنت طبيبى ساعدنى كى أشفى منك
لو أنى اعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت
لو أنى اعرف أن البحر عميق جدا ما ابحرت
لو انى اعرف خاتمتى ما كنت ابتدت
اشتقت إليك فعلمنى أن لا اشتاق
علمنى كيف اقص جذور هواك من الاعماق
علمنى كيف تموت الدمعة فى الأحداق
علمنى كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق
يامن صورت ليا الدنيا كقصيدة شعر
وزرعت جراحك فى صدرى و أخذت الصبر
إن كنت اعز عليك فخذ بيدي
فانا مفتون من رأسى لحد قدمي
لو انى اعرف ان الحب خطير جدا ما أحببت
لو انى اعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت
لو أنى أعرف خاتمتى ما كنت ابتدت
الموج الأزرق فى عينيك ينادينى نحو الأعمق
و أنا ما عندى تجربة فى الحب ولا عندى زورق
إنى أتنفس تحت الماء إنى أغرق
إنى أغرق إنى أغرق أغرق أغرق
يا كل الحاضر والماضى ياعمر العمر
هل تسمع صوتى اللى جاى من اعماق البحر
إن كنت قويا أخرجنى من ده اليم
فانا لا اعرف لا اعرف فن العوم
لو أنى أعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت
لو أنى أعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت
لو انى اعرف خاتمتى ماكنت ابتدت
قارئة الفنجان
جلست والخوف بعينيها .. تتـأمـل فنجـانى الـمقلوب
قالت يا ولدى لا تحـزن .. الحـب علـيك هـو الـمكتـوب
يا ولدى قـد مات شهيــداً من مات فـداء للمحبـوب
ياولدى ياولدي
بـصرت بصرت ونجـمت كثــــيراً لكنى لم أقرأ أبـــــــداً
فنجان يشبـــــــه فنــــــــــجانك
بصرت بصرت ونجـمت كثـــــــيراً لكنى لم أعرف أبــــــداً
أحـــزان تشــــبه أحــــزانك
مقدورك أن تمضى أبــدا فـى بـحر الحب بغيـر قلــوع
وتكـــون حـــياتك طـــول العمـــر كتاب دمـــــوع
مقدورك أن تبقى مسجـــون بيــن المـاء وبيـن النـــــار
فبرغم كل حرائقه وبرغم كل سوابقه
وبرغــــم الحزن الساكـــن فيـــنا ليل نهار
وبرغم الـريح وبـرغـــم الـجو المـاطر والإعصــــار
الحـــب سيبقــــى يـــــا ولــدى أحلـــى الأقــــدار ياولدى ياولدي
بحياتك يا ولدى إمرأة عيناها سبحان المعبـــود فمهــا مـرسـوم كـالـعنقـــود
ضحكتها أنــغام وورود والشـعر الـغجرى المـجنـون
يسافـر فى كل الدنــــيا قد تغدو إمرأة ياولدى يهواها القلب هيا الدنيا
لـكن سمـاءك ممطــــرة وطـــريقـك مـســدود
فحبيبــة قلبك يا ولدى نائمــــــة فى قصـــــر مرصــود
من يدخل حجرتها من يطلــب يدها من يدنــو من سور حديقتــها
مـــن حــاول فك ضفائـرها مفقــود
ستفتش عنــها يا ولدى فى كل مكان
وستسأل عنها مـوج البــحر وتــــسأل فيــــروز الشـــطآن
وتجوب بحارا وبحارا وتفيض دموعك أنــهاراً وسيكبر حزنك لحد يصبح أشجاراً
وسترجع يوماً يا ولدى مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمـــر بأنك كنــت تـــطارد خيط دخان
فحبيبــة قلبك ليس لديها أرض أو وطن أو عنـــوان
ما أصعب يا ولدى أن تهوى امراةً ليس ليها عنوان
ليس ليها عنوان ياولدى ياولدي