زهور من بساتين الحكمة
زُهور ٌمِن بُستان الحِكمة
الإخوة المتابعين.. ذَهبت وجُعبتي فارغة ، فملأتها لكم بالأشعارالنابعة بالأحاسيس الجياشة، والتي تنم عن براعة ورِقة الشعراء الذين كتبوا هذا الشعر الجميل. وجَنيْت لكم من كل بُستان مجموعة من الورود والزهور الشعرية .
ومع هذا الجزء الجديد من شعر المواعظ والحكم...
فلنبدأ على بركة الله...
يقول أحد الصالحين من الشعراء في حسن الخلق والكرم:
وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً فلِقاؤه يكفيك والتسليم
وإذا رآك مُسلّما ذَكر الذي حمّلته فكــــــأنه مـــبروم
وقال في الصبر والحث عليه:
اصبر من تعب الإدلاج والسهر وبالرواح على الحاجــات والبــــكر
لا تَضجرنّ ولا يحزنْـــك مطلبها فالنُجحُ يتلف بين العجز والضجر
إني وجدتُ - وفي الأيام تجــــربة - للصبرِ عاقبـــــةً محمودةَ الأَثـــــرِ
وقَلّ مَن جدّ في أمـــرٍ يُطالبــــــه و استصحب الصبرَ إلا فازبالظّفر
ويقول الشاعر في ذَمّ سُؤال الناس:
لَنقلُ الصخــــر من قُــلل الجبال أحبُّ إليّ من مِنــن الرجــــــال
يقول الناس لي: في الكَسب عارُ فقلتُ: العار في ذُل السؤال
بَلوْتُ الناس قــــــرنا ًبعد قــــــرنٍ ولــــم أرَ مِــثل مُخــتالٍ بمـــــال
و ذُقت مَـــــرارة الأشياءِ طُـــــــراً فما طَعم أمَـرُّ مِـــن الســـــؤال
و لم أرَ في الخُطوب أشدّ هوْلاً وأصعب من مــقالات الرجــــال
وقال أيضاً في ذلك:
لا تَطلبنّ معيشةً بمـــــــذلةٍ واربأ بنفسك عن دَنيّ المَطلب
و إذا افتقرت فَداوِ فقرك بالغِنى عن كل ذِي دَنَسِ كجِلد الأجرب
فليرجعن إليــــك رزقــك كــــله لو كان أبعدُ من مَقام الكوكب
وقال في عزة النفس:
كن للمكَاره بالعزاء مقطّعاً فلعل يومــــا لا ترى ما تَكره
فلربما استتر الفَتى فتنافست فيه العُيون و إنـــــه لمُمَـــوّه
و لربما اختزَن الكريم لسانه حَذر الجوابِ و إنــــه لمُفَــوّه
و لربما ابتسم الوَقُور من الأَذى و فـــؤاده مـــن حَــــــرِّه يتأوّه
وقال أيضاً:
تنزّه عن مجالسة اللئـــــــام و ألْمِم بالكــــرام بَنِـي الكــــرام
و لا تَكُ واثقــــاً بالدهر يوماً فإن الدهــر مُنحـــلّ النظــــام
و لا تحسد على المعروف قوماً وكـــن منهم تنــلْ دار السلام
وثِقْ بالله ربـــك ذي المــــعالي و ذي الآلاء والنعـــــم الجِســام
وكن للعلم ذا طلبٍ وبحــــثٍ وناقش في الحلال وفي الحرام
و بالعــــوراء لا تنطق ولكـــن بما يَرضَي الإلــــــه من الكـــــلام
وإن خان الصــــديق فلا تخُنـــه ودُم بالحِفظ منـــــه وبالذمــــام
ولا تحمِل على الإخوان ضِغنا ً وخُذ بالصفــــح تنـــجُ من الآثــــام
وقال الشاعر واصفا مكارم الأخلاق:
إن المكارم أخـــــلاق مطهرة فالدين أولها و العقل ثانيـــها
والعلم ثالثها والحلم رابعها و الجود خامسها والفضل ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها و الشكر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها
والعين تعلم من عيني محدثها إن كان من حزبها أو من يعاديها
عيناك قد دلتا عيناي منك على أشياء لولا هما ما كنت تبديها
وقال آخر في العفو والصفح عن الآخرين:
و كن معدنا للحلم واصفح عن الأذى فإنك لاقٍ ما عملت وسامع
أحب إذا أحببت حبا مقارباً فإنك لا تدري متى أنت نـــــازع
وأبغض إذا أبغضت بغض مقاربا فإنك لا تدي متى أنت راجع
وقال الشاعر في مكارم الأخلاق أيضاً:
صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميل
و لا ترين الناس إلا تجملا نبا بك دهر أو جفاك خليل
و إن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكبات الدهر عنك تزول
يعز غني النفس إن قلّ ماله ويغنى غني المال وهو ذليل
ولا خير في وِد امرئ متلونٍ إذا الريح مالت ، مال حيث تميل
إلى هنا أحبابي ينتهي هذا الجزء من أشعار الحكمة وإلى الجزء التالي ………………….
