العمل التعاوني ودور المشاركة المجتمعية
التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات.
وقد أمر الله سبحانه بالتعاون
فقال:
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
[ المائدة : 2 ]
والتعاون من ضروريات الحياة إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من كان معه فضل ظهر فلْيعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فلْيعُدْ به على من لا زاد له)
[مسلم وأبو داود]
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على معونة الخدم
فقال:
(ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم فإن كلَّفتموهم فأعينوهم)
[متفق عليه]
والله سبحانه خير معين فالمسلم يلجأ إلى ربه دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع شئونه
ويبتهل إلى الله سبحانه في كل صلاة مستعينًا به
فيقول:
{إياك نعبد وإياك نستعين}
[الفاتحة: 5)
وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته حتى في أصغرهم حجمًا كالنحل والنمل وغيرها من الحشرات
فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها وتتحد كذلك في صد أعدائها
والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل وفكر.
وحينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان
لأن التعاون يوفر في الوقت والجهد وقد قيل في الحكمة المأثورة:
المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
[مسلم]
وقال صلى الله عليه وسلم:
(يد الله مع الجماعة)
[الترمذي]
وقال صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا)
[متفق عليه]
والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة،
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وقال صلى الله عليه وسلم:
(وعَوْنُكَ الضعيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صدقة)
[أحمد]
التعاون المرفوض:
نهى الله تعالى عن التعاون على الشر لما في ذلك من فساد كبير
فقال تعالى:
{ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}
[المائدة: 2]
والمسلم إذا رأى أحدًا ارتكب معصية فعليه ألا يسخر منه أو يستهزئ به فيعين الشيطان بذلك عليه
وإنما الواجب عليه أن يأخذ بيده وينصحه ويُعَرِّفه الخطأ.
أنواع التعاون :
التعاون بين التلاميذ.
التعاون بين أفراد الأسرة.
التعاون بين المدرسة والأهل.
التعاون بين أفراد الهيئة التعليمية.
فوائد التعاون:
– ازدياد الروابط الأخوية بين الزملاء .
– إنجاز الأعمال في أسرع وقت وفى صورة جيدة حيث يؤدى كل فرد ما يجيده ويحسن عمله .
– توفير الوقت وتنظيم الجهد فبدلاً من أن يتحمل فرد واحد مسئولية إنجاز عمل ما
فإنه يوزع على آخرين لإنجازه ، وهذا يعنى مجهودًا أقل ووقتًا أقل .
– إظهار القوة والتماسك ، فالمتعاونون يصعب هزيمتهم ، مثلهم مثل العصا يمكن كسرها إن كانت واحدة
ويصعب كسر مجموعة من العصى المترابطة .
– نيل رضا الله لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
– يد الله مع الجماعة : فالله تعالى يكون معهم وما دام الله معهم فلن يخسروا ويكون النجاح حليفهم .
– القضاء على الأنانية وحب الذات حيث يقدم كل إنسان ما عنده ويبذله للآخر عن حب وإيمان
أحاديث فى فضل التعاون :
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
“المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”
(متفق عليه)
“و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”
(رواه مسلم)
“من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”
(رواه البخاري)
“مثل المؤمنين في توداهم وتراحمهم كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
(متفق عليه)
العمل التعاوني ودور المشاركة المجتمعية
في السنوات القليلة الماضيةحلّ العمل التعاوني واسع النطاق محل التعاون التقليدي في غرفة الاجتماعات والمؤتمرات
وغيرها من أماكن العمل التي تتطلب تعاونا وثيقا من الأطراف المشاركة منأجل نجاح المهمة المستهدفة.
واليوم يعد العمل التعاوني عنصرا أساسيا لازمالنجاح الكثير من المشاريع
مثل الموسوعات وخطوط الطيران وأنظمة التشغيل وصناديق الاستثمار المشتركة
والتعليم وغيرها الكثير من الكيانات التي تتطلب تعاون فرق عمل تضم الآلاف من الأفراد.
يساعد التقدم الهائل لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة معبدايات القرن الحادي والعشرين على توطيد علاقات
وطرق التعاون بين أعضاء فرق العمل في مثل هذه الكيانات حيث صار من الممكن تكوين فريق عمل واحد من مئات أو آلاف الأفراد
وتكون الاستعانة بالإنترنت هي الطريقة الأولى للتواصل فيما بينهم.
يعرب بعض قادة الشركات عن مخاوفهم من النمو الهائل لهذه المجتمعات التي تتواصل مباشرة عبر الإنترنت
بينما يحاول الكتاب إثبات أنه لا داعي لهذهالخوف حيث تستطيع الشركات الذكية التي تستعين بتقنيات تكنولوجية متطورة
أن تستفيد من القدرات الجماعية للتشجيع على الابتكار والنمو والنجاح.
ولنأخذ مثلا العملية التعليمية:
*ما الذي يجعل العمل التعاوني عملاً ناجحاً ؟
إن التعلم التعاوني شيء أكثر منمجرد ترتيب جلوس الطلاب فتعيين الطلاب في مجموعات
وإبلاغهم بأن يعملوا معاً لا يؤديان بالضرورة إلى عمل تعاوني
فيمكن مثلاً أن يتنافس الطلاب حتى لو أجلسناهمبالقرب من بعضهم البعض
وكذلك يمكن أن يتحدثوا حتى لو طلبنا إليهم أن يعمل كل منهم بمفرده
ولذا فإن بناء الدروس على نحو يجعل الطلاب يعملون بالفعل بشكل تعاوني مع بعضهم بعضاً
يتطلب فهماً للعناصر التي تجعل العمل التعاوني عملاً ناجحاً .
ولكييكون العمل التعاوني عملاً ناجحاً فإنه يجب على المعلمين أن يبنوا بوضوح في كل الدروس
عناصر العمل التعاوني الأساسية ، وهذه العناصر هي :
1-الاعتماد المتبادل الإيجابي :-
وهو أهم عنصر في هذه العناصر ، يجب أن يشعر الطلاب بأنهم يحتاجون لبعضهم بعضاً
من أجل إكمال مهمة المجموعة ويمكن أن يكون مثل هذا الشعورمن خلال :
أ - وضع أهداف مشتركة .
ب - إعطاء مكافآت مشتركة .
ج - المشاركة في المعلومات والمواد ( لكل مجموعة ورقة واحدة أو كل عضو يحصل على جزء من المعلومات اللازمة لأداء العمل
د - تعيين الأدوار.
2-المسؤولية الفردية والرمزية- :
المجموعة التعاونية يجب أن تكون مسؤولة عن تحقيق أهدافها وكل عضو في المجموعة يجب أن يكون مسؤولاً عن الإسهام بنصيبه في العمل
وتظهر المسؤولية الفردية عندمايتم تقييم أداء كل طالب وتعاد النتائج إلى المجموعة والفرد من أجل التأكد ممن هو في حاجة إلى مساعدة .
3- التفاعل المباشر :
يحتاج الطلاب إلى القيام بعمل حقيقي معاً يعملون من خلاله على زيادة نجاح بعضهم بعضاً ، من خلال مساعدة وتشجيع بعضهم على التعلم .
4- معالجة عمل المجموعة- :
تحتاج المجموعات إلى تخصيص وقت محدد لمناقشة تقدمها في تحقيق أهدافها وفي حفاظها على علاقات عمل فاعلة بين الأعضاء
ويستطيع المعلمون أن يبنوا مهارة معالجة عمل المجموعة من خلال تعيين مهام مثل :
أ- سرد ثلاثة تصرفات على الأقل قام بها العضو وساعدت على نجاح المجموعة .
ب- سرد سلوك واحد يمكن إضافته لجعل المجموعة أكثر نجاحا غدا .
ويقوم المعلمون أيضاً بتفقد المجموعات وإعطائها تغذية راجعة حول تقدم الأعضاء في عملهم مع بعضهم بعضا في المجموعة كذلك العمل على مستوى الصف .
* فرص التعلم التي ينفرد بها التعليم التعاوني :
1- يمكن المتعلمين من الوصول إلى التعلم ذو المعنى ،فالمتعلمون يثيرون أسئلة ، ويناقشون أفكارًا
ويقعون في أخطاء ويتعلمون فن الاستماع ويحصلون على نقد بناء فضلا عن أنه يوفر فرص تلخيص ما تعلموه في صورةتقرير .
2- يوفر فرص لضمان نجاح المتعلمين جميعاً فالاعتماد المتبادل يقتضي أن يساعد المتعلمون بعضهم في تعلم المفاهيم وإتقان المهارات التي تتعلمها المجموعة .
3- يستخدم المتعلمون التفكير المنطقي في مناقشاتهم حيث أن الإقناع لا يتم إلا من خلال استخدام التفكير المنطقي
دمتم في عناية الله وحفظه