كيف ينشأ المجتمع المعوق
المجتمع هو الأسرة الكبيرة التي نعيش معها في دولة ما، وهو المكان الذي نتعاون فيه بعضنا مع بعض وفيه نجد احتياجاتنا الأساسية والعاطفية، والاجتماعية والروحية، كالحميمية والاستحسان والأمن والثقة وتبدال الخبرات والمعلومات في عدة مجالات الحياة.
لكن للأسف أصبح هذا المجتمع معوق مع ثقافتنا الحالية التي هي ثقافة غربية بالأساس ويتركز هذا المجتمع على الفردية وعدم الثقة بالآخرين وحب الظهور وتسلط القوي على الضعيف والتنمر واحتقار الناس الكبيرة في السن لاعتبارهم بلا فائدة بحسب معتقد هذا المجتمع المنحرف.
هذا المجتمع المعوق يركز أساسا على الصورة بلا جوهر فيركز الشاب أو الفتاة على جمال أجسادهم وجمال ملامحهم والأشكال الأخرى كالسيارات والعقارات والأموال وطبيعة العمل والجاه والمكانة الاجتماعية، وهذا ما يسبب إغتراب الفرد عن نفسه فهو يحاول جاهدا الظهور بمظهر المنجز الوسيم القوي حتى لو كان ذلك عكس الحقيقة فيصاب بالاحباط لو لم يتلقى الاستحسان، رغم أن أي انسان في هذه الأرض له قيمته حتى لو لم يكن في المستوى المطلوب فهو انسان وخلق من أجل رسالة أرادها الله سبحانه.
ومعظم العلاقات العاطفية مرتكزة على طلب القبول والاستحسان والتخلص من الوحدة وليس على الحب الحقيقي والاحترام والتقدير.. ونعد كذلك أن الناس المشهورين والناس الثرية هم أكثر حظا من الانسان العادي لأنهم يملكون كل شيء يتطلع له أي انسان وليس أرزاق قسمها الله سبحانه وتعالى لحكمة.
وتساهم الاعلانات في وضع صورة عن منتج بأن يكون الانسان ذا قيمة وشهرة وسعادة لو حصل على هذا المنتج وإن لم يحصل عليه فهم بلا قيمة وسوف يعاني في الحياة بدونه.
ورغم أننا نتأثر بالمجتمعات تأثرا شديدا، إلا أننا لديها خياراتنا الشخصية ولدينا قيمتنا وهذا بازدياد وعينا وادراكنا في دور أشكال المجتمع المعوق حتى لا نقع في شباكه ونكون أكثر سعادة وسلامة، والسبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب أي المتوكلون لا ينصهرون في المجتمع المعوق فهم يتوكلون على ربهم يحاولون الاندماج في المجتمع دون الوقوع في خلله وانحرافه.
ويمكن علاج هذا الخلل لو كان كل فرد منا مسؤول عن تصرفاته سواء مع نفسه أو مع اسرته أو مجتمعه.