كارلوس كيروش: قيادة جديدة لمنتخب مصر نحو المجد

كارلوس كيروش: قيادة جديدة لمنتخب مصر نحو المجد

2 المراجعات

 كارلوس كيروش: قيادة جديدة لمنتخب مصر نحو المجد

كارلوس كيروش، المدرب البرتغالي المعروف بخبرته الواسعة وفكره التكتيكي العميق، يُعد واحدًا من الأسماء البارزة في عالم التدريب على مستوى كرة القدم العالمية. قدومه لتولي قيادة منتخب مصر شكّل نقطة تحول هامة في مسيرة الفراعنة. في هذا المقال، سنستعرض مسيرته المهنية، وتأثيره على منتخب مصر، خاصة في كأس الأمم الأفريقية، وتطويره للمواهب الشابة، والتحديات التي واجهها في تصفيات كأس العالم.

 بدايات كارلوس كيروش

بدأ كيروش مسيرته التدريبية في الثمانينيات، حيث عمل كمدرب للمنتخب البرتغالي للشباب. وقد قاد المنتخب لتحقيق بطولتي العالم تحت 20 سنة في عامي 1989 و1991، مما سلط الأضواء عليه كمدرب واعد. نجاحاته المبكرة فتحت له أبوابًا عديدة في عالم التدريب، حيث تولى مناصب تدريبية مهمة في أندية ومنتخبات عالمية مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد، وأيضًا المنتخبين البرتغالي والإيراني. تميز كيروش بقدرته على بناء الفرق وتطوير المواهب، وهو ما جعله مناسبًا لقيادة منتخبات تحتاج إلى إعادة بناء وتطوير.

 تولي قيادة منتخب مصر

في سبتمبر 2021، تعاقد الاتحاد المصري لكرة القدم مع كارلوس كيروش لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني. جاء هذا التعاقد في وقت حساس، حيث كانت الجماهير المصرية تتطلع إلى تحسين الأداء وتحقيق نتائج إيجابية بعد فترة من النتائج المتذبذبة. كان الهدف الأساسي هو تحقيق نتائج جيدة في كأس الأمم الأفريقية 2021 وتأمين التأهل لكأس العالم 2022.

التألق في كأس الأمم الأفريقية

بدأ منتخب مصر مشواره في كأس الأمم الأفريقية 2021، التي أقيمت في الكاميرون في يناير وفبراير 2022، تحت قيادة كيروش. رغم البداية المتذبذبة في مرحلة المجموعات، حيث قدم الفريق أداءً غير مقنع في بعض المباريات، إلا أن المنتخب تمكن من التأهل إلى الأدوار الإقصائية. في الأدوار الإقصائية، أظهر منتخب مصر تحسنًا ملحوظًا، حيث قدم أداءً قويًا وحقق انتصارات مهمة ضد فرق قوية مثل كوت ديفوار والمغرب والكاميرون. بلغ المنتخب المصري النهائي، حيث واجه منتخب السنغال في مباراة مثيرة انتهت بخسارة الفراعنة بركلات الترجيح. رغم عدم تحقيق اللقب، إلا أن وصول المنتخب إلى النهائي كان إنجازًا كبيرًا يُحسب لكيروش والفريق.

 اكتشاف مواهب جديدة

أحد أبرز إنجازات كيروش مع منتخب مصر كان اكتشافه وتطويره للمواهب الشابة. أعطى كيروش الفرصة للعديد من اللاعبين الشبان للانضمام إلى المنتخب الأول، مما أضاف روحًا جديدة وديناميكية للفريق. من بين هؤلاء اللاعبين، برزت أسماء مثل عمر مرموش وأحمد سيد “زيزو”و محمد عبد المنعم  الذين قدموا أداءً رائعًا وأصبحوا جزءًا أساسيًا من تشكيلة المنتخب. اعتمد كيروش على مزيج من الخبرة والشباب، مما ساهم في تحسين الأداء العام للفريق وإعادة بناء الفريق بطريقة تضمن استدامة النجاح في المستقبل.

 تصفيات كأس العالم وحلم الذي لم يكتمل

بعد النجاح النسبي في كأس الأمم الأفريقية، تركزت أنظار كيروش والجماهير المصرية على تصفيات كأس العالم 2022. تمكن المنتخب المصري من الوصول إلى المرحلة النهائية من التصفيات، حيث واجه منتخب السنغال مرة أخرى في مواجهة حاسمة. رغم الأداء القوي والتكتيك المنظم، لم يتمكن المنتخب المصري من التأهل إلى كأس العالم بعد خسارته أمام السنغال في مباراة الإياب بركلات الترجيح. كانت هذه الخسارة مؤلمة للجماهير واللاعبين، وشكلت نهاية غير سعيدة لحلم الوصول إلى كأس العالم.

 خاتمة

كارلوس كيروش، برؤيته التكتيكية وخبرته الواسعة، أعطى دفعة جديدة لمنتخب مصر ونجح في إعادة بناء الفريق وتطويره. رغم التحديات الكبيرة والضغوطات الهائلة، أظهر كيروش قدرة على تحقيق نتائج إيجابية وإعادة الثقة للجماهير المصرية. نجاح المنتخب في الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية وتطوير المواهب الشابة يعكس قدرته على بناء فرق قادرة على المنافسة على أعلى المستويات. ورغم أن حلم التأهل إلى كأس العالم لم يكتمل، إلا أن تجربة كيروش مع منتخب مصر تظل فصلًا هامًا في تاريخ الفراعنة، وتعد الجماهير بمستقبل مشرق تحت قيادته المستمرة. تظل الآمال معلقة على كيروش لتحقيق المزيد من النجاحات والعودة بمنتخب مصر إلى منصات التتويج القارية والدولية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

22

متابعين

54

متابعهم

76

مقالات مشابة