نبذة عن الوضع المتسارع في العالم وإمكانية الخروج عن السيطرة
هل حاصر الدب الروسي وحلفائه من أصحاب العيون الضيقة الولايات المتحدة الأمريكية ؟
ماهي العواقب التي تنتظر القارة العجوز وعلاقتها بحلف شمال الأطلسي ؟
هل خذلت أوكرانيا فعلا من أوروبا والولايات المتحدة ؟
إختيار زمن الحرب لا يأتي إعتباطا بل يكون بعد دراسة مستفيضة للمزاج العام وإنفعالات الأعداء والأصدقاء ومن ثمة يقع الإعداد لسيرها وتوزيعها جغرافيا .
الاستفزاز الذي وصفته روسيا إزاء نشر قوات تابعة لحلف الناتو على حدودها واجهته أمريكا ذات عام في كوبا من الإتحاد السوفيتي حينها وسمته آنذاك بالحركة المستفزة. لذلك رأت روسيا أيضا أن هذا الإنتشار يعد خطوة تصعيدية ويشكل تهديدا واضحا للأمن القومي الروسي
بعد فشل كل الواسطات و الأعمال الدبلوماسية قرر الرئيس الروسي غزو أوكرانيا لتشتعل المنطقة بأكملها و تتصاعد فيها وتيرة الحرب التي ربما تكون عالمية علما بأن الحلفاء لا يبدون أي نية في التدخل عسكريا عدا بعض الإعانات من أسلحة أقل ما يقال عنها أنها محتشمة ليبقى الشعب الأكراني يواجه ماردا روسيا لا يبقي فيها ولا يذر كما انهم هددوا بأشكال عدة لكبح جماح بوتين من ذلك فرض العقوبات التي تعتبر خسارة لأوروبا إبتداءا فنورد ستريت كما لا يخفى أنبوب غاز يمر من روسيا عبر بولندا إلى ألمانيا يعني لو تفاقم الوضع ستمنع روسيا من إمداد الغاز الطبيعي معناه الكارثة بأتم معنى الكلمة لأن أقرب إمداد للطاقة يبعد ألاف الكيلومترات بالتالي ترتفع فيه الأسعار إرتفاعا جنونيا هذا من جهة ،من جهة أخرى من أنواع العقوبات المسلطة على روسيا حظرها من نظام سويفت العالمي الذي سيكون بمثابة الإقصاء الاقتصادي لها وللعلم عملت روسيا بشراكة الصين الشعبية نظاما ماليا موازي قد يعوض انضمامها لسويفت نوعا ما
مع هذا كله يرى الخبراء أن روسيا لا تلوي على شيء بل ربما تكون قد راهنت مع الصنيين وخططت لهذا مسبقا وبالتالي تضييق الخناق على الوحش الأكبر وهو أمريكا من خلال تشتيتها سيما أن الصين تناوش من ساعة إلى أخرى تايوان المدعومة أمريكيا لضمها إليها وإختيار هذا الوقت يمكن أن يكون ذهبيا لغزوها.
والجيش الأمريكي يستحيل أن يناطح جيشين بقوة روسيا والصين الشعبية معا في نفس الوقت لهذا تكبر إحتمالية التنسيق الروسي الصيني على الحرب لإستنزاف القوى الأمريكية من خلال إزدياد جبهات القتال وتكاثرها وتشتتها من أوروبا إلى جنوب شرق آسيا .
كما تجدر الإشارة إلى أن التدفق الأكراني في الشرق على الإتحاد الأوروبي ستكون له تبعات وخيمة على القارة ولن يقف إلى هذا الحد لأنه من الممكن سقوط كييف وإستسلامها بسرعة قد يسيل لعاب بوتين وعينه على دول البلطيق ما من شأنه أن ينهك القارة بأكملها ويغير المنطقة من نواحي عدة إذ أخذنا بعين الاعتبار الحالمين بالإرث السوفيتي من شرق أوروبا التابعين يوما ما للإتحاد المستعدين للإنفصال في كل لحظة .
أمريكا قد تكون الخاسر الأكبر من هذا كله حيث ترى حلفاءها يتآكلون من قطبي الشرق روسيا والصين مع تركيع دول الناتو في أوروبا كفرنسا وألمانيا مع علمهما أن الولايات المتحدة لا تستنكف أبدا من التخلي عليهما وعلى أوروبا ..هذه الأخيرة ترى أن السبب في هذا كله أمريكا التي جرت الحرب للقارة بينما تمكث دائما بعيدة عن محل الصراع فبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية تعود الحرب مرة أخرى إلى أوروبا بشكل جديد بآليات مختلفة وأهداف جديدة وأطراف متغيرة
مصير العالم يقترن رأسا بالرئيس بوتين ما لم يرضخ الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة له فإنه لن يرجع القهقرة .
فالكل يحارب بخلفية وعقيدة فمن أسباب الصراع دائما العقيدة والعرق و الدين والإرث الفكري .
من تداعيات الحرب الروسية الأكرانية على المنطقة العربية سيكون كارثيا على جميع الأصعدة خاصة دول شمال إفريقيا فمثلا نقص الحبوب والمواد الأساسية التي تأتى من منطقة الصراع حيث تبلغ نسبتها الثلث للحاجيات كما سينعكس سلبا على المواطنين الذي ستفرض عليهم الدولة آليا الترفيع في الأسعار
الخليج العربي المؤكد أنه لن يسلم من شظايا الحرب أيضا علما أن المحروقات ستكون أكثر طلبا وإرتفاع جنوني في الأسعار غير أن دولة كأمريكا لن تجد إلا الملاذ الخليجي لتحلبه مقابل ما يسمى بالحماية .