الرمال البيضاء: كنز من الذهب الأبيض مستقبل مصر للجيل الحالي و الأجيال القادمة.
أصبحت الرمال البيضاء التي تمتلكها مصر في شمال و جنوب سيناء و الصحراء الغربية و الشرقية و العديد من المناطق الأخري ثروة قومية مهمة جدا، فهي المادة الخام لعنصر السيليكون الذي يعتبر عصب التطور التكنولوچي عالمياً، فهو العنصر الرئيسي لصناعة خلايا الطاقة الشمسية و الرقائق الإلكترونية التي تعد طفرة في التكنولوجيا في القرن الحادي و العشرين.
و يعد سر جودة الخام المصري من السيليكون الموجود في الرمال البيضاء هو نقاؤه، فالكوارتز أو رمال السيليكا هي صخور رملية بيضاء نقية تحتوي على نسبة عالية من مادة السيليكا(ثاني أكسيد السيليكون SiO2)، بالإضافة إلى كمية قليلة من الشوائب و المعادن الثقيلة، و كلما انخفضت نسبة تلك الشوائب و المعادن كلما ارتفعت قيمة خام السيليكون، لهذا فتصل نسبة تركيز خام السيليكا المصري إلى ٩٩.٧٩٪، بينما تقل نسبة أكسيد الحديد به عن ٠.٠١٪.
تقوم مصر بتصدير طن الخام من الرمال البيضاء بقيمة ٤٠ دولار، و يصل سعر بعض منتجاته إلى ١٠٠ ألف دولار، و الخام المُصدر من مصر تتم إعادة بيعه للمستهلك بأكثر من ١٥٠ دولار في الدول الرائدة فى صناعة التكنولوجيا كالصين و الولايات المتحدة و دول غرب أوروبا، التي تصنعه على شكل زجاج ليصل سعر الطن إلى ١٠٠٠ دولار، و يصل سعر الطن المستخدم في صناعة الخلايا الشمسية ١٠ آلاف دولار، و سعر الطن المستخدم في صناعة الرقائق و اللوحات الإلكترونية أكثر من ١٠٠ ألف دولار، حيث يساوي ذلك ٢٥٠٠ ضعف سعر تصديره كخام.
فلك أن تتخيل أن الدول التي تستورد خام السيليكون من مصر تعيد تصدير منتجاته إلي مصر مرة أخري بأضعاف سعر استيراده كخام.
هذا و يبلغ احتياطي مصر من الرمال البيضاء نحو ٢٠ مليار طن، موجودة في صحاري مصر الشرقية و الغربية و شمال و جنوب سيناء، و يمكنها إنتاج 2.8 مليون وات كهرباء لكل متر مربع وفقا لمعدل السطوع الشمسي بها، الأمر الذي يمكن أن يجعل مصر أحد أهم موردي الطاقة للعالم خلال القرن الحادي والعشرين.
و لقد قررت الحكومة المصرية حظر تصدير الرمال البيضاء كمادة خام خارج مصر، للحفاظ على هذا المورد غير المتجدد و الحفاظ علي احتياطي مصر منه، و اعتباره ثروة قومية، و سيتم بحث سبل تصنيعه داخل مصر، لتأمل بذلك أن تكون الرمال البيضاء هي الذهب الأبيض الجديد و الكنز المدفون في أرض مصر و المستقبل للجيل الحالي و الأجيال القادمة.