يدٌ على قياسي
جسدي الصغير ممدّدًا في زاويةٍ خرقاء
يغطِيه فستانٌ أسودٌ يعطي بريقَ منَ الزجاج
أزرارهُ مغمورةُ في البياض
وخدي الباهتُ يشعلُ شُهبً في الفضاء
فخدي الأسمر البرّاق
مثل رغيف في الصّيف
يمتصّه غراب بقرنين
ويعصره في زاوية السّرير
فينعصر دم أحمر دافئ
أنا الانَ، زهرةٌ تغرقُ في حقل
تمزقت الأقمشة و بقي منها نسيج
يلتَف على الرقبة، يشُد بِلا أثر
يعطي طابعاً موجعاً
يتساوى بالقدر مع الخِفة
لينبثق ضوءٌ خافت
يحرق ما تبقّى من الولع
ليجعل الأصوات خافتة
لا يُسمع فيها غير صدى
تركه الناس ورائهم، بدون حِساب
ستأتي الفصول واحدةً واحدة
كلٌ منها سيأخذ القليل من الدماء
تتلخبط في الهواء، تأخذها الآلهة
وترميها فجراً كالأرزاق
"كارما"
عند حلول الشّتاء التّالي
سيغسلني ذات السّرير
فأختلط في الدّماء
نصير لونًا واحدًا
شخصًا واحدًا لا فرق
يصير الموت يد على قياسي
ويد الشّيطان الّتي صيّروها
على قياسي
انه الهَوس
يخلق لنا جدارً أسود
يُخرج الكثيرَ من الوحوش
ضاربةُ الرأس، موصدة العيون
عابثةً بالجمال، بكُل أناملها
سأشعلُ شمعةً
أمُر بها على كُل شمعدان
وأطفأها بلساني
بعد كُل ليلة
انه الحبل الأخير
سيشدُ على الرقاب
ليصرخ الله غاضباً في وجوههم
“هذه الأرواحُ لي وليست لكم”
تلطيخها خطيئة
لم ولن يُغفر لها
أعرف أنني اخترت الحياة التي أعيشها من بين حيوات أخرى ،اذا وقع الخيار عليّ مرة أخرى لفضّلت هذه الحلقة المستمرّة للمرة الثانية بذات عدد المرّات التي أصبت فيها بتروما أو أكثر بقليل.
قد أختار أن أكون امرأة مارست الحب بعدد المرات التي قالوا لها أنها جميلة أو حتى لوحة لصبيّة رأت حبيبها مع صديقتها فوق سرير في حانة، وكما قال نيتشه "الأفعى التي تفشل في التخلي عن جلدها القديم ستموت، وكذلك العقول التي تُمنع من تغيير آرائها فهي لن تكون عقولاً بعد الآن ". مغرية فكرة التروما تجبرنا على التلذّذ بالمآساة، تجبرنا على انتظارها كإنتظار الحبيب فتترك فينا نشوة في كُل مرة، تجعلنا نحدق في الأجزاء من حولنا بعينين نصف مغلقة وكأننا نراها للمرّة الأولى.
عند هذه الفاصلة سنعرف ( الوجود والثبات او العبثية والعدم) ، العبث مع اللاوعي ليس بالأمر اللين فنحن على مواجهة مباشرة مع الآنا الأقوى (النسخة المسيطرة منا علينا)، لكن البداية هي بالإعتراف بأبشع الأشياء التي نفكر فيها وعدم الإنكار حتى لو كانت أشياء محذورة ومكروهه لدينا.
النجاة قرار.
