.. الفقر هو أوفى صديق لاهل الرضى و القناعة ..!؟

.. الفقر هو أوفى صديق لاهل الرضى و القناعة ..!؟

0 المراجعات

.. قال لصديقه  : ….  لبست عديد أثواب الصداقات .. 

.. فما وجدت صديقا اكثر اخلاصا و رفقة  و ثباتا على العهد من  " الفقر " ..!

.. حقا .. الفقر صديق حميم و مخلص جدا و لديه الكثير من الوفاء .. كيف لا وهو الذي يحمل صاحبه على الرضى  و القبول و القناعة و التسليم بقدر الله

 و ابتلاءاته ..!

.. الفقر يأتي صدوقا .. لا يكذب .. ولا يغش .. 

و لا ينافق .. صدوقا في مظهره ..في كلامه في نقاء سريرته .. في تعامله ..!

.. الفقر يصنع فيك الدافعية و العزيمة و الاقتصاد

 و التكيف و السعي الدؤوب .. و تجده من الحميمية أنه يبيت معك في سرير واحد .. و يغني لك معزوفة المطر على ألواح الصفيح .. وعلى قماش الخيمة ..!

.. يتكيف معك في البرد و في الحر .. يخصف لك نعلك .. و يرفو لك ثوبك ..  تنام ملء جفونك .. يحرس باب بيتك المفتوح من مداهمة اللصوص ..!

.. هو من يقوم في الصباح الباكر .. يعلف للدجاج والبط ..و يجمع البيض .. و يسقي احواض البصل و الفجل ..و النعناع .. و يطعم الطيور .. و يحلب الشاة .. و يخبز العجين في مواقد الحطب .. و يجلب الماء من البئر ..! و في العصر تجلس تحت عريش الدار مرتاح البال تحتسي الشاي .. وتضاحك زوجك و تقص عليها أحاديث الذكريات ..!

.. والأهم من ذلك أنه يوقظك لصلاة الفجر .. ويدفعك للوقوف بين يدي الله .. للتقرب إليه .. للتضرع اليه .. 

.. تضع بين يديه حاجتك .. تدفع إليه مطلبك ..

.. تسأله فيعطيك مسألتك..!

.. يقول : كم انا سعيد بهذا الصديق الوفي .. المخلص ..

.. هذا الذي  سيأخذ بيدي و يجعلني  في زمرة الداخلين إلى الجنة..! 

هو الفقر.. وكأنه يقول ما  عندكم ينفذ .. وما عند الله باق .. و هو خير وأبقى مما يجمعون .. !

….. والبشرى ..والجزاء الأوفى .. و العاقبة للمتقين ..!

.. اصحاب الايمان .. و الظن الحسن ..! 

.. طوبى لك ايها الصديق الوفي .. !

.. انا لست ممتعض منك .. و لا متذمر .. لا متطير .. 

.. ولا شاكٍ .. ولا باكٍ ..  و إن طال بك المقام أو قصر ..! 

انظر جيدا .. كيف أن الفقر يصنع فيك عزة النفس .. 

و الأنفة .. والكبرياء .. و الشموخ ..  و يسوق إليك نعمة القناعة ..  و يحصن فيك سؤال الناس إلحافا ..!

.. الفقر يعلمك السخاء في العطاء و التراحم .. و اقتسام لقمة الطعام مع الآخرين.. و عن طيب نفس ..!

و الشعور بوجع من كان ذو مسغبة.. و ذو متربة ..

و ذو مقربة …! 

فعلا .. القناعة كنز ثمين ..هي الاعتقاد الإيماني العميق .. 

بأن العاطي و المانع و الخافض و الرافع هو الله .. !

فإذا استمسكت بتلك العروة الوثقى .. نالك من السعد

 و الخير و راحة البدن والقلب الشيء الكثير …!

فالفقر ياصديقي .. ليس فقرا في الجيب .. الفقر هو فقر الأخلاق .. فقر العقل .. فقر السلوك الحسن .. 

فقر المودة .. فقر الرحمة .. فقر المحبة .. فقر القلوب الصافية التي لا تحمل هم الغد ... و رزق الغد ..!

.. انت حين تدقق جيدا في نفسك .. تجدها أغنى الناس .. 

.. غني في صحتك .. غني في ذريتك .. غني في إيمانك ..غني في بركة العطاء .. غني في توقير واحترام الناس لك... غني في علمك .. في ثقافتك .. في حضورك .. ..غني في صلاح اعمالك .. في كمال خلقتك .. !

…… وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ..!

.. فكن عبدا قنوعا .. شكورا .. حامدا …

.. و بالشكر تدوم النعم …!

.. وقليل من عبادي الشكور … !

يا صاح : من قال بأنك فقير .. انت من حيزت لك الدنيا ..

.. من كان آمنا في سربه .. معافا في بدنه .. عنده قوت يومه .. فكأنما حيزت له الدنيا ..!

.. الفقر هو ابتلاء .. هو اختبار .. هو تصويب مسار ..! 

.. هو من يدربك على الكسب الحلال .. و يقيك شر الكسب الحرام …!

كل ما يلزمك من هذه الدنيا الفانية : 

بيت يؤويك .. و زوجة ترضيك .. و رزق يكفيك ..!

..هل تريد عطاء أكثر من ذلك .. حتى تكون ملكا .. !

.. هذا هو الستر بعينه ..! هذا هو الغنى بعينه .. !

ياه .. فعلا هي نعمة الستر .. ما اجملها .. و كفى بها من نعمة..!

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

35

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة