شكرا لكل من حضر الى هنا او غاب دون قصد  ..!

شكرا لكل من حضر الى هنا او غاب دون قصد  ..!

0 المراجعات

 

 

قد نتفق.. او نختلف.. لا باس !؟ 

.. كيف لا و الحياة نفسها تبدل ثوبها من حين لاخر.. في فصول أربعة.. تاتيك بوجه جديد و لون  جديد و شكل جديد..! 

.. هنا  طقس خريفي.. فيه تخلع الاشجار اثوابها  الخضراء و تتساقط اوراقها  اليانعة من ارتجاف و  تعب.. و اصفرار فاقع  ملامح الوجه .. ثم تذروها  الرياح  بعيدا..! 

.. و هنا طقس شتوي.. تهاجر فيه الطيور في بيات شتوي بعيد الى وجهة غير معلومة المكان.. انه فصل الامطار الغزيرة و العواصف الهوجاء  و الثلوج البيضاء.. فصل يهز اعناق الشجر بخالص محبته ، و اشتياقه المحموم .. و لكنها  تروح بدون تردد، فتشرب من قطره الطهور ما شاء لها شبعا .. لمزيد نماء و انتشاء  و شكر عطاء .. و تعود  في  حلتها  الخضراء اكثر  بهاءا و اكثر  جمالا بعد حين ..!

.. و هنا طقس  ربيعي  و يعقبه طقس صيفي يتقاسمان معا الجمال.. طقوس تتفتح فيه  الزهور و يتضوع عطرها انتشاءا في الارواح المتعطشة للفرح..! و في اكمام الاشجار الباسقة تصدح العصافير  في اجمل اغنياتها.. شدوا و طربا للسامعين و كل الجالسين تحت ظلاها الرطيب..!! 

هي الحياة.. هي هكذا.. يحذوها التغيير و التبديل باعجاب و دون اعجاب..! 

الميلاد…. ؟! قد ياتي في يوم و ميقات محدد.. و حين يحملك قطار السنين بدءا من يوم ميلادك الى يوم َ رحيلك ، سوف يتغير الزمن كثيرا، و لم يعد يوم ميلادك هو.. هو..!! سوف يمر في محطات و ازمان و مناخات عديدة.. قد تكون قصدتها ام لم تقصدها.. رضيت بها ام لم ترضاها..! و لكن في نهاية السفر الطويل او القصير..!! سوف تنطلق صافرة القطار بدءا من المحطة الاولى .. لكن لا بد له من التوقف يوما ما عند محطة النهاية.. ستنزل و معك حقيبة ثقيلة تنوء يدك الضعيفة.. الَمعروقة  عن حملها.. كثيرة هي الاشياء المخبوءة  في الحقيبة.. لن يسعفك الوقت  كثيرا لنبش َما فيها و التعرف على ما باتت تحمله في احشائها.. كل شيء سياتي عليه الزمان سوف تتغير ملامحه.. و قد يصبح غريبا عنك ذات يوم..! 

. ..! حقا  ستشعر بانك اصبحت غريبا عن هذا الزمن الذي اصبح يلازمك منذ ان وصلت اليه عتيا  ..! و انك  لا بد راحل عنه  غدا  الى و جهة غير معلومة..!؟ 

.. سوف يحتفل بعيد ميلادك الابناء و الاحفاد.. و كل مريديك و محبيك.. .! سيتحفونك بَمزيد قبلات من مودة 

و احترام  و هم يقبلون يدا  باتت منك معروقة و يابسة.. من شقاء و تعب !! يدفعون اليك باثمن الهدايا و احر التحايا و الصور التذكارية .. ذاك  من خوف فراق قد  ياتي على حين غرة ودون  موعد مسبق ..!! 

تنظر الى قالب الحلوى الجميل _ باهظ الثَمن _  تعلوه شمعة يرتجف ضوئها في سماء غرفة َمعتمة.. صخب و فرح و تصفيق و امنيات و دعوات سلامة من كل المحبين  حولك..!  يهتفون بصوت واحد  :         

    " عيد ميلاد سعيد" سعييييييييييييد!!! 

.. يرتجف قلبك.. و تطرف عينك  و انت تنظر اليهم

.. و كانهم جاؤوك في حفلة وداع أخير مرتقب !! 

.. تتردد  كثيرا قبل ان تنفخ على لهب الشمعة الباكية بدمع صامت..  انت الاخر لا تستطيع ان تتمالك قطرات دمع تسيل من عينك الخابية في محجرها الناعس ..! 

.. و حين تقرأ اسمك المنقوش  على قالب الحلوى  الثمين..! تشعر بانك اصبحت في ذاك اليوم اكثر اقترابا من وداع الى الابدية.. هذا الاسم نفسه سوف ينقش على شاهد ضريحك الحجري ذات وعد .. هنا سيكون اكليل الورد بديلا عن قالب الحلوى في ذاك الاحتفال المنصرم. .!! و ستمطر العيون دمعا حزينا بدلا من دموع الفرح.! ستكون ذات يوم على موعد لم يخطئك في مذكرة حضور عاجلة …!! 

.. و حين يقرع جرس الساعة العتيقة.. المثب على حائط الزمن.. يعود  المحتفلون.. او المشيعون.. الى  ما وراء الحضور في غياب و فراق سريع الخطو ..!! ستظل وحيدا.. و لكن سيعتريك اََمل جديد ان تكون على قيد عمر اضافي .. قسمه الله لك في السنة القادمة..! 

.. و لكنك  ستظل حبيس الذكريات منذ و عيك الاول في الطفولة البيضاء.. الى حين انك انت الان في بلوغك الاخير من شيخوخة  حاضرة المكوث في اللابد منه .! 

.. ذات يوم سوف تتوقف عقارب الساعة و يهرم الوقت سريعا .. فيقرع رنينها عليك الباب بغير اذن منك .. ليصحبك  معه في رحلة النهاية..!!

.. ستحمل حقيبة عمرك الطويل  على اكتافك و بيدك بطاقة الصعود في سفر ابدي..!! ستصعد وحدك و سيرجع كل من احبوك او كرهوك او خاصموك.. يمارسون طقوسهم المعتادة..! 

ستبيت في ذاك المكان البعيد  هذه المرة وحدك.. دون رفيق او صديق او حبيب و معك كل ما  جمعته في حقيبة سفرك خلال سني عمرك الطويل  ..! 

فاحرص ان تكون ما تحمله من زاد في حقيبة سفرك يكفيك في الايام االمقبلة …! فيها كل ما جنيته طوال عَمرك… من رسائل المحبة و المودة و الذكر الجميل 

و العشرة الطيبة و العمل الصالح..!! 

.. فكن حريصا حين يتحرك بك القطار ان تجد كل المودعين يرفعون اكفهم لك بالتحايا  و الرحمات و الذكر الحسن…! 

و لكن لا تنسى ان تدفع اليهم بوردة  بيضاء من نافذة القطار حين  تسمع دوي انطلاقه .. 

شكرا لكل من جاءني في يوم ميلادي  او يوم رحيلي

 و كان  وجهه طلقا .. و في جعبته لي دعوة  رحمة او محبة او حرف جميل..! 

تنويه في غاية الاهمية :

.. شكرا لأمي التي باعت اساورها  ذات يوم كي ترى السعادة على وجهي و امسكتني قلم الكتابة و علمتني الحروف الهجائية .. و أفرطت في مناغاتها لي طفلا.. كي أنام قرير العين  ..!!

.. شكرا لها حين اوصلتني في يوم حضوري الأول الى المدرسة .. و قطعت بي شوطا طويلا على اقدامها .. 

.. و انتظرتني على باب المدرسة حتى قرع جرس الانصراف الأخير... !

.. شكرا لابي الذي عادني في المساء و اطعمني رغيف خبز معجون بعرق جبينه الناصع .. و مسح على راسي بكل حنان ..!!

.. معذرة لكل الناس الذين صادفتهم ذات يوم ولم ابتسم في وجوههم سهوا.. و بدون قصد..!! 🌷🌷

.. تسألني عن امنيتي المشتهاة ..!!

.. أن يعم السلام و الحب قلوب الناس ..  والا ارى فيهم شقيا او محروما .. و أن يحفظ لي ربي عائلتي السعيدة ..!

.. و ان اكمل ما تبقى لي من مسير حياة .. في طاعة الله ورضاه ..!

.

.. ايها الاحبة .. لا املك من دنياي تلك .. غير هذا القلب

المشرع لكم ..  فادخلوه بسلام آمنين .. 

.. تعالوا خذوا  حصتكم كاملة من الحب و المطر ..

و العصافير .. و قناني العطر ..!

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

35

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة