خذلني الجميع و لم تخذلني هي
لماذا أكتب ؟
لماذا كانت الكتابة هي خياري الأمثل، و بات قلمي رفيقي الذي سيظل بجانبي إلي آخر حياتي؟
لماذا خذلني الجميع و لم تخذلني هي؟
أود أن تعلم يا من تقرأ سطوري تلك، أنني و خلال لحظة كتابة تلك السطور، و بينما أنت تقرأها الأن، أنني لست في أفضل حال حرفياً علي الإطلاق، فأنا السيناريو الأسوأ من أسوأ سيناريو ممكن أن يتخيله عقلك.
و بات قلمي هو لسان حالي، فلم أجد أفضل من الكتابة ملجأ و ملاذ، و من رحم المُعاناة يولد الإلهام، فلا تقلق إن وجدت نفسك فجأة بلا مُلهم، فمُعاناتك ستكون هي مصدر إلهامك الوحيد حينما يخذلك من حولك و تخذلك الحياة كلها.
لا أكتب لأجل الكتابة، و لكني أردت أن أجد لنفسي دافعاً أحيا لأجله يوماً بعد يوم، فهي المتنفس الوحيد لي، و لابد أن يدوم فقلمك هو الوحيد الذي لن يخذلك أبداً.
بالكتابة أستطيع أن أعيش الممكن و اللاممكن، فالمستحيل سهل تحقيقه في الكتابة حيث يمكنني وصف واقع أتمنى أن يكون، و أن أحيا فيه للأبد.
قلمي أفضل من أشخاص كانوا جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية و لكن يوميات قلمي لم تخذلني مثلهم.
الكتابة هي حزني المدفون بداخلي، هي إنفعالاتي المكبوتة، هي ما أمر به من ضغوط نفسية، هي رحلتي الصعبة في تلك الحياة البائسة.
الكتابة هي صراخي حينما أفقد صوتي، و هي
و الوصية الأخيرة للكبرياء، و هي روح ممزقة و أشلاء أحلام متناثرة.
هي حياة في فترة اللا حياة، و هي كل ما بقى لي من الوجود المُعدم.
يا من تقرأ سطوري تلك، أود أن تعرف أنني روح أرهقتها الحياة كثيراً، فأرادت أن تبكي بالحروف.
الكتابة هي مولود لا أم له كما قال أحد الكُتاب، و لابد من وجود هدف مما نكتبه و كل حرف في غير مكانه سيشهد علينا و كل فكرة نقصد بها سوء سوف تكون نقطة سوداء في سجل من كتبها، فأكتب ما يفيد قدر ما تستطيع.
سأظل دائماً أكتب و سأعبر دائماً عما أشعر به، فطالما كانت هي ملاذي فلن أتركها أبداً ما حييت.