قارىء الجنة  .. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

قارىء الجنة .. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

0 المراجعات

 

هو فتى أرمنت وملاكها الطهور ..كان كأنجم الليل الصافى قرآنا مصفى ..ملأ بصوته الملائكى فضاء الكون ترتيلا عذبا لكتاب ربه .. فكانت تصغى إليه الطيور فى أكنتها.. والزهور فى تيجانها .. والنسائم المعبقة فى غدوها ورواحها .. والأنفس المؤمنة فى صفائها .

image about    قارىء الجنة  .. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

ذلك هو فتى أرمنت .. فضيلة شيخنا ومولانا .. عبد الباسط عبد الصمد ..الذى تربى , وترعرع فى مدينتنا أرمنت ..كانت أجراس الكنائس تدق فى ليلة أعياد رأس السنة احتفالا بميلاد المسيح .. وكانت مآذن المساجد السامقة تتأبط عنان السماء على موعد مع ميلاد نفحة ربانية .. ففى صبيحة أول يناير عام 1927 كانت هدية السماء للأمة الإسلامية فتى أرمنت عبد الباسط عبد الصمد الذى جعل الأمة الإسلامية تجثو على ركبتيها ..وتخر لربها ساجدة ,تصغى لكلماته وكأن على رؤوسها الطير .. أى صوت ذلك الذى هفهفت القلوب لسماعها .. وأى رقة , وعذوبة , وجمالا ذلك الصوت الذى ملأ الدنيا قرآنا مصفى , عذبا سلسبيلا.

ولد الصغير فى بيت القرآن دستوره , ونهجه , والنبى صلى الله عليه وسلم قدوته وقائده .. والإسلام عقيدته , نهل من القرآن فى الكتاب.. وسرعان ما وعى قلب الصغير كتاب ربه قبل أن يتم العاشرة , وكان والده من علماء الدين فأدرك أن ذلك الصغير هبة من السماء فأهتم به وأحاطه بعنايته ورعايته.. وكان الصغار من أقرانه يحلو لهم سماع صوته .. فكان يمتعهم كأعظم ما يكون .. وأدرك الجميع أن لهذالصغير شأنا عظيما , ومستقبلا..فقد كان صوتا غضا طريا , وطروبا .. فيه ما فيه من جمال .. وكأنه مزامير من السماء تشدو لحنا ممتعا .. تهفف إلى سماعه النفس .. ويخفق القلب من جلاله .

تعلم الفتى القراءات , وعلوم القرآن .. وصحبه شيخه محمد سليم حماده فى سهراته القرآنية فذاع صيته فى قرى ونجوع أرمنت ,

وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره تقاضى ثلاث جنيهات كأول أجر عن سهرة قرآنية أحياها بمفرده .. وما لبث أن انتقلت شهرته إلى مراكز محافظة قنا .. وبدأ الناس يدركون ما للفتى من شأو عظيم .. وتناقلوا أخباره , وسهراته القرآنية , وحفلاته .. وذهبوا لسماعه حيثما حل .

بدأت العائلات الكبرى تتسابق لتنال رضا الفتى ليحيى لها ليال القرآن فنال شهرة واسعة فى محافظات جنوب الصعيد.

وذات يوم من أيام عام 1951 كان الفتى مع موعد مع السما

ء .. فقد ذهب إلى القاهرة .. وتصادف ذلك مع ذكرى مولد السيدة زينب رضى الله عنها.. وكانت الإذاعة المصرية تبثه .. ويحيى الليلة الشيخ الشعشاعى .. وكان يومها الشيخ عبد الباسط جالسا مستعما .. وإذا بأحد ابناء الصعيد من أصدقاء الشيخ الشعشاعى ممن سمع صوته وأعجب به , رأه .. واستأذن أن يقدمه للشيخ الشعشاع .. فتهيب الشيخ عبد الباسط أن يقرأ فى حضرة العلماء .. ولكن الرجل أقنعه بأن يقرأ بضعة دقائق على سبيل البركة .. فوافق الشيخ .. وبعد أن ختم الشيخ الشعشاعى .. قدم الرجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ليقرأ بضعة آيات على سبيل البركة .. فقرأ الشيخ .. ففجر مفاجأة .. كان صوتا لم تألفه القاهرة ..فما ان ختم الشيخ عبد الباسط القراءة حتى صاحت الجماهير مطالبة بالمزيد .. وظل الشيخ يقرأ ثم يختم القراءة بعد فترة من الزمن .. والجماهير تطالب بالمزيد حتى وقت متأخر من الليل .. فكانت بركة أهل البيت سببا فى شهرته .. وتحدث الناس عنه فى كل مكان.

كان بين المستمعين فى تلك الليلة أحد أعضاء لجنة تقييم الأصوات واختبار القراء بالإذاعة .. وأقنعه بالتقدم للإذاعة المصرية ..فوافق الشيخ .وتم اعتماده على الفور لينطلق بصوته إلى أفاق جديدة.image about    قارىء الجنة  .. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

رحل من مدينة الساجدين أرمنت .. المدينة التى علمت الدنيا التوحيد .. إلى القاهرة حيث آل البيت وأولياء الله الصالحين ..

فأبى إلا أن يسكن بحى السيدة زينب رضى الله عنها .. وأنطلق منها ليحيى حفلاته القرآنية بمساجد القاهرة مثل مسجد سيدنا الحسين , والامام الشافعى..ومسجد السيدة زينب ..ومسجد الرفاعى , والسلطان ابو العلا .

وبدأ طريقه إلى الخارج فسافر إلى فرنسا لأحياء ليال رمضان بالمركز الاسلامى بباريس.. فعرف طريقه إلى أوربا.

بدأت شهرته فى العالم وعشق صوته الجميع , بسطاء العالم والعظماء .. رؤساء الدول وملوكها .. وقد عرض عليه ملك المغرب أن يقييم بالمغرب فى ضيافته ويكون بجواره , إلا انه أثر الإقامة فى وطنه مصر.image about    قارىء الجنة  .. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

وسافر إلى سوريا لأحياء ليال رمضان بالمسجد الاموى بدمشق بدعوة من الحكومة السورية.. ثم انطلق للكثير من الدول العربية والإسلامية وطاف بلاد العالم مثل اندنوسيا , والهند , وماليزيا , وجنوب افريقيا , وجزر المالديف. وباكستان , ومعظم أرجاء العالم, والسنغال ونيجيريا ,وامريكا وافتتح أول مدرسة لتعليم القرآن بها..وإلى الكثير من دول اوربا .. وكرمته الكثير من الدول , ومنحته أرفع الأوسمة تقديرا لدوره فى نشر الإسلام فى شتى ربوع العالم

وعندما ذهب إلى السعودية سجل بها المصحف المرتل الذى مازال يتداول بين الناس حتى يومنا هذا .

كان شيخنا حياته للقرآن .. ويحب الجلوس مع أهله حتى انتقل إلى جوار ربه .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

34

متابعين

13

متابعهم

9

مقالات مشابة