أسوأ النساء في التاريخ: ج١ - ريا و سكينة

أسوأ النساء في التاريخ: ج١ - ريا و سكينة

0 المراجعات

#أسوأ_النساء_في_التاريخ

-ريا وسكينة:- منتهي الوحشية والعنف

بدأت القضية في منتصف شهر يناير 1920م حيث تقدمت السيدة زينب حمدي ببلاغ إلي حكمدار الاسكندرية عن اختفاء ابنتها نظلة أبوالليل 25سنة..كان هذا هو البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحة النساء تدخل إلي الأماكن الرسمية

وفي 16مارس كان البلاغ الثاني حيث أبلغ محمود مرسي عن اختفاء أخته..والغريب والمدهش أن صاحب البلاغ وهو يروي قصة إختفاء أخته ذكر اسم ريا وسكينة لكن الشكوك لم تتجه إليهما حيث أكد مرسي أن أخته خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع سكينة وأختها ريا وذهبت معهما ولم تعد مرة أخري..وقبل أن تفيق أجهزة الأمن من دهشتها تلقت بلاغا آخر من فتاة عمرها 15عام عن اختفاء أمها ومرة أخري تحدد صاحبة البلاغ اسم سكينة بإعتبار آخر من تقابل مع أمها

ينفلت الأمر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الاسكندرية بفزع ورعب غير مسبوقين فالبلاغات لم تتوقف والجناة مجهولون والخوف يسيطر علي كل البيوت وحكاية عصابة خطف النساء فوق كل لسان

حتي جاء بلاغ من سيدة عن اختفاء ابنتها فردوس التي كانت تتزين بمصاغ ثمنه 60جنيه وزوج أساور ثمنه 25جنيه وحلق قشرة وقلب ذهي معلق بسلسلة وخاتمين..هذه المرة يستدعي اليوزباشي إبراهيم حمدي كل من له علاقة بقصة إختفاء فردوس وكانت المفاجئة أن يقفز اسم سكينة من جديد لتكون آخر من شوهدت مع فردوس ويتم استدعائها ولم تكن المرة الأولي التي تدخل فيها سكينة القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها

عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات وكان لابد من تدخل عدالة السماء لتنقذ الناس من دوامة الفزع لتقتص للضحايا وتكشف الجناة..وهنا تتوالي المفاجآت وتلعب الصدفة دورا في الكشف عن أكبر مذبحة للنساء في تاريخ الجريمة في مصر

بداية اكتشاف الجريمة كانت صباح 11ديسمبر1920حينما تلقي اليوزباشي إبراهيم حمدي إشارة تليفونية بالعثور علي جثة إمرأة بالطريق العام وتؤكد الاشارة وجود بقايا عظام وشعر  رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أجزاء الجثة منفصلة عن بعضها...ينتقل ضباط البوليس إلي الشارع ليؤكد زبال المنطقة أنه عثر علي الجثة تحت طشت غسيل قديم ولكنهم لم يستطيعوا التعرف علي الجثة إن كانت من الغائبات أم لا

وبعد ذلك تم تقديم بلاغ من رجل يدعي أحمد مرسي يقول أنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام أدمية فأكمل الحفر حتي عثر علي بقية الجثة التي دفعته للبلاغ عنها..وكشفت التحقيقات مفاجأة من العيار الثقيل حيث أكدت التحريات أن البيت الذي عثر فيه الرجل علي الجثة كان يستأجره رجل يدعي محمد السمني الذي كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن سكينة وهي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثة تحت البلاط

وأخذت تتوالي علي أجهزة الأمن ظهور الجثث المجهولة وفي التحقيقات استطاعت ريا وسكينة المراوغة وعدم الاعتراف وانكروا تورطهم في هذه الجرائم لكن الدنيا لم تكن يوما علي مزاج ريا أو علي كيف سكينة

ففي أحد الأيام لاحظ أحد المخبرين السريين انبعاث رائحة بخور كثيفة من غرفة ريا بشكل مريب مما اثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم أن صاحبتها ريا أخت سكينة وأكد المخبر أن ريا أصابها ارتباك شديد حينما سألها المخبر عن سر اشتعال هذه الكمية الهائلة من البخور في حجرتها..ولكنها أخبرته انها وجدت رائحة الغرفة لا تطاق فأشعلت البخور .. فأسرع المخبر إلي اليوزباشي إبراهيم حمدي ليبلغه بشكوكه في ريا وغرفتها .. علي الفور تنتقل قوة من الظباط إلي الغرفة ليجدوا أنفسهم أمام مفاجأة جديدة .. لقد شاهد أحد الضباط أثناء التفتيش صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم فوقها فأمر الضابط بنزع الصندرة فيكتشف الضابط أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة فأمر بنزع البلاط وكلما نزع المخبرين بلاطة تصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان حتي تم نزع أكبر كمية من البلاط فتظهر جثة امرأة فتصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما أمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة واصطحب ريا معه إلي القسم

وهنا اضطرت ريا أن تعترف بأنها لم تشترك في القتل ولكن رجلين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان بالنساء وربما ارتكبوا جرائم القتل في الحجرو أثناء غيابها..وحددت الرجلين بأنهما عرابي وأحمد الجدر وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقتها وتعرفت علي أحمد الجدر من خلال عرابي .. كما قالت ريا إن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن أحدهما يحبها

القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الإنهيار وأمرت النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات

بعد القبض علي جميع المتهمين ظهرت مفاجأة جديدة حيث أن التحريات أكدت أن ريا كانت تستأجر حجرة أخري في منطقة أخري فانتقلت القوة إلي العنوان الجديد وأمرت بإخلاء السكان من حجرتين كانت أحدهما لريا والأخري لسكينة.. وكان في حجرة سكينة صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفة ريا فنزعتها وحفرت تحت بلاطها فبدأت تظهر الجثث من جديد

وبذلك اتضحت الصورة تماما فهناك جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها ريا وسكينة وتم تشميع منزل ريا وسكينة وتم القبض علي جميع المتهمين حيث تم العثور علي مصوغات وكمبيالات في بيت المتهم عرابي ووجدوا أوراق وأحراز في بيت أحمد الجدر

وكانت الأدلة تتوالي ولكن سكينة استمرت في المراوغة وعدم الاعتراف..ولكن ريا اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا وقالت ريا في اعترافها انها امرأة ساذجة وأن الرجال كانوا يأتون إلي حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وأنها لم تحضر سوي عملية قتل واحدة

وانفردت النيابة بأكبر شاهدة اثبات في القضية بديعة بنت ريا التي طلبت الحصول علي الامان قبل الاعتراف كي لا تنتقم منها خالتها سكينة وزوجها .. وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلي بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا انها حاولت أن تخفف من دور أمها ريا ولو علي حساب خالتها سكينة .. بينما سكينة عندما اضطرت للاعتراف حاولت أن تخفف من دور زوجها وأعلنت أمام النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها

وتتوالي اعترافات المتهمين
عبدالعال الشاب الذي بدأ حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها حيث طلب منه أهله أن يتزوج أرملة أخيه فلم يعترض ولم يدر أنه سيتزوج أكبر سفاحة نساء في تاريخ الجريمة
وحسب الله الشاب الذي ارتمي في أحضان سكينة أربع سنوات بعيدا عن أمه التي حضرت فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف أنه تزوج من سكينة وتلتقي بها فتبكي الام وتطلب من ابنها ان يطلق هذه السيدة فورا لكن حسب الله يرفض  ويجرفه تيار الحب إلي سكينة ثم تجرفه سكينة إلي حبل المشنقة

وبذلك وضعت النيابة يدها علي كافة التفاصيل ليتقدم جميع المتهمين إلي المحاكمة امام المحكمة وهناك حكمت المحكمة بتنفيذ حكم الاعدام علي جميع المتهمين .. ونفذ حكم الاعدام داخل الاسكندرية في 21و22ديسمبر 1921م.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

309

متابعين

635

متابعهم

119

مقالات مشابة