ما هي صفات المعلم الروحي
المعلم الروحي!
تعليم الغير من اشق المهن وأصعبها ولن يقوم بهذا الدور الصعب والخطير الا من نجح بتعليم نفسه أولا.
ولا يجوز للمرء أن يعلن نفسه معلما روحيا أو رجل دين إلا إذا فرغ من تعليم نفسه ونجح وعندها يبدأ بتعلم الآخرين.
فمعلم النفس ومؤدبها أحق بالاحترام من معلم الناس ومؤدبهم.
دور المعلم الروحي دور صعب جدا جدا لأنه يمثل الضمير والمثال والوجدان عند كل إنسان فكما أن الضمير الانساني والانضباط الداخلي مهم جدا في سلوك وتصرف الإنسان كذلك المعلم الروحي هو الصورة الخارجية لهذا الضمير ومهم جدا في توجيه هذا السلوك. فإذا لم يكن مثالا ( بامتلاكه صفات فطرية تؤهله ان يكون معلما) لن يكون بإمكانه أن يعظ الناس ولا أن يرشدهم الى ما فيه صلاحهم ولن يكون قدوة حسنة ولن يستمع احد الى قوله كما ان موعظته لن تترك فيهم اي أثر.
فإذا علم نفسه وهذبها وحقق الصفات المثلى في نفسه يكون كما لو أنه تلقى اوراق اعتماد وتفويض لمباشرة مهمته في تعليم الناس ووعظهم وهدايتهم وسيعطى حينئذ القوة المعنوية الضرورية كي يقوم بهذا الدور.
كثير من هؤلاء اليوم قد يكونون مؤهلين علميا وأكاديميا لكنهم غير مؤهلين عمليا وسلوكيا وليس لديهم الرغبة الجامحة في الغوص في أعماق النفس الإنسانية المثلى ولا الجلد الطويل على تطبيق جميع أحكام الدين حتى أنهم لا يمارسون الطقوس الدينية بصورة مستمرة ومنتظمة و ينقصهم الجرأة في مواجهة الحقيقة والنظر الى الامور بتجرد. ويريدون بقليل من العلم والجهد ان يرشدوا الاخرين ويلقوا عليهم المواعظ ظنا منهم ولقصور فهمهم أن رسالتهم تصل بكمالها الى متبعيهم غير مدركين النتائج الكارثية التي ستحل بالناس من جراء سلوكهم المشوه .
فاذا ما انتدب من يدعي العلم والأستذة نفسه لإرشاد الاخرين وسلوكه بعيد عن علمه فإن آلامه وآلام متبعيه تتفاقم وتصبح لا حد لها وتحتاج بوصلته إلى ضبط ومعايرة لتصحيح الإنحرافات التي أصابتها.
الناس في ذلك قسمين، فمن يقع منهم بين يدي معلم عديم الكفاءة لا يمكنه ابدا ان يصل لذاته ولا أن يتحرر روحيا ويكون هذا المعلم قد أضله.
اما الذي يساعده الحظ في الاهتداء إلى معلم او مرشد روحي يوافق فعله قوله و عمله علمه فانه سيصل حتما إلى معرفة نفسه وسيتحرر روحيا وستتحرر منه طاقة إيجابية تكون مصدر إلهام للآخرين في تحرير أنفسهم من قيود الطاقات السلبية التي أوجدتها التناقضات بين القول والفعل.
وعند هذا التحرر للناس فقط يكون المعلم والأستاذ قد أنجز مهمته على أكمل وجه وحقق الهدف من دوره الذي لعبه بجدارة ويستحق أن يكون بوصلة مثالية وممثلا خارجيا للضمير الإنساني ومرشدا روحيا حقيقيا.
