العادات والتقاليد ليست من الدين

العادات والتقاليد ليست من الدين

1 reviews

العادات لست من الدين؟
العادة هي سلوك معين يقوم به الناس ويكرروه لعدة مرات حتى ينتقل إلى منطقة اللاوعي في العقل يتكرر بعدها بشكل تلقائي وعفوي واعتيادي فتصبح من العادات والتقاليد يزاولها الناس لتلبية متطلباتهم الاجتماعية المختلفة وهي ذات منشأ بشري بحت.
منها عادات إيجابية يقوّي بها الروابط الاجتماعية ويحيي بها المناسبات والأعياد. 
ومنها عادات سلبية منشأها الأوهام الناتجة عن الجهل تعود ضررا فيما بعد مثل الاعتقاد بخرافات العرافين والمنجمين ووأد البنات وظلم واحتقار المرأة.
 الإنسان لا يجرؤ على تغيير تقاليد المجتمع التي هي موروث اجتماعي وأصبحت من التكوين العقلي و النفسي للأفراد فيعجز الإنسان في التّخلي عنها لعدم تمييزه بين العادة والدين ولخوفه من العواقب التي تترتب على تركها. 
التقليد الأعمى للتقاليد يضر أكثر مما ينفع فقد تنشأ عادة بشرية تفرضها الجغرافيا أو الطقس أو طبيعة مزاج الناس في ذلك الزمن تخدم السلف فيقلدها الخلف تقليدا أعمى لثقته الكبيرة بسلفه ونقص ثقته بنفسه ولجهله بأسباب منشأها وبضررها في زمنه مثل نوع واسلوب اللباس والثأر والعصبية واحتقار النساء وحرمانهن ميراثهن… وإلخ
هذا التقليد الأعمى يصبح من أعظم موانع التطور فتبقى العادات متداولة حتى يأتي من ينبش فيها ويعرضها على العقل والمنطق ويتمرد عليها ويغيرها ويبدلها، وربما يطورها أو يلغيها.
هؤلاء المتمردون على العادات والتقاليد هم رواد التغيير وأربابه وقادة البشرية في خلع العادات القديمة والانتقال إلى مستقبل ذي عادات أقل ثقلا على الناس تناسب عصرهم.  المراهقون في كل مجتمع هم الذين يحملون لواء هذا التغيير ويتمردون على عادات أسلافهم.
أما الدين فهو عقيدة واعتقاد وطقوس وشعائر وفرائض وقيم أخلاقية وتعاليم مقدسة جاء بها الرسل والأنبياء المعصومون في كل الأزمان وهي ذات منشأ رباني قدسي.
من الخطأ الجسيم الاعتقاد أن العادات والتقاليد هي من الدين المشتمل على القيم الأخلاقية. القيم الأخلاقية  ثابتة عند كل الشعوب وفي كل الأزمان مثل الإحسان والصدق والعدل والأمانة وإغاثة الملهوف والوفاء والإيثار والصبر وغيرها شرعتها واقرتها كل الأديان.
بينما العادات والتقاليد متغيرة وخاصة بزمن دون آخر وبقوم دون آخر وهي تصرفات اعتاد عليها الناس وألفوها كطقوس الخطوبة والزواج والوفاة والاحتفال بالأعياد وعادات الضيافة التي تختلف من بيئة إلى أخرى ومن مجتمع لآخر وغيرها الكثير.
فما كان مشتركا بين جميع البشر أسموه قيمة أخلاقية حافظ عليه كبار السن في كل مجتمع والتزم به الصغار، وما اختلف بينهم أسموه عادة حافظ عليه الكبار وقام بتغييره الصغار. ولعلها حكمة ربانية تخبرنا أن الكبار يتمتعون بالحكمة والثبات لقربهم من عالم الثبات في الآخرة أما الصغار فمن طبعهم التغيير وعلى كاهلهم يقع التطور لكونهم في بداية عالم الكون والإمكان.
فالقيمة الأخلاقية ترفع من قدر من يمارسها وتحط من قدر من يتركها على عكس العادة التي لا تنفع ممارسها ولا تضر تاركها.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

5

followers

15

followings

1

similar articles