كيف نتصرف مع لحظات ضعفنا و انكساراتنا المتكررة
انه لمرهق للنفس ان تكتم ما بداخلك, ان تحاول الادعاء بانك بخير و ان كل شيء على مايرام في حين ان كل خلية فيك تود ان تسرخ باعلى صوت (كفى كفى) ظلمة تكتسح صدرك و افكار معضمها تخبرك بانه لا جدوى من حياتك و ان وجودك وعدمه سواء معضمنا مر بلحظات كهذه لحظات يكون فيها اضعف من الضعف, لحظات يحتاج فيها فقط لمن يسمعه ويسمع كل انينه ,لكن الشيء الذي نحصل عليه كلنا بعدما نستفيق من تلك الحالة هو شعورنا بالندم و الخجل لما بحنا به لذلك الشخص بل وننسى ماقلناه و كاننا كنا في لحظة سكر او فقدان للوعي, لحظة قد تجردنا فيها من كل ما يسمى خصوصية و اصبحنا عبارة عن كتاب مفتوح.
سبحان الذي خلق الدموع فجعل ثقل الكلمات يخرج على شكل قطرات من السوائل المالحة التي تخفف عنا ثقل كل تلك المشاعر المتكدسة بداخلنا وكل تلك الافكار التي قد تؤدي الى ابادة امة اذا ما صرح بها, فل تبك يا عزيزي ابك كما تشاء لكن اختر وقتا مناسبا لذلك, افضل وقت للبكاء او بالاحرى التنفيس عن نفسك هو اثناء صلاتك نعم على سجادتك ساجدا بين يدي خالقك سبحانه.
تعرضت لمجموعة من خيبات الامل و التي افقدتني الثقة بنفسي سقطت مرات عدة و مازلت هه لكنني في كل مرة اكتشف فيها بانه ان كان يتوجب علي البوح بحزني و المي لاحدهم فحتما سالجا لمن خلقني لكونه ادرى بي و بالغاية من خلقي و تواجدي.
حينما احس بثقل الحياة و كثرة الهموم اسجد له و ابكي و اناجيه و اشتكي اشعر بانه قريب قرييب و كانني ابكي تحت قدميه فيمسح على راسي بيديه و يقول و عزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين, كانني اسمع صوته الممزوج بالحنان و الرافة و الغضب و الشدة في نفس الوقت ,اشعر و كانني تلك الطفله الصغيرة التي تفرلحضن امها باكيه فتشكو لها من احدهم اذاها .
كلما فررت الى الله تذكرت الحديث القدسي الذي سمعته على لسان الشيخ الشعراوي رحمه الله’’يا ابن ادم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا و سلطاني لا ينفذ ابدا,يا ابن ادم لا تخشى من ضيق الرزق و خزائني ملانة وخزائني لا تنفذ ابدا,يا ابن ادم خلقتك للعبادة فلا تلعب و ضمنت لك رزقك فلا تتعب,فبعزتي وجلالي اذا رضيت بما قسمته لك ارحت قلبك و بدنك وكنت عندي محمودا,وان انت لم ترضى بما قسمته لك,فوعزتي وجلالي لاسلطن عليك الدنيا ,تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها الا ما قسمته لك,ياابن ادم خلقت السماوات و الارض ولم اعيى بخلقهن ,ايعييني رغيف خبز اسوقه لك,يا ابن ادم لا تسالني رزق غد كما لم اطلب منك عمل غد.
هذا الحديث الجا اليه كلما ضاقت بي الدنيا و كلما اغلقت الابواب في وجهي ,اجد فيه راحة نفسية لا توصف بل و يعطيني جرعة امل جديدة,يجنبني وسوسة الشيطان التي تخبرني في كل محاولة اخفق فيها مثلا كمحاولتي في كل مرة لاجتياز مباراة التعليم,في كل مرة اعمل بجد و انجح في الشق الكتابي و لا اتوفق في الشفوي ابكي بحرقة شديدة فتوسوس لي نفسي هل الله خلقنا ليعذبنا ,لقد حرمت نفسي من امور عدة لكي اركز على هذه المباراة,امتنعت عن الخروج وعن زيارة الاهل و الاصدقاء فقط لكي انجح و ارى نظرت الفخر في عيني والدي و في النهاية ارسب و تنجح بنت الجيران التي تخرج و تتسكع و تمرح و التي لم اراها ابدا تحمل كتابا او تعير اهتماما.
حينما اشعر بانني سادخل في نوبة من اللوم و الاحباط و الاسئلة اتذكر ان الله قد قسم الارزاق بين الناس ,و انه ماخلقني ليعذبني بل ليطهرني و يقربني منه و حقيقة كلما ابتلاني اقترب منه وهذا من فضله سبحانه,اعلم انني لن اموت قبل ان استوفي رزقي باكمله و اعلم انه مع العسر يسرا ,لذلك اوصي كل شخص بالفرار الى الله اثناء ضعفه لانه الوحيد القادر على اخلراجنا من حلق الضيق الى اوسع الطريق.
اللهم لك الحمد انك ربي وانا امتك,اللهم اغفر لنا و ارحمنا ,نشهدك اننا قد رضينا بقدرك فارزقنا على قدرك.