علم الحركة  والتعلم الحركي والعلاقه بين النضج والتعلم

علم الحركة  والتعلم الحركي والعلاقه بين النضج والتعلم

0 reviews

 

  الحركة مهمه لكل كائن حي  لا يمكن الاستغناء عنها ، فالحياة بكل مظاهرها المختلفة ليست سوى صور للحركة ، وكل ما يحدث من ظواهر في العالم تُعد في الواقع نتيجة مباشرة للحركة (الإنسان – النجوم – الكواكب – الحيوان....الخ) وخلال أوساط بيئيه مختلفة (الهواء – الماء – اليابسة).

        إن المعرفة النظرية لعلم الحركة هي الخطوة الأولى والركن الأساسي للإيضاح ، ولكن هذا في حد ذاته لا يكفي ، فالمعلم أو المدرب أو المختص في المجال الرياضي عليه أن يتعلم الحركة و أن يعرف القوانين والعوامل التي تحكم أداء هذه الحركات حتى يتمكن من تعليمها بكفاءة عاليه وإتقان .   

        يهتم علم الحركة بالحركات كافه سواء كانت الهادفة منها والعشوائية وهو بذلك يسلط الضوء على (جميع الحركات التي تستعمل كوسيلة للتربية والتعليم للإنسان والمحافظة على صحته ورفع قابليته الحركية وإنعاشه) ، وعلم الحركة هو الدراسة المتكاملة لحركة الإنسان في جميع أشكالها ومجالاتها ، أي دراسة السلوك الحركي للإنسان ، وهناك تعاريف خاصة بعلم الحركة منها:    

- هو ذلك العلم الذي يبحث في الشكل الخارجي لسير الحركة .

- هو ميدان دراسة القوانين والمبادئ المتعلقة بحركات الإنسان بهدف الوصول إلى الكفاية الحركية .

- هو العلم الذي يقوم بدراسة الأداء الحركي للإنسان بفرض الوصول بالأداء إلى اعلى مستوى تسمح به إمكانات وطاقات البشر .

- هو العلم الذي يبحث في شكل وأداء وانتقال وتعلم وتطور حركات الإنسان المختلفة منذ الولادة حتى سن الشيخوخة .

الخصائص الاساسية للتعلم الحركي

1ـ ان للتعلم الحركي مجموعة من العمليات الادراكية ـ المعرفية ـ الحركية المركبة التي تؤدي الى اكتساب القدرة على الاستجابة بصورة مناسبة وصحيحة.

2ـ التعلم الحركي يحدث كنتيجة مباشرة للممارسة والخبرة:

        ينتج عن عمليات التعلم كأي عمليات اخرى ـ نتائج معينة، هذه النتائج هي الزيادة في قابلية الاستجابة بمهارة في مواقف متغيرة، والهدف من ممارسة والتكرار هو زيادة قوة التثبيت هذه العمليات الداخلية مما يزيد من قابلية اداء المهارة بصورة أفضل في المحاولات التالية.

3ـ التعلم الحركي لا يلاحظ بصورة مباشرة:

     ان التعلم الحركي عبارة عن العمليات الداخلية المسببة للمتغيرات في اداء الفرد وهذه العمليات هي ظاهرة معقدة لدرجة كبيرة وتحدث في النظام العصي المركزي، ومن الصعوبة مشاهدتها مباشرة وانما على الفرد ان يستدل على حدوثها من مراقبة التغيرات في السلوك الحركي.

4ـ التعلم الحركي الثابت نسبيا:

         عند تعلم الانسان لحركة ما او مهارة رياضية فان هذا يعني ان هناك تغير ما يحدث داخله، وهذا التغير لا يمكن الغاؤه بسهولة، وكلما زادت مدة الاحتفاظ بما تم تعلمه، الا انه عند الانقطاع عن الممارسة لفترة طويلة تصل لعدة سنوات لمهارة تم تعلمها جيدا، فان عند معاودة الممارسة بعد فترة الانقطاع نلاحظ انخفاض مستوى الاداء في المحاولات الاولى الا انه سرعان ما يأخذ في الارتفاع بعد عدد قليل من المحاولات.

 

العوامل التي تؤثر على الحركة:

1- العوامل الفسيولوجية : 

        إن سلامة الأجهزة الوظيفية كالجهاز الدوري التنفسي والجهاز العصبي والعضلي والعظمي تؤثر بدرجة كبيرة على مستوى أداء الحركات الأساسية والرياضية .

2- العوامل النفسية : 

        تلعب الحالة النفسية دوراً مهم في دقة أداء الحركات وخاصة الحركات الرياضية لان معظم الظواهر النفسية التي يتعرض لها الرياضي  تؤثر على الحركة. لذا أصبح الإعداد النفسي جزءاً أساسياً ومكملاً للإعداد البدني والمهاري وخاصة في المستويات العليا من خلال تنمية روح المنافسة والسيطرة على حالات القلق والخوف.

3- العوامل البيئية والاجتماعية:

        تتأثر الحركات البيئية التي يعيشها الفرد ، فهناك العديد من الحركات لا يمكن أدائها في البيئة الحارة بينما هناك حركات لا يمكن أدائها إلا في البيئة الباردة ، كما يلعب العامل الاجتماعي دوراً فاعلاً في حركة المتعلم ، من خلال طبيعة العلاقة بين المتعلم وأفراد أسرته وعلاقته مع زملائه ....الخ.

4- العوامل الوراثية :

        الوراثة هي مجموعه الصفات التي تحدد الموروثات التي تحمل (23) زوج من الكروسومات التي تحمل الصفات الوراثية ،  فنجد بعض الأفراد يرثون الأمراض في حين يرث الآخرون الصفات البدنية والجسمية التي تكسب الإنسان سماته الشخصية التي لا يمكن للعوامل البيئية تغييرها.

مصطلحات في التعلم الحركي :

الأداء الحركي Performance : هو الشكل الظاهري لعملية التعلم يتأثر بالشخصية والعوامل الموقفية . فالتعلم عملية داخلية أما الأداء هو نتيجة لعملية التعلم.

الكنسيولوجي Kinesiology : دراسة الحركة من الناحية الفسيولوجية.

السلوك البشري Human Behavior  : وهو وسيلة تفاعل الفرد مع البيئة ، فهو العلاقة الديناميكية المستمرة بين الفرد والبيئة المحيطة به.

السلوك الحركي Motor Behavior  : وهو علم يهتم بدراسة مبادئ الحركة البشرية ويتضمن ثلاثة مجالات (التحكم الحركي والتعلم الحركي والتطور الحركي ).

النمو البدني Physical Growth : هي التغيرات التي تطرأ على أي جانب من جوانب الإنسان (الجانب التكويني والجانب الوظيفي) والنمو الحركي هي التغيرات في السلوك الحركي خلال حياة الإنسان والعمليات المسئولة عن هذه التغيرات.

النضجMaturity : هو التغيرات البيولوجية الداخلية لدى الكائن الحي مثل نضج الحبال الصوتية حتى يتعلم الطفل الكلام ونضج العضلات الدقيقة بالأصابع حتى يتعلم الطفل الكتابة والنضج عملية مستمرة طول حياة الفرد ومنتظمة تسير في مراحل متعددة تؤثر المرحلة السابقة على اللاحقة.

التحكم الحركي Motor Control  : ويهتم بدراسة إلية تنظيم عمل الجهاز العصبي المركزي ، بمعنى دراسة البناء الوظيفي (الفسيولوجي) لإنتاج الحركة وتوافقاتها المختلفة ، فهو يسعى إلى تفسير قدرة الفرد على تحريك ذراعه للمكان الصحيح وفي التوقيت المناسب لتنفيذ الحركة.

التطور الحركي  Motor Development: انه التغير في السلوك الحركي خلال مراحل الحياة والناتج عن العوامل البيولوجية والظروف البيئية ومتطلبات الواجب الحركي .

 

العلاقة بين النضج التعلم:

     يقصد بالنضج التغيرات الفيزيولوجية الداخلية في الكائن الحي او الفرد ترجع الى تكوينه الفسيولوجي والعضوي وخاصة الجهاز العصبي . فالمتغيرات التي ترجع الى النضج اذن سابقه على الخبرة والتعلم .

   ويشير ماك جوش (ارثر جيتس 1963) هذا الصدد ان النضج يتضمن أي تغيير في شروط التعلم تبعا للسن . ويعتمد هذا التغير في أساسه على عوامل النمو العضوي . فالنضج يقصد به درجة نمو معينه من بعض الأجهزة الداخلية في الكائن الحي . 

   وتوضح التجارب التي أجريت على العلاقة بين النضج والتعلم ما يلي :

  1. ان تعلم خاصية معينة يكون اكثر سهولة اذا كان الفرد قد وصل الى مستوى النضج المناسب بالنسبة لهذه الخاصية.
  2. ان التدريب اللازم للتعلم يقل كلما كان الكائن الحي أكثر نضجاً.
  3. ان التدريب قبل الوصول الى المستوى المناسب من النضج لا يؤدي الى أي تحسن في التعلم، فتدرب الطفل على المشي مثلا قبل ان تنضج عضلات رجليه لا يحقق نتيجة.
  4. ان التدريب قبل الوصول الى مستوى النضج المناسب قد يعوق التعلم في المستقبل.

 

الذكاء المتعدد وصعوبات التعلم:

     تشير معظم تعاريف صعوبات التعلم الى ان ذوي صعوبات التعلم يكونون ذوي ذكاء متوسط او يزيد بل انه كثير ما يلاحظ على بعضهم مواهب فذه يتم التجاوز عنها او عدم عناية المناهج المدرسية بها. وقد تفسر نظرية جاردنير(gardner 1993) عن الذكاء المتعدد هذا الوضع ، اذ ترى ان الافراد يمتلكون بشكل متفاوت ثمانية أنماط من الذكاء على الأقل هي ( الذكاء اللفظي /اللغوي، والذكاء المنطقي/الرياضي ، والذكاء البصري /المكاني ، والذكاء الموسيقي/الايقاعي ، والذكاء الجسمي/الحركي ، والذكاء الاجتماعي، وذكاء تعرف الذات ، وذكاء التعلق بالطبيعة ) وتعتمد درجة تطور كل نمط على متغيرات كثيرة . غير ان النجاح في المدرسة يعتمد الى حد بعيد على الذكاء اللفظي وهو الذكاء الذي يلقى ذوو صعوبات التعلم عناءاً فيه بينما قد يكونون ذوي قدرات ذكائية عالية في نمط اخر او أكثر كالذكاء الموسيقي او الرياضي او الفني او الرياضيات ويصلون مراحل متقدمة في سلم الابتكار والابداع (اHearne &stone1995) حتى لينظر إليهم وهم يؤدون العمل في هذه المجالات بأنهم من المتفوقين والموهوبين لما يلاحظ عليهم من تلقائيه وميل الى الاستقصاء والتصور والحيوية والحماسة. وكثيرا ما يجد من هم على هذه الشاكلة، مثلهم في ذلك مثل المتفوقين، ان البيئات الصفية بيئات غير مثيرة او يجدون صعوبة في الانتباه الى التعليم الصفي الذي لا يتناغم واهتماماتهم ومواهبهم، فاذا لم تلب حاجاتهم الى التعلم فقد يظهر عليهم حالات من العصبية وعدم الانتباه وربما العدوانية (Lerner etal 1995) او حتى التسرب من المدرسة. ولهذا فان من يتصدى للتقييم ذوي صعوبات التعلم يجب الا يغيب عن ناظريه نظرية جاردنر في الذكاء التي أصبحت تحتل مكانه مؤثرة في التوجيه التربوي بتأكيدها دور القدرات الفريدة التي يتميز بها الفرد عن الاخر،  فالناس وفق هذه النظرية لا يقفون على درجات متفاوتة في سلم يدعى الذكاء العام وانما هم أناس يملكون انماطا فريدة من نقاط القوة والضعف في القدرات المختلفة مما يرتب على المدرسة الا تتخلى عن مثل هؤلاء الطلبة لعدم قدرتهم على التعلم بالأساليب اللفظية المعتادة وتتركهم نهباً للفشل او الإحباط او الاكتاب وبالتالي التسرب من المدرسة في عمر مبكر وانما تعد لهم لدواعي فردية واجتماعية وإنسانية ، موضوعات دراسية تلائم المبيان النفسي لكل منهم وتنمي قواهم الإبداعية ومميزاتهم الذكائيه. التي تقع خارج نطاق المفهوم الضيق للمعرفة والقدرة الذي يحصرها في دائرة القدرات اللفظية المحضة ، وبخاصة ان البحث يؤكد ان الذكاء اكبر من ان يحصر في المجالات المعرفية الضيقة التي تقاس باختبارات الذكاء التقليدية اذ ان تلك المجالات لا تسهم بأكثر من 20% من العوامل التي تقرر النجاح في الحياة (Gardner,1995)  

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

22

متابعين

550

متابعهم

17

مقالات مشابة