الاداء المهني في العملية التعليمية

الأداء المهني :
1-ماهية الأداء المهني:
لقد حظي القرن الحادي والعشرون باهتمام واسع من قبل جميع الفئات وخاصة التربويين، إذ يتميز هذا العصر الذي نحياه بالتسارع المعرفي، والتطور التكنولوجي في شتى المجالات وهو الشئ الذي دفع الكثير من الدول لمراجعة برامجها التربوية، ومحاولة النهوض بها، واعتبارها استثماراً استرايجياً، حيث ظهرت حركة قوية تدعو إلى إعداد المعلم وتدريبه على أساس الكفايات، وخاصة معلم الصفوف الأولي وذلك نظراً للمسؤوليات والأعباء التى تقع على عاتقه، فلابد من إعداده الإعداد المناسب، وإكسابه المعرفة المهنية، والكفايات اللازمة للقيام بالدور الباني الذي يؤمل منه تحقيقه، وتهيئة البيئة التعليمية التعلمية التى يتفاعل معها التلاميذ لاستثمار إمكاناتهم وطاقاتهم الكامنة إلي أقصي ما تستطيعه قدراتهم. 
والأداء المهني للمعلم شأنها شأن أي مهنة دقيقة، لا يمكن الوصول إلى هذه الأداءات إلا عبر إعداد متكامل ومتناسق ومتجانس ومتوافق من خلال استيعاب محتويات المواد العلمية والثقافية والمهنية والاهتمام بالجوانب المختلفة للمادة العلمية ومهارات التدريس والدافعية الشخصية والقدرات المختلفة في استخدام استراتيجيات وأساليب حديثة في عرض المادة العلمية والقدرة على التعامل مع التلاميذ قليلهم وكثيرهم.
ولقد تناولت العديد من العلماء والباحثين مفهوم الأداء المهني  بالتوضيح، حيث يشير كل من "هول وجونزJenes- Hall" (1976م) إلى أنه مصطلح مركب يشمل على المهارات والسلوك والمعارف التى تحسن نواتج العملية التعليمية.
أما "بوشر Bucher" (1987م) فيرى أن الأداء المهني  يعد بمثابة محك يمثل الأداء الأمثل في المواقف المختلفة يمكن استخدامه في تقويم أداء المعلم من خلال مثارنة مستواها الفعلي بالمحك والذي يمثل ما يجب أن يكون.
ويرى "مكواوش وفيدلر Mcuiloch, M & Fidler, B" (1998م) بأنه القدرة على عمل شئ ما بمستوي من الأداء يتسم بالكفاءة والفاعلية.
ومن خلال الإطلاع على الأدبيات والدراسات التى اهتمت بالكفايات لوحظ اختلاف آراء المفكرين والباحثين التربويين الأداء المهني، ولعل حداثة هذا المفهوم نسبياً سبب في اختلاف آرائهم ومرئياتهم حول مفهومه نذكر منها ما يلي: 
المعني الإصطلاحي كما يذكرها "رشدي طعيمة" (1999م) هي: تعني مختلف أشكال الأداء التى تمثل الحد الأدني الذي يلزم لتحقيق هدف ما... وبعبارة أخرى وبتفصيل أكثر: مجموع الإتجاهات وأشكال الفهم والمهارات التى من شأنها أن تيسر للعملية التعليمية تحقيق أهدافها العقلية والوجدانية والنفس حركية.
أما "سهيلة الفتلاوي" (2003م) فعرفت بأنها: "قدرات تعبر عنها بعبارات سلوكية تشمل مجموعة مهام (معرفية، مهارية، وجدانية) تكون الأداء النهائي المتوقع إنجازه بمستوي معين مرضي من ناحية الفاعلية، والتى يمكن ملاحظتها وتقويمها بوسائل الملاحظة المختلفة".
ويعرفها "عبد الله عبد الماجد" (2004م) بأنها: "قدرة المعلم على القيام بمهمة ما وأداء يؤدي إلى إحداث نتاجات مفترضة لدى المتعلم وبالتالي تصبح الكفاية هي قدرة المعلم على التدريس والتى تتكون من المعارف والمهارات والإتجاهات مع إمتلاك الثقة اللازمة للتدريس بالفعالية والمستوي. الذي يحقق الأهداف التعليمية والتربوية المنشودة".
ويعرفها "توفيق مرعي" (2003م) بأنها المقدرة على عمل شئ بمستوى من الإتقان بكفاءة وفعالية.
2-خصائص الأداء المهني:
يتميز الأاء المهني بمجموعة من الخصائص التى تميزها وهي كما يلي: 
1- تقوم على تحليل للدور أو الأدوار المهنية وكذلك على تكوين نظرة للمسئوليات المهنية. 
2- تصنف النتائج المتوقعة من أداء المعلم وما يرتبط بها من معارف ومهارات وإتجاهات ضرورية لأداء تلك المهام.
3- إن المتعلمين باستخدام مدخل الأداء المهني عليهم إظهار أكبر قدر ممكن من هذه الكفايات أثناء الدرس. 
4- يساهم في اشتقاق برامج الإعداد.
5- تساعد النتائج التى تسفر عن تطبيق مقاييس الأداء المهني في عمليات مصنع القرارات. 
6- تيسير عمليات وضع أساليب التقويم. 
7- يسهم الأداء المهني في تقسيم عملية التدريس إلى وحدات ذات أحجام يمكن السيطرة عليها. 
8- الأداء المهني  أهداف سلوكية تتميز بالدقة في تحديها وقياسها.
3-مصادر اشتقاق الأداءات التدريسية:
يشير كلاً من "محمد مصطفي، حوالة سهير" (2006م) مصادر اشتقاق الأداء المهني بين الباحثين إلا أنه يمكن استخلاص أبرز المصادر التى اتفقوا عليها على النحو التالي: 
1- قوائم تصنيف الكفايات (القوائم الجاهزة). 
2- البرامج الأخرى والدراسات والبحوث. 
3- تحليل المهام. 
4- رصد أداء نموذجي وتحليله. 
5- ترجمة محتوى المقررات الدراسية التى يقوم المعلم بتدريسها إلى عبارات تحدد الكفايات التى ينبغي أن تتوافر عند المعلم ليقوم بتدريس هذه المقررات. 
6- دراسة احتياجات التلاميذ وحتياجات المجتمع المحيط بالتلاميذ حيث تترجم قيم وطموحات التلاميذ إلى أداءات يجب أن تتوافر عند المعلم الذي يتصل بهم. 
7- ما نستقبه من خبراء المهنة والعاملين في الميدان حيث يتم سؤالهم عما ينبغي أن يتضمنه برنامج الإعداد وذلك من خلال تحديد الأهداف والكفايات ومعلومات عن حاجات الممارسات الفنية العملية ومعلومات حول احتمالات المستقبل بالنسبة لهذه المهنة. 
8- استطلاع رأي الأطراف المعنية مثل جمع آراء المهتمين والمساهمين والمستفيدين من العملية التعليمية أولياء أمور أو التلاميذ وغيرهم وسؤالهم عن المهارات التى يظنون أنها يجب أن تتوافر عند المعلم كما أنها قد تستخدم المقابلات الشخصية للتعمق في نتائج الأسلوب وتحليله والتأكد من صدقه.
4-تصنيف الأداء المهني:
يقصد بالتصنيف هنا تحديد المحاور التى تدور حولها الكفايات باعتبارها كفايات رئيسية تم تحليلها إلى مجموعة من الأداءات الثانوية، ويمكن تنفيذها وللباحثين والمشرفين ترجمته إلى استمارات ملاحظة لتقويم المعلمين، أما عن أهمية التصنيف فتتلخص في تسيير مهمة التفكير المعمق في كل جانب من جوانب الإعداد وضمان استيفاء جوانبه.
ويرى كلاً من العلماء التربويين "عبد الله عبد الماجد" (2005م)، "محمد مصطفي" (2001م) أن الأداءات المهنية تصنف إلى أربعة أقسام يمكن تحديدها على النحو التالي: 
1- المعرفية. 
2- الوجدانية. 
3- الإدائية. 
4- الإنتاجية.
وهناك تصنيفات مختلفة في مجال تدريس التربية البدنية نورد منها ما يلي: 
1- تحديد الأهداف التربوية والتعليمية.
2- الاهتمام بإعداد وتحضير الدرس.
3- الاهتمام بتنفيذ وإخراج الدرس.
4- مراعاة ضبط النظام العام.
5- استخدام الوسائل التعليمية.
6- التقويم.
5-الأداءات التعليمية لمعلم التربية البدنية:
أشار إليها "حسانين، الخولي" (2001م)، نقلاً عن "ساوثوردSouthward " والتى تهدف إلى التعرف على الأداءات التعليمية المتعلقة بإعداد معلم التربية البدنية والرياضية، أوضحت النتائج أهم الكفايات المطلوبة كما يلي: 
1- في مجال التربية: أداء تدريس الألعاب الجماعية، وتدريس رياضات مدى الحياة، وتدريس الرياضات الفردية.
2- في مجال علم الحركة: أداء يتصل بفهم وتطبيق الميكانيكا الحيوية وفسيولوجيا التدريس الرياضي، والتعلم الحركي، والتشريح، والقياس والتقويم. 
3- في مجال التدريب الرياضي: أداء يتصل باستيعاب نظريات التدريب الرياضي للألعاب الجماعية والفردية. 
4- في مجال النظام الأكاديمي والمهنة: كفايات تتصل بفهم واستيعاب تاريخ التربية البدنية والرياضة وفلسفتها. 
5- في مجال العلوم السلوكية: علم النفس وعلم الاجتماع الرياضي. 
وهذه مهمة في إعداد معلم التربية البدنية، وإن كانت تفتقر إلى إمداد المعلم بأساليب التربية عموماً والتعامل مع التلاميذ، وإيجاد مستوى طيب لدى المعلم من الجانب الروحي والديني والثقافي، والتربية الخاصة.
6- الأداءات المهنية (التدريسية) وعمليات التقويم:
طورت وزارات التربية والتعليم أنظمة متقدمة للإشراف والتوجيه التربوي تعتمد على زيارات المعلمين في الميدان، وجمع التقارير والملاحظات عن أدائهم في الإستفادة من تلك المعلومات في ثلاثة محاور أساسية هي: 
1- الإرتقاء بمستوي أداء المعلم.
2- إمداد كليات التربية بمعلومات تفيد في تصميم برامج الكفايات. 
3- إمداد القائمين على وضع المناهج والسياسات التعليمية بالمشكلات والعقبات التى تواجه المعلم.
ويتحدد في ضوء ما سبق فوائد التقويم في صياغة لاأداءات  المهنية( التدريسية) كما يلي: 
1- الحصول على معلومات يمكن الاستفادة منها لتحسين مستوي كفاية المعلم.
2- اقتراح برامج للدورات التدريبية التى يحتاجها المعلمين لتطوير مستوي كفايتهم التدريسية. 
3- التعرف على أفضل الأساليب التى يمكن من خلالها تحديد الجوانب التى ينبغي التركيز عليها في التحسين. 
4- قد يسفر التقديم أيضاً عن تطوير نظم الإشراف التى يمكن بنائها لمتابعة أداء المعلم والتأكد من مناسبتها لإحراز مزيد من الدقة. 
5- توفير الحوافز المناسبة للمحافظة على مستويات الأداء الجيد وزيادة الدافعية للتقدم مما يؤدي إلى تفجير الطاقات الإبداعية. 
6- قد تستخدم نتائج التقويم للأغراض المقارنة ببعض البرامج التعليمية للتعرف على مدى قدرة تجاوب المعلمين القائمين على تنفيذها ومدى توافر الأداءات اللازمة لتطبيق هذه البرامج. 
7- نتائج التقويم تعتبر محك مرجعي لتحديد أهم الأداءات التى يجب أن يتزود بها المعلم. 
8- تعطي نتائج التقويم للقائمون على وضع السياسات التعليمية رؤية واضحة عن واقع العملية التعليمية وأوجه القوة والضعف في كفايات المعلمين. 
9- وفي حالات قليلة قد يستخدم التقويم للتعر فعلى مستويات الأداء الرديئة إلى الحد الذي تعين معه إنهاء الخدمة في مجال التعليم. 
ويمكن النظر إلى الأهداف السابقة ما عدا الأخير على أنها نوع من أنواع التقويم البنائي Formative والذي يهدف إلى التحسين في أداء المعلم وتطويره ومساعدته على القيام بواجباته ونمو كفاياته.