وفاة هنري  كيسنجر  عن عمر يناهز  100 عام

وفاة هنري كيسنجر عن عمر يناهز 100 عام

0 المراجعات


هنري كيسنجر (Henry Kissinger)، الذي وُلد في 27 مايو 1923، هو دبلوماسي وسياسي أمريكي بارز، اشتهر بدوره الرئيسي في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية خلال عقود الستينيات والسبعينيات. في هذا المقال، سنلقي نظرة على حياة هنري كيسنجر، إنجازاته البارزة، وتأثيره على العلاقات الدولية.

 

### حياة وبداياته:

هنري ألفريد كيسنجر وُلد في فورث، ألمانيا، ونشأ في عائلة يهودية. نظرًا لتصاعد النازية في ألمانيا، هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1938. درس كيسنجر في جامعة هارفارد، حيث حصل على درجة البكالوريوس والدكتوراه في العلوم السياسية. كان يستفيد من ثقافته المتنوعة ومعرفته العميقة بالسياسة الدولية.

 

### مساره المهني:

كانت بداية حياته المهنية في التدريس في جامعة هارفارد، لكنه سرعان ما دخل عالم السياسة. في عام 1969، عينه الرئيس ريتشارد نيكسون كمستشار للأمن القومي، ولاحقًا تولى منصب وزير الخارجية الأمريكي.

 

### إنجازاته الدبلوماسية:

1. **الربط بين الصين والولايات المتحدة:**
  - كان من بين إنجازات كيسنجر البارزة تحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
  - قاد الجهود التي أدت إلى زيارة الرئيس نيكسون للصين في 1972، وهو حدث تاريخي يُفترض أنه ساهم في تحسين العلاقات الدولية.

 

2. **الإعتراف بالجمهورية الصحراوية:**
  - في مرحلة لاحقة، لعب دورًا في الإعتراف بالجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية، وهو إعتراف شكل خطوة هامة في السياسة الأمريكية تجاه الصراعات العربية-الإسرائيلية.

 

3. **نهاية الحرب في فيتنام:**
  - شغل دوراً أساسياً في تفاوض اتفاق باريس لإنهاء الحرب في فيتنام في عام 1973.

 

### تقدير وانتقاد:

رغم إنجازاته، وجدت سياسات كيسنجر نفسها تحت الانتقاد. انتقدت بعض الجهات استراتيجيته في فيتنام والتدخل الأمريكي في أماكن أخرى. كما وُجِّهت انتقادات له بسبب مواقفه فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

 

### تأثيره الدائم:

تأثير هنري كيسنجر على العلاقات الدولية لا يمكن إنكاره. ساهم في تشكيل سياسة الولايات المتحدة في فترة حرجة من التاريخ العالمي. على الرغم من الانتقادات، يظل كيسنجر شخصية دبلوماسية بارزة، لها بصمتها في تاريخ العلاقات الدولية.

 

كيسنجر  و السادات 

العلاقة بين هنري كيسنجر وأنور السادات كانت محورية في سياق التاريخ الحديث للشرق الأوسط، خاصةً خلال فترة حرب أكتوبر عام 1973 والجهود المبذولة لإحلال السلام في المنطقة. هنري كيسنجر، كوزير للخارجية الأمريكي في الفترة بين عامي 1973 و1977، كان له دور كبير في التعامل مع الأحداث في الشرق الأوسط.

 

### الحرب أكتوبر 1973:

في أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا على إسرائيل، مع الهدف من استرجاع الأراضي التي خسرتها خلال حرب عام 1967. كانت هذه الحرب معروفة باسم حرب أكتوبر أو حرب اليوم العاشر. خلال هذه الحرب، كان السادات، الذي كان حينها رئيسًا لمصر، يسعى إلى تحقيق تقدم على الأرض وفتح باب التفاوض لتحقيق هدفه.

 

### جهود التسوية ودور كيسنجر:

بعد الهجوم، شرعت جهود دولية في التسوية لإنهاء النزاع. قاد هنري كيسنجر مفاوضات للتوصل إلى هدنة، وأدت هذه المحادثات إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 25 أكتوبر 1973. بالإضافة إلى ذلك، أجرى كيسنجر مفاوضات مع السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي غولدا مائير لتحديد الشروط والقوانين التي ستحكم التسوية.

 

### جهود تحقيق السلام:

على الرغم من صعوبات التفاوض، فقد تمكنت الولايات المتحدة تحت إشراف كيسنجر من التوسط في إعداد أرض الحوار بين مصر وإسرائيل. أدت جهود التوسط إلى مفاوضات كامب ديفيد في عام 1978، حيث أبرمت مصر وإسرائيل اتفاقية سلام تاريخية. كان ذلك تحت إشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الذي أكمل العمل الذي بدأه كيسنجر.

 

### إرث العلاقة:

على الرغم من التحديات والانتقادات التي واجهت جهود التسوية في الشرق الأوسط، يُعتبر السلام بين مصر وإسرائيل نجاحًا دبلوماسيًا كبيرًا. تظل العلاقة بين هنري كيسنجر وأنور السادات جزءًا من تاريخ السياسة الدولية وتسوية النزاعات في المنطقة، وهي تذكير بأهمية الدبلوماسية في حل النزاعات العالقة.

 

 

في الختام، يمكن القول إن هنري كيسنجر شخصية معقدة ومثيرة للجدل، وإرثه في عالم الدبلوماسية يظل قائمًا ومحط إعجاب ونقد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

2

followings

0

مقالات مشابة