غزة ، جيل التسعينات ألم الحرمان في زمن الخذلان
ألم الحرمان في زمن الخذلان
أبدأ قولي بكلام الله في كتابه الحكيم
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾
رغم الإنقسام الفلسطيني و الصراع الطاحن على كرسي الحكم في غزة ، و رغم الحصار الذي طال جميع الأجيال في القطاع ، و رغم إنعدام أبسط الإحتياجات الإنسانية في السوق ، و رغم العقوبات التي تُفرض من القريب و البعيد .
ستجد ضحية من بين الأجيال الموجودة في غزة ، أنه الجيل الذي شاب و هوا في ريعان شبابه ، نعم انه جيل التسعينات من 1990 حتى 1999 ، جيل عاصر النكبات و بعض من الإنتفاضات و الهبات الشعبية و أيضاً الحروب الطاحنة ، جيل قدم خيرة شبابه شهداء للوطن و مصابين ليصنعوا الأمل و أسرى ليرسموا الحلم ، منهم من تغرب و مات في بحار الهجرة و منهم من تخرج و لم يتوظف أو حتى يجد عمل بأجار اليومية ، و منهم من انتحر شنقاً أو أحرق نفسه في أحدى الميادين العامة .
ألم الحرمان من أدنى حقوقهم تجده في عيناهم ، حسرة الحلم ستجدها في تنهيداتهم قبل الخلود الى النوم .
ولو قارنا الأجيال السابقة و اللاحقة لجيل التسعينات سنجدهم الأوفر حظاً في الحرمان ، على سبيل المثال ستجد أغلب جيل الثمانينيات قد أمنوا مستقبلهم و عاشوا في فترات الإزدهار الإقتصادي للسلطة من وظائف أو حتى عمل داخل الخط الأخضر ، و أيضاً ستلاحظ أن جيل الـ 2000 قد بدأ الدخول في سوق العمل من خلال المنافسة والاصطفاف على طابور البطالة والعاطلين عن العمل في ظل استمرار عملية ملاحقة الأجيال .
ولو لاحظنا على نسبة تمثيل الشباب الفلسطيني في صنع القرار السياسي ستجد أن الشباب هم الحلقة الاضعف ، على الرغم من أن نسبة الشباب في المجتمع الفلسطيني تمثل الخمس من إجمالي سكان فلسطين .
أما بالنسبة لترشح الشباب لانتخابات المجلس التشريعي المعطلة منذ 16 عام ، فلا يجوز لمن هو أقل من سن 28 عام أن يترشح لخوض غمار الإنتخابات ، أي أن هناك أكثر من 880 ألف شباب محروم من المشاركة السياسة !
عوامل كثيرة لا تعد ولا تحصى أصبحت تؤثر بشكل مباشر على بقاء الشاب الفلسطيني متجذر في أرضه ، شباب غزة يفكرون ويحلمون يومياً بكيفية الهجرة من سجن غزة المدقع بالفقر والألم والكثير من الحرمان .
مئات الآلاف من الخريجين عاطلين عن العمل ومن بينهم أصحاب شهادات عليا !
وكل عام يزداد تكس الخرجين دون وجود وظائف كافية أو فرص عمل تشغيلية بشكل مؤقت ، تدنى الأجور لتصل في بعض الأحيان إلى 20 شيكل يومياً مقابل 8 و 12 ساعة عمل .
جيل مغلوب على أمره ينتظر معجزة إلهية لتغير مجريات حياتهم اليومية ، وأغلبهم لا يملكون حال ولا قوة سوى الدعاء والاحتساب .
وفي كل فترة وحين نجد بعض الصرخات من نشطاء من جيل التسعينات عبر مواقع التواصل الإجتماعي يطالبون بأبسط حقوقهم و مطالبهم التي تتركز في /
1. ايصال صوتهم لجميع الجهات المحلية و الدولية المعنية و تسليط الضوء على هذا الجيل المنكوب لتحقيق مطالبهم .
2. العمل بالتوافق مع جهات محلية و دولية على ايجاد و تطبيق حلول لمشكلات جيل التسعينات تضمن لهم حياة كريمة .
3. التواصل مع جميع رجال الأعمال الفلسطينيين للإستثمار في قطاع غزة للحد من نسبة البطالة .
4. رفع الروح المعنوية لهذه الفئة المهمشة و تعزيز دورهم بين فئات المجتمع الغزي .
في النهاية مطالب و مناشدات كثيرة و لكن السؤال الأهم هل من مستمع ؟