حارة دكرور الجزء الثاني

حارة دكرور الجزء الثاني

0 المراجعات

#الجزء_الثاني 
#حارة_دكرور 
رد عليه الشاب بقلة ثقة ملحوظة:
ـ لا لا.. ماليش قضايا ولا غيره، انا انا.
وسكت، كأنه بلع لسانه، بصوا الشباب اللي كانوا ع المكتب لبعض وهم مستغربين حاله، وفي نفس الوقت منتظرينه يكمل، ولما صمته طال واحد منهم قاله بتشجيع:
ـ ما تكمل.. انت ايه؟
رد وهو بيعدل شنطته الكروس اللي متعلقه في رقبته:
ـ انا "حامد عبدالحميد".. اتعينت في المكتب جديد.
اتنهدوا وقال واحد منهم بابتسامة:
ـ يعني زميل مهنة وكمان زميل مكتب، اومال مالك طيب، زانق نفسك ومتخشب مكانك كده ليه، انطلق.. عيش وتعايش عشان تعرف مكتبك فين.
قطع كلامه زميله بحاجة مهمه جت في دماغه، وبسببها سأل "حامد" سؤال  غريب ولكن مهم بالنسباله:
ـ انت من سكان المحافظة هنا، اقصد يعني انت من سكان "الجيزة"؟
هز "حامد" راسه بالنفي:
ـ انا من قرية صغيره تابعة لمحافظة وجه بحري، كنت بشتغل على قدي بس لقيت الحوار مش جايب همه، ومن شهر او اكتر شوية، قريت اعلان يخص المكتب، كان مطلوب محاميين شباب سبق لهم ممارسة المهنه، فقدمت، لكن انا ماكنتش متوقع ان اتقبل صراحة، بس النصيب، الحمد لله.
رد الشاب التاني بنبرة فيها تريقة:
ـ يستاهل الحمد يا "حامد يا ابو عبد الحميد"، مش برضه بتقولوها كده وانتوا قاعدين في سهراية الغيط؟
فهم زميله المغزى ورا تريقته، "حامد" شاب بسيط، جاي من مكان اهله عايشين بفطرتهم، لسه ما وصلش عندهم التلوث السمعي والبصري اللي محاوط المدينة، وبسبب التريقة، برقله عينه عشان يسكت، فسكت، بعدها رجع اتكلم مع "حامد" وهو بيشاورله على مكتب جانبي:
ـ ده مكتب خاص بالشئون الادارية وفايلات المحامين، القديم منهم والجديد، اتمشى كده ناحيته هتلاقي الموظفين المختصين، هم اللي هيفهموك الليلة كلها ماشية ازاي.
ظهرت على ملامح "حامد" ابتسامة اتجبرت جبر انها تترسم على وشه، ما هو القلق عنده وصل لأقصى درجة وضرب الدم في نافوخه، بس نفذ اللي قاله عليه زميله اللي كان بيبصله بتفحص من فوق لتحت، وبعد ما مشي "حامد" من قصادهم، بصوا لبعض واتكلم اللي كان متابع "حامد" بنظراته:
ـ اهو ده بقى كبش فدا، الخروف اللي هيترمي وسط مزرعة مليانه بكلاب سعرانه مابتشوفش قصادها غير حتة اللحمة، يا عيني عليك يا "حامد يا ابو عبد الحميد" دول هيقرقشوك ويمصمصوا عضمك.
قطع لحظة الاندماج اللي كان فيها زميله وهو بيخبط على المكتب:
ـ ايه يا حضرة المحامي المندمج، انت بتقول ايه؟.. مش فاهم منك حاجة.
شوح بأيده وقاله:
ـ هو انت اصلا فاهم الحوار من اوله، لما هتفهم دلوقتي اللي بقوله؟.. اقطع دراعي ان ما كان "محامي القرية" ده اتقبل هنا، عشان يحدفوه هناك، اومال ايه اللي هيخلي المكتب يقبل واحد زي ده وبهيئته دي، اه، هم قبلوه عشان هدف معين، اكيد هو ده السبب، مافيش غيره.
ولسه زميله هيرد عليه، حرك العجل بتاع الكرسي اللي قاعد عليه وراح قعد جنبه، قرب منه وقاله بصوت واطي:
ـ تعالى بقى افهمك الحكاية واعرفك "رزق الله" ناوي على ايه.
...............................................................................................................................................................
في المكتب الجانبي الخاص بالشئون الادارية لمكتب "رزق الله المحامي"  كان قاعد "حامد" قصاد راجل اربعيني ما يقلش وجاهة عن اللي شافهم بره، خرج مجموعة اوراق وحطها قصاده، وبأبتسامه مجاملة اداله قلم وهو بيقوله:
ـ فايلات المحامين بتتسجل على الكمبيوتر، بس انا راجل بحب الشغل الورقي وبعتبره اساس اي مؤسسة، طبع رخم، مش عارف اغيره، اتفضل يا استاذ حامد، امضي على قرار تعيينك واستلام المكتب الخاص بيك لوحدك.
فرح "حامد" وقاله بشغف وتعجب:
ـ لوحدي!!.. انا مش هستلم شغلي في المبنى هنا؟
ابتسم الاداري وقاله:
ـ ما انا لسه مفهمك، اومال كنت بشرح في ايه من شوية!.. حضرتك اشتغلت في المجموعة، بس المجموعة ضخمة وليها اكتر من فرع، انت بقى اتوزع شغلك على فرع من الفروع دي.
مسك "حامد" الورق ورجع يقراه تاني، او بالتحديد كان بيدور على حاجة معينة تخص عنوان المكتب اللي هيشتغل فيه، ووصله.. ومع وصوله فضلت عينه متثبته للحظات بتركيز دام لاكتر من دقيقة، بعدها اتكلم وقال للراجل بتعجب:
ـ حارة دكرور!!.. ده اسم ولا شارع ولا فين اصلا ده؟
اتنحنح الموظف الاداري، واضح انه كان بيدور في عقله على حاجة وبيحاول يداريها، عدل الكرافتة بتاعة بدلته وبعدها قاله:
ـ دي حارة في منطقة شعبية مشهورة جدا، انت ماتعرفهاش؟
هز "حامد" راسه شمال ويمين:
ـ لا ما اعرفهاش.
رد الموظف بهمس مع نفسه، مسموع الى حد ما:
ـ والله ولا انا.
ـ نعم، حضرتك بتقول حاجة؟
ـ لا لا، بقول ايه بس.. اسمعني كويس، المدينة هنا كبيرة جدا، واستاذ "رزق الله" بيحب تكون ايده فوق كل حتة و طايلة كل شبر في اي منطقة، والمحامي الشاطر، وخاصة الجديد، يثبت كفاءته وجدارته في العمل عشان يوصل للي هو عاوزه ويحقق شهرة ما بعدها شهرة، يعني مال، نفوذ، بين رجال الاعمال، فااهم قصدي يا استاذ "حامد"؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

13

followers

2

followings

3

مقالات مشابة